يتعرض بيب جوارديولا للانتقاد من أغلب متابعي كرة القدم منذ ولايته لبايرن ميونيخ و حتى يومنا هذا , حيث يصفه المنتقدون له بالمدرب “المنفوخ” بسبب عدم حصوله على دوري أبطال اوروبا مع الفريق البافاري و عدم تصدره للدوري الانجليزي مع المان سيتي في أول مواسمه.
:لعنة تدريب برشلونة
يعتقد أغلب المتابعين ان بامكان أي شخص تدريب فريق بحجم برشلونة. و ذلك , بسبب وجود أفضل لاعبي العالم به , حيث يعتقد البعض أن بيب نجح في برشلونة بسبب توافر أفضل لاعبي العالم و تناسوا أن الفريق الكتالوني كان متهالكا في أخر مواسم ريكارد حيث فقد السيطرة على اللاعبين فعلى سبيل المثال: كان دييجو موتا يحتفل يوميا لدرجة أن النادي قام بارسال فرقة للبحث عنه , ماركيز كان يذهب لصديقته يوميا حيث تكمن المشكلة في أن صديقته تعيش في مدريد , رونالدينهو ينام في التدريبات . بالاضافة إلى ذلك , كان يوجد مشاكل بين ريكارد و رونالدينهو بسبب خروج ابنته مع روني . حتي جاء بيب و وضع قرارات صارمة كعدم التأخر عن التدريبات , عدم السهر ليلا. و أيضا , قام بالتخلي عن رونالدينهو و ديكو ففي ذلك الوقت عمل بنصيحة ملهمه يوهان كرويف عندما قال له : تخلص ممن لا تستطيع السيطرة عليه .. ستخسر مبارتين و لكن الفريق سيتحد و سيعود لـ الفوز.
لا غبار على نجاح الفيلسوف مع برشلونة . و ليس السبب في عدد البطولات , ولكن في طريقة و أسلوب اللعب الذي اجتاح به العالم حيث أعاد الكتالوني صياغة أسلوب مدربه و ملهمه يوهان كرويف من بناء للعب من الخلف , الاستحواذ , الضغط و اللعب الموضعي و خلافه . مع , تطوير مستوي اللاعبين كميسي و تشافي و فالديز و تصعيد و اكتشاف بعضهم كبوسكيتس , بيدرو و تياجو الكنتارا . و لذلك , يدين مشجعي البلوجرانا كثيرا لبيب جوارديولا لاعادة صياغة ال”دريم تيم” الخاص بيوهان كرويف.
:البافاري و ارتفاع سقف الطموحات
ظن عشاق البافاري أن بقدوم بيب جوارديولا مع وجود فريق بحجم البايرن أن الفريق سيحصل على ذات الاذنين كل عام وذلك بسبب البداية العظيمة لبيب في بداية مسيرته مع برشلونة ولعل هذا سبب ارتفاع سقف الطموحات بالنسبة للجماهير . و لهذا , اعتبر المتابعون أن المدرب الكتالوني فشل مع البايرن بسبب عدم حصولة على دوري أبطال اوروبا على الرغم من أن مدربين عدة لم يحصلوا على دوري الأبطال مع الفرق التي قاموا بتدريبها. و لكن هذا كله, بسبب فترة بيب العظيمة مع البلوجرانا .
لم يفشل بيب مع البايرن في وجهة نظري , فالحصول على سبع بطولات في ثلاث مواسم و الوصول لنصف نهائي دوري الابطال في كل موسم لا يعتبر فشلا . بفعيدا عن لغة الارقام , وضع الفيلسوف الكتالوني بصمته مع الفريق البافاري خاصة في أخر موسم له من طريقة اللعب , الاسلوب و النظام . ففي فترة ولايته كانت تخشى كل الفرق مواجهة لعملاق البافاري. بالاضافة إلى ذلك, تطوير مستوى بعض اللاعبين كجيروم بواتينج , كيميتش و دايفد الابا . و لذلك , لم يفشل بيب مع البايرن .
:مشروعه مع السيتي
بناء اسلوب و طريقة لعب للفريق و بناء شخصية عظيمة للنادي , هذه هي اسباب جلب الادارة لبيب جوارديولا , بينما يأتي الحصول على الالقاب في المصاف الأخير من اسباب جلب الادراة للعبقري الكتالوني.
لم يفشل بيب حتى الان مع السيتي , بل نجح في بناء اسلوب لعب للفريق و فرض شخصيته و بصمته على اللاعبين و الفريق , فالفريق يبني اللعب من الخلف , يستحوذ و يهاجم و لكن جودة اللاعبين لا تساعده على القيام بالأمور التي يريدها , فقد خذلته الصفقات التي قام بها , فبرافو تراجع مستواه عن فترته في برشلونة , ستونز لديه اخطاء دفاعية ساذجة , جندوجان و خيسوس مصابان مع عدم وجود أظهرة تساعده على تطبيق افكاره كالدخول إلى العمق و المساهمة في بناء اللعب فسانيا ليس لام و كولاروف ليس الابا . بالاضافة إلى ان اجويرو متذبذب مستواه ولا يجدي نفعا في المباريات الكبيرة . و لذلك , بيب مظلوم في السيتي و لكنه سينجح ولكن مع المزيد من العمل و”الصبر” فبيب جاء لبناء شخصية للفريق و اكتسابها ليس بالسهل .
قد يسأل البعض : لماذا نجح كونتي حتى الان مع تشيلسي و لم ينجح بيب مع السيتي ؟ هذا بسبب اختلاف الظروف , فكونتي لا يشارك في اي بطولات اوروبية و كذلك طريقة لعب جوارديولا تحتاج الكثير من الوقت و العمل مع عدم نسيان وجود شخصية “البطل” للاعبي تشيلسي و وجود شخصية كبيرة للنادي اكتسبها بحصوله على دوري ابطال اوروبا . ولذلك, لا تجوز المقارنة بين المدربين بسبب اختلاف الظروف .
ولذلك , لعنة تدريب برشلونة تلاحق جوارديولا اينما حل , فدائما يتم المقارنة بين فترته في برشلونة و بين فترته في ناديه الحالي , مع تناسي الظروف و اختلاف اللاعبين و البيئات و لكن بالتأكيد سينجح جوارديولا , سينصفه التاريخ و ستشرق شمسه.