انطلقت أمس فعاليات الملتقى التاسع للإعلام السياحي بالقاهرة بجامعة الدولة العربية بمشاركة 15 دولة عربية برعاية وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ومحافظة الغردقة تحت عنوان «السياحة المستدامة ومستقبل السياحة العربية».
وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمة له في افتتاح الملتقى ان القطاع السياحي في العديد من الدول العربية يعد من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية التي تحتاج الى حشد جهود القطاعات العامة والخاصة والأهلية.
وقال في الكلمة التي ألقتها نيابة عنه الوزيرة المفوضة السفيرة علياء غنام ان واسمحوا لي ان اتوجه بالشكر الى جمعية خبراء السياحة العرب ومجلس ادارتها برئاسة طارق شلبي رئيس مجلس ادارة الجمعية، تلك الجمعية الهادفة الى تشجيع السياحة البينية بين جميع الدول العربية وتسهيل حركة تنقل السائح العربي بين الدول العربية، وكذلك جذب وتشجيع رؤوس الاموال العربية للاستثمار في مجال السياحة بغية الوصول الى التكامل العربي في تبادل الخبرات ومشاركة اصحاب الخبرة في صنع القرار وانتهاء بتنمية الانشطة السياحية العربية من خلال المعارض والمهرجانات والمؤتمرات السياحية بجميع الدول العربية، فكل الشكر والتقدير للجمعية الموقرة وكل الامنيات الطيبة بدوام النجاح والتوفيق.
كما قدم الشكر لهيئة تنشيط السياحة بجمهورية مصر العربية على الجهد الكبير الذي شهده قطاع السياحة المصرية في الآونة الاخيرة، خصوصا بعد الجهود المبذولة من كل الجهات لتحسين وضع مصر على الخارطة السياحية العالمية، «واذ اؤكد من خلال كلمتي هذه على ضمان تقديم الدعم والتشجيع المستمر لجميع الحكومات العربية ومنظمات المجتمع المدني العربية والهادفة الى تنمية مجتمعاتنا وسلامة مواطنيها».
وقال ان قطاع السياحة يسهم في توظيف 10 ملايين شخص، ويشكل ما نسبته 12% من اجمالي الوظائف في الدول العربية، ومن المتوقع ان يصل حجم الاستثمار في القطاع السياحي العربي الى 323 مليار دولار عام 2020، فيما سيبلغ عدد السياح القادمين للمنطقة العربية 195 مليون سائح، وهو ما يعني زيادة هذه الاعداد ثلاثة اضعاف عما هي عليه اليوم، ولأن السياحة اصبحت اليوم صناعة كبرى وموردا اقتصاديا مهما فإنه ينبغي ان نتساءل عن نصيبنا في هذه الصناعة العالمية.
كما ان مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في التنمية السياحية تلعب دورا محوريا خصوصا ان الحكومات لن تستطيع منفردة ان تجابه الازمات والعقبات التي خلفتها ثورات الربيع العربي والتي كان لها عظيم الاثر في تراجع اعداد السائحين الوافدين لدولنا العربية، لذلك فمن الضروري ان يقوم المجتمع المدني بكل مؤسساته من نقابات وجمعيات في المساهمة الفعالة في تقديم يد العون للوقوف على تلك المشكلات وحلها، فالمجتمع المدني يعتبر الذراع اليمنى للحكومات ليس فقط في عملية التنمية ولكن ايضا في تعبئة الموارد وحشد الطاقات المعطلة سواء الاقتصادية او البشرية.
وأوضح انه انطلاقا من ايمان الجامعة العربية بالدور المهم والبارز الذي يمكن ان تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في ظل التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة العربية جنبا الى جنب مع الحكومات العربية، وادراكا منها بأن قطاع المجتمع المدني هو رديف الحكومات في العمل من اجل التنمية فهو يكمل دورها في رفع الاعباء والمشكلات التي تعاني منها اوطاننا.
حرصت الجامعة العربية ممثلة في ادارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية على مدار السنوات الماضية على تكثيف جهودها وأنشطتها التي من شأنها تعزيز وتقوية دور المجتمع المدني وتمكينه من لعب دور الشريك الفاعل للحكومات العربية في عملية التنمية المستدامة من اجل احداث التغير المنشود في مجالات التنمية المجتمعية كالصحة والتعليم والقضاء على الفقر والمشاركة السياسية وغيرها من القضايا والمشاكل التي تواجهها منطقتنا العربية.
وقد توجت جامعة الدول العربية جهودها في هذا الشأن بإطلاق العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني: 2016-2026 الذي يهدف الى خلق بيئة مناسبة وبناء آلية ناجحة بين منظمات المجتمع المدني العربية والحكومات العربية والمنظمات الاقليمية والدولية لتعزيز وتمكين منظمات المجتمع المدني من القيام بأدوارهم في تحقيق اهداف التنمية المستدامة بجانب الحكومات العربية.
بدوره، قال رئيس المؤتمر ورئيس جمعية خبراء السياحة العرب طارق شلبي في كلمة مماثلة انه من منطلق حرص جمعية خبراء السياحة العرب على مساندة جهود الدول العربية ومن اجل تبني مفاهيم التنمية السياحية المستدامة لتحقيق الادارة الرشيدة والمستدامة لأصول الموارد الطبيعية لدعم اقتصاديات الدول العربية وزيادة التنافسية وخلق فرص عمل جديدة وتأثيرها على مستقبل السياحة العربية من الناحية الاكاديمية والمهنية لخدمة السياحة البينية العربية وتشجيعها وايضا من اجل التنسيق والتكامل السياحي بين الدول العربية وفقا لما تملكه تلك الدول من كم هائل من آثار نادرة ومتنوعة وبيئة طبيعية خصبة مما يؤهلها ان تتفوق بها عالميا.
لكونها ركيزة التنمية السياحية المستدامة، ولذلك نرى إعادة رسم الخريطة السياحية العربية وفقا لمتطلبات المرحلة الحالية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط عامة والدول العربية خاصة، والتي تتطلب الاعتماد على ما نملكه من الطبيعة الخلابة التي تؤمن لنا صناعة سياحية مستدامة نملك جميع مقوماتها، كما نحرص على مساندة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في تحقيق خطته الطموحة وهي استراتيجية التنمية المستدامة من خلال رؤية 2030.
وإذ تضع جمعية خبراء السياحة العرب جميع امكانيتها المهنية والعلمية والاكاديمية والإعلامية وشركاتها السياحية وخبراتها بجميع الدول العربية موضع التنفيذ لإنجاح رؤية مصر 2030.
هذا، وبدأت جمعية خبراء السياحة العرب في تنفيذ برنامجها لتنمية السياحة العربية البيئية من خلال المشاركة في المؤتمرات العربية وتنظيم مؤتمرات إدارة الازمات العربية في عام 2013 وتوقيع البروتوكولات مع شركات الطيران العربية والمتخصصين في مجالات السياحة العربية وآخرها البروتوكول الموقع مع المركز العربي للاعلام السياحي، وهم ضيوفنا في هذا المؤتمر الذي يتضمن فعاليات الملتقى الإعلامي السياحي العربي (التاسع) والتي تستمر فعالياته حتى يوم 25/3/2017 بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر تحت رعاية اللواء المحافظ أحمد عبدالله.
ويسعدنا الإعلان عن تأسيس أول قناة سياحية عربية يساهم في تأسيسها رجال أعمال بين اصحاب فنادق وشركات سياحية ومتخصصين في هذا المجال مقرها وفروعها بالدول العربية وتستخدم في نشر الوعي السياحي العربي وتنمية السياحة البيئة بين الدول العربية والدعاية للمشروعات السياحية بالدول العربية، وتبث من خلالها الاستراتيجيات السياحية العربية وتطوير منظومة السياحة العربية وتذليل العقبات والقرارات التي تعوق اصدار التأشيرات للتنقل الآمن بين الدول العربية وبعضها كما يسعدنا ان تتبنى جامعة الدول العربية خطط وبرامج وأهداف الجمعية التي تعمل بالتوازي مع اهداف جامعة الدول العربية.
من جانبه، ألقى رئيس المركز العربي للإعلام السياحي حسين المناعي كلمة أكد فيها ان افتتاح الملتقى بجامعة الدول العربية هو رسالة للإعلام السياحي المتخصص للعمل المتواصل والمستمر من أجل تنشيط ودعم السياحة العربية بشكل عام وفي مصر بشكل خاص.
ويشتمل الملتقى على العديد من الفعاليات التي تقام للمرة الأولى منها فعاليات اكاديمية لمناقشة التنمية المستدامة في القطاع السياحي بالاضافة الى اعلان دراسة الواقع الاذاعي العربي بالنسبة للبث السياحي.
وقال انه لا شك فيه ان موضوع مؤتمر التنمية السياحية المستدامة ومستقبل السياحة العربية الذي تنظمه جمعية السياحيين العرب والمركز العربي للإعلام السياحي جاء مواكبا باطلاق منظمة السياحة العربية عام 2017 عام السياحة المستدامة في العالم.
ويأتي تنظيم المؤتمر للعمل على تحسين الصورة الذهنية وتنمية صناعة السياحة بالمنطقة العربية وخلق استراتيجيات مبتكرة لتجاوز الازمة السياحية التي تمر بها بعض الدول العربية.
واضاف: حظي الإعلام باهتمام كبير من طرف الاكاديميين والممارسين في مجال السياحة، لما له من تأثير بالغ في تحصيل وجذب السياح في هذا الميدان، ومن ثم تنميته ككل، وفي ظل التزاحم الذي تشهده البلدان السياحية من عوامل المنافسة المتنوعة، كان لابد من بذل كل جهودها لابتكار طرق وأساليب جديدة من أجل تقريب صورتها السياحية لدى المستهلكين، وكان دخول الإعلام السياحي من هذه الطرق من خلال وسائله المتعددة، حيث بات يشكل حلا من الحلول الجذرية للتنمية السياحية لرسمه صورة حسنة عند البلد السياحي.
انتخاب اليحيائي رئيساً للمركز العربي للإعلام السياحي وخليل نائباً أول والموسى نائباً ثانياً
على هامش الملتقى، تم انتخاب الزميل سلطان اليحيائي رئيسا للمركز العربي للاعلام السياحي للدورة الخامسة والزميل خالد خليل نائبا أول والزميل محمد الموسى نائبا ثانيا وعضوية الزملاء جاسم التنيب وحسين المناعي وخالد الدغيم وأحمد حموي وهدير عبدالقادر واحمد عليوه وليلى عطية ود.لمياء محمود ومصطفى عبدالمنعم ومحمد عبدالقادر والزميل عادل محسن.