مَن الكاهنة التي تنبأت بتقلبات الشتاء في السعودية و”المخبول” الذي باع عباءته في شمال المملكة ووسطها؟

 

“بيّاع الخبل عباته”، هو واحد من الأسماء الشعبية السعودية لموسم المناخ الذي يبدأ الأربعاء 8 مارس/آذار من كل عام بداية.

ويشير الاسم إلى مجموعة من التغيرات المناخية التي تشهدها أجواء المملكة خلال الأيام المقبلة، والتي تأتي نتيجة بدء موسم العقرب الملقب بالدسم، وهي فترة أواخر فصل الشتاء وقبيل بداية الربيع.

ويصف السعوديون هذه الأيام باسم “بيّاع الخبل عباته”؛ نظراً للأجواء التي تتسم بالدفء، فتدفع البعض للتخلي عن الملابس الشتوية، ثم تتبعها لسعات برْد مباغتة ومميتة في أحيان كثيرة، ويأتي هذا الاسم ضمن موسم العقارب الثالث الشهير في السعودية.
بيّاع الخبل عباءته
الباحث الفلكي شبيب الحربش، أوضح أن “بياع الخبل عباءته” يعتبر أحد المواسم المناخية المعروفة في السعودية، خصوصاً في مناطق شمال المملكة ووسطها، كما أن هذا الموسم معروف في بعض أنحاء بلاد الشام.

وللشام مثَلهم الشعبي الخاص بهم، حيث يقولون عنه: “خبي فحماتك الكبار لعمك آذار”، ويقول اللبنانيون: “خبي تياب الدار لحد ما يجيك آذار”.
خداع الأجواء
ويعود سبب تسمية “بياع الخبل عباته” هذا الاسم، بحسب الحربش، إلى أن “الأجواء عادة ما يغلب عليها الدفء في شهر مارس بعد موجات البرد الشديدة في شهر فبراير/شباط، وبسبب دفء الأجواء يقوم الشخص (المخبول)، بحسب المثل الشعبي، ببيع عباءته الشتوية في عجلة؛ لأنه يتصوّر أن البرد قد انجلى بلا رجعة”.

مع العلم أنه في بعض السنوات قد تأتي موجات برد مباغتة وقاسية خلال شهر مارس، فيقع هذا الشخص “الذي باع عباءته بسبب انخداعه بدفء الأجواء في مأزق كبير، والمقصود بالعباءة هنا؛ البشت الصوف أو الفروة ونحو ذلك” .
برد الشولة
ويطلق بعض المزارعين على هذا الموسم اسم برد الشولة، الذي يهجم فيه البرد وكأنها الأيام الأولى من الشتاء القارس.

والشولة، هو طائر ربيعي صغير أسود اللون يظهر في هذه الفترة.
برد العجوز
وسمي أيضاً برد العجوز، حيث كانت هناك عجوز كاهنة في العصور الغابرة عند العرب تكهّنت بعودة الشتاء أياماً قلائل، وكان العرب قد استبشروا بدخول الربيع ولبسوا ملابس الصيف، وقد تحققت نبوءة الكاهنة العجوز وسُميت الأيام المذكورة نسبة لها.

وأشار الحربش إلى أن موسم “بياع الخبل عباته” يوافق تحديداً منزلة العقرب الثالثة؛ أي من 8 حتى 20 من شهر مارس من كل عام ميلادي .
أسماء عديدة
وليس هذا الاسم الوحيد الذي يطلقه السعوديون لوصف شهور الشتاء، حيث توجد مسميات عديدة تصف الأحوال المناخية التي تمر بها السعودية قبل موسم “بياع الخبل عباته”.
المربعانية
ويسمي السعوديون موسم دخول الشتاء المربعانية أو الأربعينية، باعتبار أن مدتها 40 يوماً ونجومها من النجوم الجنوبية، حيث تُشاهد نجومها في كل الأماكن، ويهب خلال هذه الفترة ريح شمالية باردة وتحتاج لارتداء الملابس الشتوية الثقيلة.

ثم يقبل موسم الشبط المأخوذ من شهر فبراير، وهو موسم البرد الرطب غير الجاف وعدد أيامه 26 يوماً.
سعد الذابح
وأما موسم العقارب، فقد حاز أسماء عديدة باعتبار أن مدتها 40 يوماً تقريباً وعدد نجومها ثلاثة.

أجواء العقارب تعتبر معتدلة، فالعشرون يوماً الأولى تتميز بالاعتدال المائل إلى البرودة في هزيع الليل، والبقية تمتاز بالاعتدال الذي يميل إلى الحرارة نهاراً وفي موسم العقارب ينشط الغبار، وينتشر البعوض.

فقد سمي العقرب الأول “سعد الذابح ” كناية عن شدة البرد خلاله، تبدأ عادة في 10 فبراير وتنتهي في 22 فبراير؛ أي تبلغ 13 يوماً، ويقال نصفها محرق ونصفها مورق.
سعد بلع
ثم العقرب الآخر سمي سعد بلع، وهي فترة تبدأ عادةً في النصف الثاني من يوم 23 فبراير وتنتهي في 7 مارس، ويقال إنه مهما أمطرت الدنيا في هذه الفترة فإن الأرض تبتلع المطر بسرعة، وطول هذه الفترة هو أيضاً 13 يوماً.

السابق
“تزوَّجْني واحصل على الجنسية”: أميركية ترتدي فستان زفاف تثير ضجة عارمة بمزاد في شنغهاي
التالي
بدون إنترنت أو شاشات عرض.. استمتع بالطعام المنزلي في “مشروع مطعم” من خامات معاد تدويرها بالكامل