أشباح تتحكم في المكان، أصوات غريبة متداخلة يمكن تمييزها بوضوح، أثاث يتحرك، ودمي تُحرك أعينها، هكذا تقول الأساطير والشائعات حول بعض الأماكن، والتي تحوِّلها لأماكن مرعبة، يخشى الناس من الاقتراب منها.
وفي هذا التقرير، نتعرف على الأساطير التي نُسجت حول 7 من أكثر الأماكن رعباً في العالم.
1- منزل ريدل – أميركا
أحاط الموت بأنحاء منزل ريدل منذ بنائه عام 1900، حيث استُخدم في البداية لدفن الموتى، قبل أن يتحول إلى مسكن خاص، وينال نصيباً كبيراً من المأساوية والرعب.
يقع المنزل في مقاطعة “بالم بيتش” بفلوريدا، وقد بُني على الطراز الفيكتوري، ثم تم تفكيكه وإعادة بنائه مرة أخرى ليصبح مسكناً خاصاً لكارل ريدل، أول مدير للمدينة عام 1920، وكان ريدل مراقباً للأشغال العامة بها، ولكثرة المهام المُلقاة على عاتقه احتاج إلى عدد من الموظفين لكي يساعدوه في إنجاز أعماله.
بدأت تراجيديا “منزل ريدل” عندما قام جوزيف، أحد الموظفين الرسميين العاملين لديه، بشنق نفسه أعلى سطح المنزل، بعد أن واجه بعض الصعوبات المالية، وأصبح غير قادر على مواجهة أسرته.
ومنذ ذلك الحادث، وأُشيع أنه لم يجرؤ أحد على الصعود إلى السطح؛ خوفاً من مهاجمة شبح جوزيف لكل من تسول له نفسه الصعود هناك.
وبحسب المذكرات التي دوّنها ريدل، لم يكن المنزل بمعزل عما يحدث على سطحه، فقد أصبحت أجزاء أخرى من المنزل “مسكونة”، حيث يتحرّك الأثاث، كما تُسمع الأصوات الخافتة، وأصوات غلق الأبواب، رغم أنه لا يوجد أحد بالمنزل!
فيما لم تستطع أسرة ريدل البقاء في المنزل، فغادرته ليتحول إلى سكن للطالبات. وفي عام 1980، تم إخلاء المنزل تماماً بعد تكرار الشكاوى بشأن الأمور نفسها، فيما كان مقرراً هدمه؛ لعدم استطاعة أحد العيش داخله.
2- مدينة الجحيم – أميركا
مدينة الجحيم هي مكان مظلم مهجور، يقع في ولاية أوهايو الأميركية، وبمجرد حلول الظلام فيه يمتلئ بالصيحات الغاضبة، وكثير من الأصوات المتداخلة، مع شائعات بوجود الأشباح.
كما اشتهرت تلك المنطقة شديدة الانحدار، بأشجارها المتشابكة المخيفة بوجود أفعى كبيرة، تعد واحدة من أضخم الأفاعي التي يمكنك رؤيتها.
وسواء كانت الوقائع التي تُروى عن مدينة الجحيم حقيقية أو مجرد خيال من زوار المدينة، فلا أحد ينكر أن شيئاً ما غريباً يحدث هناك. حتى إن المحاولات الحكومية لتجهيز المكان ليصبح متنزهاً قومياً، وإجبار سكان المنطقة على الرحيل- باءت بالفشل، بسبب الطبيعة الجغرافية، إضافةً إلى قصص الأشباح التي تخيف المواطنين.
3- مقبرة ستيل – أميركا
عُرفت مقبرة ستيل بأنها مدخل إلى الجحيم، وحظيت بنسبة كبيرة من الأساطير والأقاويل التي تنطوي على الكثير من المآسي البشرية والطقوس الغامضة، إلى حد أنه يُقال إن “إبليس” نفسه يزور هذا المكان زيارة نصف سنوية!
تقع المقبرة في منطقة بعيدة جداً عن أي مكان مأهول بالسكان، فيما انتشرت حولها الأساطير بوجود أرواح شريرة، وأخرى عن تدمير كنيسة في منتصف المقبرة من قِبل الأشباح، بالإضافة إلى الأشياء الغريبة التي تحصل فيها، مثل معاناتها الجفاف مهما كانت حالة الطقس.
4- قصر دراجزهولم – الدنمارك
يقع قصر دراجزهولم في نيوزيلندا بالدنمارك، وقد صمّمه سنسين أسقف روسكيلد في القرن الثاني عشر، ويُقال إن هذا القصر مسكون بنحو 100 شبح، وإن هذه الأشباح هي السبب وراء التاريخ المأساوي الطويل للقصر.
إذ كان القصر قلعة محصّنة لحماية وتأمين النبلاء، وبعد الثورة الدينية للإصلاح البروتستانتي عام 1536 تمكّن الملك كريستيان الثالث من جعل الدنمارك دولة لوثرية (مذهب ديني بروتستانتي)، فتحولت الكاتدرائيات والمدارس الكنسية والأديرة، بالأوامر، من معتقداتها الكاثوليكية إلى المعتقدات اللوثرية، وفي الـ128 عاماً التالية وحتى عام 1664، تحوّل القصر إلى سجن مخيف لسجن وتعذيب الشخصيات الكنسية والنبلاء الذين لم يقبلوا اللوثرية.
ومنذ ذلك الوقت، تحول القصر إلى مكان مأهول بأشباح السجناء الذين سُجنوا فيه يوماً ما، وأبرزهم شبح الأسقف رونو، الذي كان أحد سجناء القصر، ويدّعي زوار القصر قدرتهم على سماعه وهو يترنم بالترانيم الكاثوليكية في أنحاء القصر.
5- قصر هوسكا – التشيك
يعد قصر هوسكا واحداً من الأماكن التي يُطلق عليها اسم “بوابة الجحيم”؛ لادعاء وجود الأشباح به وحدوث بعض الظواهر الخارقة.
القصر كان قلعة قوطية يُقدر عمرها بنحو 762 عاماً، وكان الهدف من بنائها هو إغلاق ما اعتقد السكان المحليون أنه المدخل الذي يقود من الحياة الواقعية إلى العالم السفلي، وقد شُيّدت فيما بين عامي 1253 و1278 في الريف التشيكي.
وقد تم اختيار موقع القصر الضخم للقضاء على الأسطورة التي كان السكان يعتقدونها، وهي أن المخلوقات الشيطانية تتسلل إلى عالمهم بعد غياب الشمس، ولكن القصر نفسه فتح الباب للعديد من الأساطير بدلاً من أن يضع حداً لها.
إذ يتوسط القصر كنيسة بها بئر يُقال إنها مخيفة، وتنبعث منها أصوات جهنم، إلى الحد الذي دفع البعض إلى تسجيل هذه الأصوات ونشرها على شبكة الإنترنت، وتروي الأساطير أن القصر مليء بالوحوش التي تشق طريقها ليلاً منه، والمخلوقات المجنحة السوداء التي تتكون من نصف حيوان ونصف بشري!
كما تنتشر بين القرويين الذين يسكنون قريباً من القصر شائعة تفيد بأن شبح أحد الرهبان يطارد كل من يقترب من القصر، ما يجعلهم خائفين من مغادرة منازلهم ليلاً وحتى خلال ساعات النهار الأولى.
6- شاتو دو شاتوبريان – فرنسا
“شاتو” هي كلمة فرنسية تعني قلعة. وبصفة عامة، فإن “شاتو” تعني المقرّ الريفي للورد أو صاحب أرض من النبلاء، أما شاتوبريان هو أحد القصور الواقعة بفرنسا، وقد بُني في القرن الحادي عشر.
وفي القرن السادس عشر، ترددت أقوال عن وقوع حوادث مرعبة داخل القصر بطلها شبح لروح امرأة تُدعى فرانسواز دو فوا كانت تُقيم مع زوجها جان دي لافال بالقصر، وعندما طلب الملك فرانسيس الأول من لافال مساعدته في البلاط الملكي، وزيارته بقصره، اصطحب زوجته معه، التي أُعجِب الملك بجمالها.
وقد تُوفيت فرانسواز عام 1537 في ظروف غامضة، ويُقال إن زوجها هو من قام بحبسها وقتلها بالسم عندما علم بعلاقتها بالملك.
7- جزيرة الدمى – المكسيك
تقع جزيرة الدمي على بحيرة تشيلي بالمكسيك، وتُعرف البحيرة التي تقع في منطقة جبال الأنديز التشيلية بأنها “بحيرة الشيطان”؛ إذ يشبه لون مائها لون الدم، وتدور حولها الكثير من الشائعات.
حسب الأسطورة، وقعت حوادث اختفاء غامضة على ضفاف البحيرة، بينما لا تقترب الحيوانات البرية من البحيرة؛ إذ تتراوح درجة حرارة المياه ما بين 37.7 و48.8 درجة مئوية.
وفي عام 1920، كان 3 فتيات يلعبن بالقرب من مياه البحيرة عندما سقطت إحداهن وغرقت في المياه، وتسببت هذه الحادثة في اعتقاد السكان المحليين أن الجزيرة أصبحت مسكونة بروح الفتاة.
وفي عام 1950، رغب جوليان سانتانا في الاعتزال وترك أسرته، فانتقل للعيش في الجزيرة، ويُقال إن شبح الفتاة بدأ في التحدث إليه وأخبرته بأنها أصبحت حبيسة هذه الجزيرة، ما دفعه إلى إحضار الدمى ليهديها إلى شبح الفتاة، والآن تمتلئ الجزيرة بالدمى التي تلاحق عيونها السائحين في أثناء تجولهم بالجزيرة.
مع مرور الوقت، شعر جوليان بأن شبح الفتاة يود أن ينضم جوليان إليه في العالم الآخر، وأفصح عن هذا الخاطر لابن أخيه، وفي اليوم نفسه في أثناء عودة جوليان إلى الجزيرة عثر عليه ابن أخيه غارقاً في البقعة نفسها التي كانت الفتاة قد غرقت فيها قبل 70 عاماً.
سياح الأماكن المرعبة
ورغم تلك الأساطير، فإن أغلب تلك الأماكن أصبحت مفتوحة ليزورها السياح، وما لم يصبح مزاراً سياحياً فإنه يجذب الفضوليين وراغبي الاستكشاف، فتجد من ينظم لنفسه رحلة استكشافية ليقف على حقيقة ما يسمعه عنها.
فيما يزعم بعض الزوار وجود شيء غريب مثل سماعهم أصواتاً غريبة في قصر شاتو دو شاتوبريان خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، أو عيون الدمى تتحرك لمتابعة المارة في جزيرة الدمى، وآخرون سجلوا الأصوات المنبعثة من البئر الموجودة بالكنيسة التي تتوسط قصر هوسكا.
لكن، رُبما يكون ذلك محاولةً منهم لتأكيد ما سمعوه من أساطير صدقوها، أو قد يكون هناك شيء غريب حقاً في تلك الأماكن، يُمكنك اكتشاف ذلك بنفسك بالتشجّع وزيارة تلك الأماكن “المرعبة”.