يستضيف “قطر بيوبنك” مؤتمر قطر الثاني للبنوك الحيوية والذي يأتي تحت عنوان “تأثير البنوك الحيوية على مبادرات العلاج الدقيق” بمشاركة نخبة من الخبراء العالميين في قطاع البنوك الحيوية وعلوم الجينوم والعلاج الدقيق، وذلك يومي 14 و 15 مارس المقبل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات.
ويتناول المؤتمر مبادرات العلاج الدقيق في قطر وحول العالم، مع التركيز على كيفية توظيف العلاج الدقيق في تحقيق مخرجات صحية أفضل.
وفي إطار جهوده الرامية إلى دعم خدمات الرعاية الصحية الشخصية في قطر، تمكن “قطر بيوبنك” حتى الآن من جمع العينات الحيوية لأكثر من 6 آلاف متطوع شاركوا في المرحلة التجريبية من المشروع، منهم 5 آلاف متطوع قطري.
وقد وفرت تلك العينات موردًا بحثيًا شاملًا ومهمًا لعلماء الوراثة وخبراء الطب الحيوي وغيرهم من الباحثين الطبيين، كما كشفت المرحلة التجريبية من مشروع “قطر بيوبنك” عن حقائق ملفتة حول صحة المجتمع القطري، حيث أشارت الإحصائيات إلى ارتفاع مستويات الوزن الزائد، والسمنة في البلاد، وإلى إصابة 17 بالمائة من المشاركين بداء السكري.
وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية الانتقال من تطبيق المنهج التقليدي للطب، والذي يسعى إلى تقديم حل موحد لكافة المصابين بمرض ما، نحو تبني نموذج متطور يعتمد على وسائل العلاج الدقيق للتصدي لمثل هذه الأمراض القابلة للعلاج والوقاية.
ومن المقرر أن تكشف الدراسات القادمة حول العينات المتوافرة لدى “قطر بيوبنك” عن الأسباب الكامنة وراء قابلية بعض شرائح المجتمع القطري دون غيرها للإصابة ببعض الأمراض، مثلما ستسهم تلك النتائج في تطوير العلاج المناسب لكل من تلك الأمراض على حدة، بما يستجيب للاحتياجات الفريدة والتاريخ الصحي والتركيبة الوراثية لكل مصاب.
وتُعَد مبادرة “قطر بيوبنك” سبيلاً للتعاون الاجتماعي نحو ضمان تحسين صحة السكان، حيث تزداد نتائج الدراسات دقة كلما زاد عدد العينات المتوافرة.
وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة أسماء آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء “قطر بيوبنك”، أن العينات المتوفرة حالياً لدى “قطر بيوبنك” تمنح العلماء نظرة مفصلة حول الأسباب الكامنة وراء عدد من الأمراض والمشاكل الصحية، كما ستمكن العاملين في قطاع الرعاية الصحية في قطر والمنطقة من تحسين سبل الوقاية وتطوير العلاج الشخصي بما يتماشى مع الشفرة الوراثية لكل فرد على حدة.
كما أكدت أهمية البيانات الحيوية لتطوير سبل التصدي والتشخيص والعلاج على نطاق واسع لعدد كبير من الأمراض، مثل أمراض القلب والشرايين، والسمنة، والسرطان، والسكري، وغيرها من الأمراض الخطيرة التي قد تشكل تهديدًا للأجيال القادمة في قطر.
من جانبها، قالت الدكتورة نهلة عفيفي، مديرة إدارة العلوم والتعليم، ومديرة “قطر بيوبنك” بالإنابة ” إن “قطر بيوبنك” لا يهدف إلى إشراك فئات المجتمع في بحوث الطب الحيوي فحسب، بل يتطلع أيضاً إلى الدخول في شراكة بناءة مع المجتمع بشكل عام تهدف إلى منح المواطنين دورًا فعالًا في تطوير البحوث الطبية عبر إسهاماتهم الشخصية”، مضيفة أن نموذج الشراكة الوطنية الذي يعتمده “قطر بيوبنك” في مجال البحوث الحيوية “يبرهن على التزام قطر بجهود التوعية وإشراك المجتمع في بناء مستقبل صحي لكافة المواطنين والأجيال القادمة”.
يذكر أن معظم سبل العلاج كانت تعتمد على دراسات طبية حول المجتمعات الغربية، قبل تأسيس “قطر بيوبنك”، في ظل عدم توافر أبحاث واسعة النطاق تتناول المجتمعات الإقليمية والمحلية، وهو ما يضع “قطر بيوبنك” في صدارة المساعي الرامية إلى تطوير الرعاية الصحية الشخصية في قطر.
وقد تمكن “قطر بيوبنك” من قطع شوط كبير في مجال البحوث الحيوية، وبات على مقربة من تطوير نظام صحي كفيل بخفض معدلات المواطنين المصابين بالأمراض القابلة للوقاية، وضمان معدلات مرتفعة للعلاج والوقاية من تلك الأمراض.