حينما يزور أتلتيكو مدريد ملعب كامب نو لمواجهة برشلونة فمن الطبيعي أن يدور الحديث حول تفوق كتيبة لويس إنريكي المبهر في السنوات الأخيرة على كتيبة دييجو سيميوني، أتلتيكو تلقى هزائم متتالية ضد برشلونة فاقت احتمال مدربه الأرجنتيني ولاعبيه ليصبح عادة لهم التعثر ضد البرسا.
سيميوني لم يفعل أي شيء يذكر ضد برشلونة إنريكي، فلو استثنينا الفوز الوحيد الذي حققه الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا والذي أقصى البرسا من البطولة، فلن نجد مباراة واحدة يمكن القول بأن الروخي بلانكوس قدم فيها المطلوب، حيث أصبح أتلتيكو الخصم المفضل لرجال إنريكي في المنافسات المحلية.
تعثر أتلتيكو المستمر ضد برشلونة وتلقيه العديد من الهزائم لا شك بأنه موضوع شائك، لكن سنحاول توضيح ما يحدث ولو بشكل بسيط.
1- ثلاثي MSN يكونوا دائماً في أفضل حالاتهم. أهم عامل يمكن النظر إليه، مشكلة المدرب الأرجنتيني أن الثلاثي لويس سواريز، ليونيل ميسي، نيمار دا سيلفا يكونوا دائماً في قمة تألقهم حينما يواجهون فريقه. وحينما يكون ثلاثي متناغم ويملك قدرات استثنائية أمام المرمى وفي التعامل مع الكرة على الصعيد الفردي في أفضل أحوالهم، يصبح التفوق على برشلونة أمراً من الصعب حدوثه.
2- الاندفاع والتهور في مواجهات رجل لرجل بدلاً من اللعب بذكاء وروح قتالية. هناك فرق بين اللعب البدني والرجولي، والتهور والاندفاع المبالغ به على حامل الكرة. أتلتيكو مدريد يلعب بتهور واضح كلما واجه برشلونة ويكون أحياناً الأمر أقرب للخشونة.
المشكلة أن هذا الأسلوب لا ينفع ضد البرسا لأنه كما أسلفنا الذكر يملك ثلاثي خط هجوم يجيد التعامل مع الكرة والمراوغة في مساحات ضيقة، لذلك إن كان المدافع متهور ومندفع في محاولة افتكاك الكرة سيسهل على اللاعب الذكي تخطيه بسهولة تامة حينما يكون في مزاج جيد.
3- الحاجز النفسي. أتلتيكو واجه برشلونة في قمة مجده وتألقه وتميزه على الصعيد الفني في موسم 14\2015 بثلاثي MSN أكثر من مرة مما شكل عائق نفسي كبير أمام لاعبيه الذين أصبحوا يفقدون الثقة بقدراتهم تماماً ضد البرسا في المباريات التالية.
سيميوني لم ينجح في كسر الحاجز النفسي لدى لاعبيه رغم إقصاء برشلونة من مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وهذا اتضح في ذهاب الكأس حينما قدم أتلتيكو أداء أفضل من منافسه لكنه خسر اللقاء على الرغم من ذلك.
4- عدم تقليص المساحات أمام برشلونة. أكثر من مباراة شاهدنا فيها برشلونة ينفرد لاعبوه من وسط الملعب، هذا حدث موسم 14\2015 وقبل أسبوع أيضاً وهو أمر مستغرب حدوثه ضد أتلتيكو مدريد المنظم والدفاعي.
القصة تتعلق بأن سيميوني يطلب من لاعبيه الضغط المكثف على لاعبي برشلونة، وحينما لا يكونوا في قمة لياقتهم البدنية أو تركيزهم يؤدي ذلك إلى عشوائية واضحة في الضغط مما يوفر المساحات التي يستطيع ثلاثي MSN استغلالها.
في الحقيقة أتلتيكو لم يصمم بالأساس لكي يلعب بضغط متواصل وبطول الملعب على المنافس، فميزته الدفاعية تكمن في تنظيمه وتقارب خطوطه وإغلاق المساحات عبر تحرك رباعي خط الوسط ككتلة واحدة وقالب ثابت من اليمين إلى اليسار لمنع المنافس من إيجاد أي ثغرة نحو مرماه. قارنوا بين مواجهة ذهاب الدوري 16\2017 وذهاب نصف نهائي كأس الملك ستلاحظون الفارق الواضح في التكتيك.