يعتبر المؤلف الموسيقي وعازف البيانو الشهير ياني كرايسوماليس من أعظم المؤلفين الموسيقين في العصر الحالي على الإطلاق، قام ياني بتعليم نفسه أصول الموسيقى منذ نعومة أظافره، وطور طريقته الخاصة بتأليف أجمل الألحان والمقطوعات الموسيقية، وبالإضافة إلى موسيقاه التي أصبحت علامة فارقة ومحبوبة لمتذوقي الموسيقى الراقية في العصر الحديث، فقد رسم طريقاً منفرداً ومميزاً في حفلات الأوركسترا التي يشتهر بها.
ولد ياني في 14 من نوفمبر 1954، في مدينة كالاماتا اليونانية، وبدأ بعزف البيانو منذ أن كان في السادسة من عمره، وساعده والده في تنمية موهبته، كما طور في هذه العمر المبكرة طريقته الخاصة في التأليف وكتابة الاختزالات الموسيقية التي مازال يستخدمها في أعماله حتى وقتنا الحالي.
وفي نوفمبر 1972، انتقل إلى الولايات المتحدة ليختص بدراسة علم النفس في جامعة مينيسوتا، وحصل على إجازته في عام 1976. وأثناء هذه الفترة، عزف ياني موسيقى الروك، وواصل دراسة البيانو، واكتشف شغفه العميق بالموسيقى بعد أن كرّس نفسه للموسيقى لمدة سنة كاملة، وقرر بعدها أن يعمل في هذا المجال طيلة حياته.
سافر ياني بشكل مستمر حول العالم واستخدم تجربته العالمية في تأليف موسيقيى معقدة ومتعددة الثقافات، وقام بأحياء حفلاته في أماكن مميزة مثل تاج محل، الأكروبوليس في اليونان، الكرملن في روسيا، قاعة الرويال ألبرت، المدينة المحرمة وغيرها. وقام بجمع ملايين الدولارات لتمويل حفلاته الخاصة، بالإضافة إلى أنه شكل فرقته الموسيقية الخاصة التي يقوم بإدارتها وقام بإنتاج جميع إبداعته الموسيقية.
عمل ياني مع العديد من الفرق الموسيقية في بداية حياته المهنية قبل أن ينتقل إلى ولاية لوس انجلس الأمريكية ليعمل في تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام والعروض المسرحية. وفي عام 1977، عزف ياني مع فرقة “تشاميلون” مع عازف الطبول الشهير تشارلي آدمز الذي تابع مسيرته المهنية برفقة ياني.
وفي 1980، قام ياني بإصدار أول ألبوم موسيقي خاص به، وبدأت شعبيته تزداد في بداية التسعينات من القرن الماضي، وظهر على غلاف العديد من المجلات العالمية كمجلة “بيبول”، وقام بإجراء المقابلات التلفزيونية مع أشهر الصحفيين مثل “أوبرا وينفري”، ساعدته شعبيته المتزايدة في انتشار موسيقاه حيث أنه أصبح خلال فترة قياسية من أشهر الموسيقيين في العالم.
حصل على أول ترشيح له لنيل جائزة الجرامي الأمريكية في 1992، كما تم ترشيحه أيضاً لنفس الجائزة في 1993. وقام بجولة حول العالم في 1997 وتوقف بعدها لمدة سنتين عن إحياء أي حفل، عانى خلالهما من التوتر والإكتئاب، وقضاها في السفر حول العالم وتعلم الأنماط الموسيقية المختلفة لكل بلد يزوره.
في عام 2000، أطلق ألبوم “لو استطعت إخبارك” الذي وصل إلى المراتب الأولى على قائمة بيلبورد العالمية ليعود إلى عالم الموسيقى أنجح من ذي قبل.
ويواصل ياني في وقتنا الحالي إحياء العديد من الحفلات الضخمة والناجحة في أكثر من 30 دولة حول العالم يعزف خلالها أشهر مقطوعاته الموسيقية، وأصدر عمله الأخير بعنوان “الإلهام” بالتعاون مع بلاسيدو دومينجو والمنتج ريك ويك.