بطولة أخرى يقصى منها ليفربول، الريدز سقطوا بشكل مدوي في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي في الدور 32 أمام وولفرهامبتون القادم من دوري الدرجة الأولى والذي يحتل المركز 18 فيه على أرضية ملعب أنفيلد، هزيمة هزت عرش المدرب الألماني يورجن كلوب فهي تعني إلى حد كبير بأن الفريق لن يحقق الألقاب مرة أخرى، وللموسم الثاني له مع النادي.
ليفربول أقصي قبل أيام من كأس رابطة المحترفين الإنجليزية على يد ساوثهامتون، وأقصي اليوم من كأس الاتحاد، كما أنه بعيد تماماً عن المتصدر تشيلسي بفارق 10 نقاط مما يجعل فرصته في تحقيق اللقب ضئيلة جداً إن لم نقل مستحيلة، إذا كلوب سيقضي الموسم الثاني بدون الألقاب التي وعد بها في بداية الموسم.
لم يتغير شيء مع كلوب على صعيد الأداء الفني، ليفربول ما زال متذبذب المستوى وبدون شخصية واضحة وثابتة في الملعب، مرة تراه فريق مرعب وفي لقاء آخر فريق هاوي لا يعرف كيف يحقق الانتصار رغم مرور عام وأربعة أشهر على تعاقد النادي معه.
اخفاق ليفربول في عهد كلوب يذكرنا بما حدث مع برندان رودجرز، ليفربول ما زال يملك نفس العقلية ويحقق نفس النتائج بدون أي تحسن أو تغيير.
هذا الأمر يوحي لنا بأن الاعداد في ليفربول خاطئ وليست المشكلة في المدرب بحد ذاتها، يورجن كلوب لطالما دافع عن صفقات الإدارة وأصر على أنها الطريقة الصحيحة لتحقيق النجاح، لكنه فشل في إقناعنا بذلك على أرض الملعب.
كاريوس حارس المرمى الألماني ظهر وكأنه لا يليق بفريق درجة أولى في إنجلترا حتى الآن، أخطاء بالجملة وثقة معدومة بالنفس، طبعاً التعاقد معه تم لأن سعره “رخيص”.
المشكلة ليست في كاريوس فقط، بل في مجموعة لاعبين ينتدبهم ليفربول كل صيف لدرجة أنه تعاقد مع 7-9 لاعبين دفعة واحدة في عدة مناسبات، عدد ضخم يوضح أن الإدارة لا تعرف ماذا تريد ولا تخطط بالفعل بشكل ناجح حتى تصنع فريق شاب قادر على المنافسة لتحقيق الألقاب في قادم السنوات، فمعظم المنتدبين يقضون عام أو اثنين ثم يرحلون بعد ذلك بدون أن يتركوا بصمة مع النادي.
وفي الحقيقة الأخطاء ليست من الإدارة في انتداب لاعبين لا يصلحون للعب في نادي بحجم ليفربول فحسب، بل في عمل كلوب أيضاً، فلا يعقل هذا الكم الكبير من الأخطاء الدفاعية التي تتكرر منذ أكتوبر عام 2015 والمدرب الألماني لا يحرك ساكن اتجاهها.
كلوب بدأ العمل بشكل خاطئ، فبدلاً من تطوير الجانب الدفاعي وتحسينه وزيادة قوته أولاً، مثلما يفعل كل المدربين، بدأ بمحاولة تطوير الجانب الهجومي وتحسين قدرات الفريق في نقل الكرة.
الغريب هنا بأن ليفربول كان مع رودجرز ناجح في العمل الهجومي، بل أنه كان من أكثر الفرق التي تقدم كرة قدم ممتعة، لكنه افتقر للشخصية وافتقر للثبات الذهني طوال الموسم، كما افتقر بالطبع للصلابة الدفاعية.
المدرب الألماني لم يقرأ أخطاء سلفه بشكل واضح بل أتى إلى ليفربول بدون أي دراية عن سبب الإخفاق في الأعوام الماضية، فلا هو غير من عقلية الصفقات العجيبة والسيئة التي تعقدها الإدارة مع لاعبين بمستويات منخفضة، ولا هو استطاع صنع فريق صلب دفاعياً قادر على الحفاظ على نظافة شباكه في أسوأ الأحوال.
سوء الدراسة لمشاكل ليفربول، وضعف التخطيط قبل انطلاق كل موسم، مع عدم القدرة على تصحيح الأخطاء، سلبيات ستؤدي إلى خسارة جميع الألقاب في نهاية الموسم، والمدرب كلوب جزء من هذه المشكلة مثلما كان رودجرز جزءاً منها.