تعزز دولة قطر جهود التحول نحو الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، وتقود مبادرات عديدة في هذا القطاع وفقا للعديد من المراقبين والمتابعين لتطورات قطاع الطاقة . و أكد موقع «msn» المختص في شؤون الطاقة استعداد قطر للرفع من قدراتها الإنتاجية لانتاج الطاقة البديلة خلال المرحلة القادمة، التي ستتم بدخول راس لفان ومسيعيد الصناعية حيز العمل، بالشكل الذي سيزيد من الطاقة للدوحة بالاعتماد على الأشعة الكهروضوئية إلى حدود 1675 ميغاواط، من ثلاث محطات أكبرها محطة الخرسعة الرائدة على المستوى الدولي، والعاملة على توفير 800 ميغاواط، مبينا حجم الإنتاج الذي سيترتب على محطتي راس لفان ومسيعيد الصناعية اللتين أسستا بإشراف من شركة سامسونغ سي آند تي الكورية الجنوبية.
وستقدم المحطة الأولى 485 ميغاواط، بينما ستنتج الثانية حوالي 417 ميغاواط، ليصل إجمالي الطاقة المقدمة من طرفهما إلى 875 ميغاواط، وهي الطاقة التي من شأنها تغطية 10 % من طلب السوق المحلي على الكهرباء، ما يعزز من إمكانيات قطر في هذا الجانب ويرتقي بقدراتها في تغطية الطلب الوطني على الكهرباء إلى حدود 20 %، ما يعزز ريادة الدوحة لهذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ووصف التقرير قطر بالقدوة الحسنة في قطاع الطاقة المتجددة بالنسبة لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لافتا إلى سعي العديد من دول هذه الجهة من العالم نحو الاقتداء بالدوحة، واقتفاء خطواتها من خلال البحث عن التأسيس لمشاريع مشابهة، مبينا إمكانية مساهمة قطر في هذا التحول، بالنظر لخبراتها اللامتناهية في المجال، وسعيها الدائم للمساهمة في تنمية الطاقة المتجددة في المنطقة العربية، عن طريق مشاركتها في مجموعة من المشاريع داخل المنطقة، في صورة تلك الموجودة في سلطنة عمان.
وأضاف التقرير أن بلوغ النتائج الإيجابية جاء بناء على العديد من الخطط والاستراتيجيات الفعالة التي أطلقتها العاملة في هذا القطاع في قطر، التي خصت المحطات الثلاث المذكورة باستثمارات ضخمة، ناهيك عن تلك المتعلقة بإنجاز أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم، الهادف دائما إلى تعزيز جهود قطر في الحفاظ على نظافة البيئة والمناخ، لافتا إلى أن اهتمام قطر بالطاقة الشمسية لم يقتصر على تشييد المحطات العاملة في القطاع فحسب، بل تجاوزها إلى العديد من المشاريع الأخرى، القادرة على دعم موقف قطر في هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة، والسير بالدوحة إلى تحقيق نتائج أفضل في هذا المجال في المستقبل القريب.
وبين التقرير أن التركيز القطري على الطاقة على الطاقة الشمسية لم يقتصر على المستوى المحلي وفقط بل تعداه إلى الخارج، حيث رمت الدوحة طيلة الفترة الماضية إلى الاستحواذ على مجموعة من المشاريع الخارجية العملاقة، ضاربا المثال باستثمارات شركة نبراس كل من الأردن، وسلطنة عمان، وأوزباكستان التي وقعت اتفاقية طويلة الأجل لشراء الطاقة «PPA» بهدف بناء وتشغيل محطة «سيرداريا 2» لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الغاز الطبيعي، وباستخدام تكنولوجيا الدورة المركبة « CCGT» في المنطقة الوسطى من البلاد، والذي من المنتظر أن يدخل طور الإنتاج نهاية العام 2025 أو في بداية السنة التي ستليها.