تباينت حظوظ الأندية العربية المشاركة في كأس العالم للأندية 2025، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية بين 15 يونيو/حزيران و13 يوليو/تموز من العام المقبل، بعد أن وضعتها القرعة في مجموعات صعبة أمام منافسين ذوي مكانة مرموقة في الكرة العالمية.
وأجريت أمس الخميس، في مدينة ميامي الأميركية، مراسم قرعة كأس العالم للأندية في نسخة موسعة للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، وذلك بمشاركة 32 فريقا، من بينها 5 أندية عربية، هي العين الإماراتي والهلال السعودي عن قارة آسيا والأهلي المصري والترجي التونسي والوداد المغربي عن قارة أفريقيا.
وتباينت ردود الفعل في الأوساط الكروية العربية بشأن حظوظ ممثلي العرب الخمسة في المسابقة، خصوصا أن القرعة وضعت أغلبها في مواجهات قوية وصدامات مرتقبة بشدة مع أكبر الأندية الأوروبية.
ووضعت القرعة 4 أندية عربية مع الفرق التي توجت بآخر 3 ألقاب لكأس العالم للأندية، وهي تشلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيان وريال مدريد الإسباني.
الأهلي.. افتتاح تاريخي وحظوظ قائمة
حل الأهلي المصري بطل أفريقيا 12 مرة، ضمن المجموعة الأولى إلى جانب بورتو البرتغالي وبالميراس البرازيلي وإنتر ميامي الأميركي، وهو ما يعني أن مهمة الأهلي لا تبدو سهلة بالمرة، رغم خلوها من أحد عمالقة الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.
ويلاقي فريق القلعة الحمراء في افتتاح مشاركته المونديالية يوم 15 يونيو/حزيران، إنتر ميامي المعزز بليونيل ميسي، أسطورة الأرجنتين، فضلا عن لويس سواريز نجم برشلونة ومنتخب أوروغواي السابق، وسيرجي بوسكيتس وجوردي ألبا نجمي الفريق الكتالوني، في حين يدربه الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو نجم البارسا السابق، ومدرب منتخب بلاده الأولمبي خلال أولمبياد باريس 2024.
ويواجه الأهلي، بطل دوري أبطال أفريقيا 2024، في المباراة الثانية بالميراس البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس 2021، على أن يختتم منافسات الدور الأول بملاقاة بورتو البرتغالي.
ويعتبر الكثير من الملاحظين أن “المارد الأحمر” يملك حظوظه كاملة في التأهل للدور الثاني، بالنظر إلى أن منافسه في الافتتاح إنتر ميامي، وبقطع النظر عن أنه يضم ليونيل ميسي، فإن نتائجه محليا تبدو متعثرة بدليل عدم تأهله لمرحلة المراهنة على التتويج بلقب الدوري الأميركي بعد خسارته مباراتين من أصل 3 أمام أتلانتا يونايتد.
أما بالميراس البرازيلي، المنافس الثاني للأهلي، فيحتل المركز الثاني في الدوري البرازيلي برصيد 73 نقطة، ويعد أحد أفضل الأندية في البرازيل ومنطقة أميركا الجنوبية.
بدوره سيكون بورتو واحدا من أقوى المنافسين على تصدر المجموعة، ويملك الفريق البرتغالي الشهير سجلا حافلا بالألقاب في بلاده، كما أنه توج بلقب دوري أبطال أوروبا في 1987 و2004.
ويستمد الأهلي حظوظه في التأهل من خبرته المونديالية إذ يشارك للمرة العاشرة في المونديال، كأكثر فريق عربي وأفريقي حضورا، وحقق أفضل نتائجه في 2020 و2021 و2023 عندما حل في المركز الثالث.
الترجي والوداد والعين.. صدام عربي ومهمات صعبة
حل الترجي التونسي، بطل أفريقيا 4 مرات، في المجموعة الرابعة التي تضم تشلسي الإنجليزي بطل أوروبا 2012 و2021، وفلامنغو البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس 2022، وليون المكسيكي المتوج بكأس أندية كونكاكاف 2023.
ويصطدم ممثل الكرة التونسية الذي سيخوض مونديال الأندية للمرة الرابعة، بفلامنغو في مباراته الافتتاحية يوم 15 يونيو/حزيران، قبل أن يواجه كلوب ليون ثم يلعب ضد تشلسي.
ويرى رئيس فرع كرة القدم بالترجي التونسي رياض بالنور أن “حظوظ الفريق في الصعود للدور الثاني تظل ممكنة ووافرة رغم أن المجموعة يتصدرها العملاق تشلسي، وتضم فلامنغو” وفق قوله.
وقال بالنور، عقب التعرف إلى منافسي الترجي في الدور الأول: “لن نذهب إلى المونديال فقط للمشاركة، سندافع بكل ندية عن حظوظنا في التأهل لربع النهائي، الترجي سيبدأ من الآن الإعداد من أجل مشاركة تاريخية وناجحة في كأس العالم للأندية، المهمة لن تكون سهلة ولكنها ممكنة”.
وسبق للترجي أن شارك في كأس العالم للأندية في 2011 و2018 و2019 وأحرز المركز الخامس كأفضل نتيجة في تاريخ مشاركاته، لكنه حقق في 2019 أعرض فوز عربي وذلك بفوزه على السد القطري 6-2.
وتشهد المجموعة السابعة صداما عربيا مباشرا عندما يلتقي الوداد المغربي والعين الإماراتي وجها لوجه، في مجموعة وصفها الملاحظون بأنها الأصعب على الإطلاق بما أنها تضم مانشستر سيتي بطل نسخة 2023، ويوفنتوس الإيطالي.
ويلتقي الوداد الذي شارك في كأس العالم للأندية في مناسبتين سابقتين، 2017 و2022، بمانشستر سيتي في مستهل مشاركته، في مواجهة تبدو صعبة نظريا باعتبار مكانة فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا وكتيبة النجوم التي يضمها ويتقدمها النرويجي إرلينغ هالاند، والبلجيكي دي بروين والبرازيليان إديرسون وسافينيو وغيرهم.
ويواجه الوداد يوفنتوس الإيطالي، الذي يظل واحدا من أعرق الفرق في أوروبا والعالم، في حين يلاقي أيضا العين الإماراتي في مواجهة عربية خالصة.
وتبدو حظوظ العين والوداد صعبة في التأهل للدور الثاني، بوجود السيتي وفريق السيدة العجوز، رغم خبرة الفريقين بالمسابقة، إذ شارك العين الإماراتي في نسخة 2018 التي استضافها، وبلغ النهائي بعد مسيرة لافتة، قبل أن يخسر اللقب أمام ريال مدريد 4-1.
بدوره شارك الوداد في نسختي 2017 و2022 وخرج في كلتيهما من الدور الأول.
واعتبر مدرب الوداد المغربي رولاني موكوينا أن “القرعة وضعت الوداد في مجموعة قوية جدا، وسيواجه منافسين عمالقة مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس وكلاهما غني عن التعريف، إلى جانب العين الإماراتي بطل آسيا”.
وقال موكوينا في تصريح للقناة الرسمية على يوتيوب: “سنعمل على أن يحقق الوداد أول فوز في مشاركته الثالثة في كأس العالم للأندية، المهمة لا تبدو سهلة، ولكن عندما نلعب في مجموعة كهذه سنستفيد بقطع النظر عن النتيجة، في حال عدم التأهل إلى الدور الثاني فإننا سنكسب التجربة بالاحتكاك بهذه الفرق القوية، لكن رغم ذلك نتمسك بحظوظنا”.
الهلال السعودي الأوفر حظا
من جانبه، سيلعب الهلال السعودي، خامس الفرق العربية التي ستكون على خط الانطلاق في مونديال الأندية 2025، ضمن المجموعة الثامنة الأخيرة، حيث سيصطدم منذ البداية بريال مدريد، عملاق الكرة الإسبانية وبطل أوروبا 15 مرة، في تكرار لنهائي كأس العالم 2022.
وتضم مجموعة الهلال، إلى جانب ريال مدريد، باتشوكا المكسيكي، المتوج بلقب النسخة الأخيرة من كأس أبطال الكونكاكاف لأميركا الشمالية، وسالزبورغ النمساوي الذي يخوض المسابقة للمرة الأولى في تاريخه.
ويعد الهلال، الذي توج بـ3 ألقاب محلية في موسم 2023ـ2024، وهي الدوري وكأس الملك وكأس السوبر، أحد أفضل الأندية الآسيوية والعربية حاليا، وهو يتصدر مجموعته في دوري أبطال آسيا للنخبة بعد 5 انتصارات وتعادل في مرحلة الدوري.
ويبدو “الزعيم”، بحسب أغلب الملاحظين والفنيين، الفريق العربي الذي يمتلك أوفر الحظوظ في الصعود للدور الثاني، رغم أنه يصطدم بنجوم ريال مدريد، كما يلاقي الفريق الطموح سالزبورغ، فضلا عن باتشوكا وهو أكثر أندية منطقة الكونكاكاف حضورا في المسابقة برصيد 4 مشاركات سنوات 2007 و2008 و2010 و2017.
ويملك الهلال، الذي يحتل حاليا المركز الثاني في الدوري السعودي للمحترفين، في صفوفه عديد النجوم الذين سبق لهم اللعب في كبرى الأندية الأوروبية، يتقدمهم النجمان الصربيان ألكسندر ميتروفيتش وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، والبرازيلي مالكوم، والحارس المغربي ياسين بونو، فضلا عن السنغالي كاليدو كوليبالي والسعودي سالم الدوسري وغيرهم.
ويخوض الفريق بقيادة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس منافسات مونديال الأندية للمرة الرابعة في تاريخه بعد 2019 و2021 ثم نسخة 2022، وهي التي حقق فيها أفضل نتائجه بالوصول للمباراة النهائية قبل الخسارة أمام ريال مدريد 5-3.
يشار إلى أن نظام مونديال الأندية سيكون مطابقا للنظام السابق لكأس العالم للمنتخبات، حيث يتأهل الأول والثاني في المجموعات الثماني، إلى الدور ثمن النهائي، أول أدوار خروج المغلوب.