اختتمَ بنكُ قطر للتّنمية أمس فعاليات النسخة العاشرة من مُؤتمر «روّاد» لريادة الأعمال والقمَّة العربية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة 2024، التي عُقدت على مدار ثلاثة أيام من 18 إلى 20 نوفمبر 2024 تحت رعاية معالي الشَّيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وقد أُقيم المؤتمر هذا العام تحت شعار: «آفاق العصر الرقمي»، حيث استقطب أكثر من 5000 زائر ومشارك من 22 دولة عربية، في فعالية فريدة؛ دعمًا للابتكار والنمو المستدام للشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة في المِنطقة. سلط المؤتمر الضوءَ على التحول الرقمي كركيزة أساسية للنهوض بريادة الأعمال. وقد تميَّزت الفعالية بتنوُّع أنشطتها وبرامجها، حيث جمعت نخبةً من صناع السياسات ورواد الأعمال والمستثمرين. وناقشت الفعاليةُ قضايا محوريةً تتعلق بالتحول الرقمي، والمشاريع الخضراء، والتوسع الإقليمي للشركات الناشئة. كما شهد اليوم الثاني إقامة النسخة السادسة من منتدى الاستثمار، الذي ركّز على تقديم فرص استثمارية نوعية للشركات الناشئة وربطها مع أبرز المستثمرين والخبراء، ما ساهم في خلق فرص جديدة للنمو والتوسع.
وفي كلمته الختامية، عبّرَ السيدُ عبدالرحمن هشام السويدي، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية، عن اعتزازه بالنجاح الكبير الذي حققته هذه النسخة من المؤتمر، وقالَ: «شهدنا معًا لحظات ملهمة من التعاون الخلاق والإمكانات الكبيرة التي يمكن استثمارها في خططنا التنموية العربية، ونفتخر بتقديم هذه المنصة المهمة لمئات روّاد الأعمال العرب، ونؤكّد التزامَنا بمواصلة الدعم والتعاون وتوطيد أفق مستقبل مشترك يزدهر بنموٍ متكافئ مع الطموحات الكبيرة لمنطقتنا».
وفي جانب آخر، أعلنت الأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي مع شركائها عن هذه الالتزامات التي تشمل بناء منصات تجارية إلكترونية ل 200 شركة لتعزيز وصولها إلى أسواق جديدة. وأكّدت دشتي أنّ «قوة الشركات الصغيرة والمتوسطة تكمن في قدرتها على الابتكار والتكييف وتحويل التحدّيات إلى فرص، فهي نبض اقتصاداتنا»، داعيةً روَّاد الأعمال إلى الإيمان بأنفسهم؛ لأنهم من سيصنع التغيير الإيجابي لبناء مستقبل مزدهر وأكثر شمولًا في المِنطقة.
وقد شهدت أحداثُ الفعالية معرضًا للشركات الناشئة، شاركت فيه أكثر من 120 شركةً مبتكرةً، عرضت حلولها وتقنياتها الحديثة أمام جمهور واسع من المُستثمرين والشركاء. وقد أتاح المعرض فرصةً فريدةً لتعزيز التعاون وتبادُل الأفكار بين أصحاب المشروعات الطموحة والممولين، ما يمهد الطريق لإطلاق مشاريع وشركات ناشئة تخدم الاقتصادات العربية.
كما تضمَّنت الفعاليةُ مجموعةً من الزيارات الميدانية شارك فيها روّاد الأعمال وضيوف القمة والمؤتمر، تضمَّنت زيارة هيئة المناطق الحرة في قطر، ومجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، وواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. وشهد المؤتمر تنظيم 100 جلسة استشارية، و35 ورشة عمل وجلسة نقاشية، قدّمها أكثر من 50 خبيرًا ومتحدثًا من أبرز الفاعلين في المنطقة، و1,400 مشارك ومشاركة، وتناولت هذه الجلسات موضوعات متنوعة شملت التكنولوجيا الزراعية، الطاقة المتجددة، التحول الأخضر، والتوسع الدولي للشركات وغيرها من المواضيع ذات الصلة. كما ناقشت السياسات الداعمة للشّركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، ما أضفى على المؤتمر بُعدًا استراتيجيًا يعزّز من مساهمة هذه الشركات في خُطط التنمية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك أثمر المؤتمر أكثر من 2,200 اجتماع ثنائي وشراكة جديدة، مع توقيع 20 مذكرة تفاهم بين الأطراف المشاركة في الفعالية.
وقد شهدت الفعالية دعمًا واسعًا من شركاء ورعاة استراتيجيين، وهم: مجموعة QNB، وجهاز قطر للاستثمار، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة. كما ضمت قائمة شركاء ورعاة آخرين ساهموا في إنجاح الفعالية.
مع نهاية هذه النسخة، يجدد بنك قطر للتنمية التزامَه بمواصلة دعم الابتكار والنمو المستدام، والعمل على تعزيز بيئة ريادة الأعمال من خلال شراكات ومبادرات مبتكرة تسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030.