بدأت مراسم غسل الكعبة المشرفة، الأحد، حيث قام نائب أمير منطة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل بالدخول إلى صحن المطاف لبدء المراسم.
تتم هذه المراسم باستخدام كميات كبيرة من البخور والعود وأجود أنواع الطيب لتطيب جدران الكعبة من الداخل، مما يضفي عليها روحانية فريدة.
تمر العملية بمراحل دقيقة وتجهيزات خاصة، تهدف إلى إبقائها رمزًا للنقاء والجمال، مستعدة دائمًا لاستقبال أفواج المسلمين.
ويلتزم القائمون على هذه العملية بتفاصيل دقيقة تضمن الحفاظ على قدسية وطهارة الكعبة.
تبدأ عملية الغسيل بمرحلة تحضيرية تتضمن إعداد 20 لترًا من ماء زمزم، مقسمة على جالونين مصنوعين من الفضة، سعة كل منهما 10 لترات.
يتم خلط 10 لترات من ماء زمزم البارد مع 540 مل من ماء الورد الهندي أو الطائفي أو النرجس والعنبر، بالإضافة إلى 24 جرامًا من دهن العود الخاص بالأحجام الكبيرة، و24 جرامًا من دهن الورد الخاص بالأحجام الصغيرة.
تم تحضير هذا الخليط بعناية ليستخدم في تطييب حوائط الكعبة المشرفة. يتم سكبه بالكامل على الكعبة لتسهيل عملية الغسيل قبل إضافة الخلطة الخاصة بتطييب الكعبة.
وقبل بدء عملية الغسيل، يتم تغيير أنواع العود المستخدمة، حيث يتم استهلاك ما يقارب نصف كيلو من العود الآخر لضمان الحفاظ على الجودة والنقاء المطلوبين.
تتضمن مرحلة تجهيز الأدوات مجموعة من الأدوات الخاصة بالغسيل مثل مماسح القطع الخضراء والمطبوعة بشعار الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، والمجسد، والتي تستخدم لتنظيف جدران وأعمدة الكعبة المشرفة بعد غسيلها، ويتم إضافة قطرات من العود على هذه الأدوات قبل استخدامها في عملية التنظيف.
وأطلقت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، مبادرة ﴿وَطَهِّر بَيتِي﴾؛ تزامنًا مع غَسْل الكعبة.
وأكد رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس بعد تدشينه للمبادرة أن الكعبة المنيفة بوَّأها الله لإقامة الشعائر الدينية، وأمر الخليل إبراهيم بتهيئة بيئتها التعبدية، مبينًا أن مبادرة ﴿وَطَهِّر بَيتِي﴾ تتضمن حزمة من المسارات الإثرائية والتوجيهية والتأريخية والعلمية والحضارية الدينية عن البيت الحرام، وسبل تعظيمه وإكرامه بالعبادة والطواف والغَسْل والتطهير حسًا ومعنى؛ لإثراء تجربة المعتمرين والقاصدين، والوصول برسالة وهدايات المسجد الحرام إلى العالمين؛ باستثمار التقانة، والإعلام الحديث، والذكاء الاصطناعي.
وتهدف مبادرة ﴿وَطَهِّر بَيتِي﴾ إلى تعميق هدايات البيت في وجدان المسلمين، وتوثيق ارتباطهم به، وإبراز مكانة الكعبة المشرفة في الشريعة الإسلامية، إضافة إلى إلماحة عن جهود السعودية في رعاية البيت الحرام وخدمته وتبجيله وغَسْله وتطهيره وتهيئة بيئته للطائفين والعاكفين والركع السجود، من خلال المبادرات الإثرائية والتوجيهية والتوعوية والعلمية والتأريخية والحضارية الدينية