الدوحة- بزنس كلاس: افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، معرض”بغداد – قرَّةُ العين” في متحف الفن الإسلامي.
يقام المعرض في قاعة المعارض المؤقتة حتى 25 فبراير 2023، وهو معرض يستكشف الأهمية التي حظيت بها بغداد في ظل الخلافة العباسية (750-1258)، ويحتفي بتأثيرها البالغ على المنطقة والعالم، وحتى يومنا هذا. “بغداد – قرة العين” يسلّط الضوء على بغداد كمركز سياسي واقتصادي وفكري ازدهر خلال إحدى أكثر الفترات غِنىً بالابتكار في تاريخ العالم. ويأتي المعرض في إطار العام الثقافي قطر- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا 2022، وهو برنامج سنوي للتبادل الثقافي الدولي يهدف إلى تعميق التفاهم بين الدول وشعوبها، وتعمل مبادرة “قطر تُبدع” على التعريف بالأنشطة الثقافية في قطر، والاحتفاء بها، والترويج لها، على مدار العام.
يستكشف المعرض الدور الفكري والفني العظيم للمدينة التي استقطبت العلماء والفلاسفة من جميع أنحاء العالم، ويوثق قدرتها الهائلة على التعافي من جراح الحروب والعنف والدمار الذي حل بها عبر تاريخها، ويُبرز صمودها المستمر، بناءً على ما تختزنه من ذكريات تراثها العباسي.
ويتولى التقييم الفني للمعرض كل من د. جوليا غونيلا، مدير متحف الفن الإسلامي، وفريق التقييم الفني في المتحف، ويضم: سيمون ستروث، و د. منية شخاب أبو دية، والدكتورة تارا ديجاردان، ونيكوليتا فازبو. ويرافق افتتاح المعرض إصدار كتالوج مصور بالكامل يتضمن مساهمات مهمة لباحثين دوليين بارزين.
وقالت د. جوليا غونيلا “يسرّ متحف الفن الإسلامي أن يحتفل بإعادة افتتاحه مؤخرًا في حلته الجديدة بمعرض “بغداد – قرة العين”، وهو معرض يحتفي بتلك المدينة الرائعة التي قدمت إسهامات كبيرة للفنون والعلوم والدراسات الفكرية في المنطقة. ونحن ندعو سكان قطر وزوارها الوافدين لحضور نهائيات كأس العالم لزيارة المعرض لمعرفة المزيد عن بغداد، وإعادة النظر فيما يعرفونه ويفهمونه عن هذه المدينة الخلابة وتاريخها.”
يستذكر المعرض ماضي المدينة “المجيد”، ويركز على الدور الذي لعبته في القرن العشرين، وعلى وجه الخصوص تلك الفترة الممتدة بين الأربعينيات والسبعينيات من القرن الماضي، التي شهدت استعادة بغداد لصورتها كمكانٍ مزدهر ونابض بحياة المدينة. يضم المعرض 160 قطعة، بما في ذلك الأعمال المستعارة من مكتبة الفاتيكان الرسولية، مدينة الفاتيكان؛ ومتحف اللوفر، باريس؛ ومتحف متروبوليتان للفنون، نيويورك؛ ومتحف الفنون الجميلة، بوسطن؛ ومتحف الفن الإسلامي، برلين؛ والقسم الشرقي، المكتبة الحكومية، برلين؛ ومكتبة ولاية بافاريا، ميونيخ؛ ومجموعة ديفيد، كوبنهاغن؛ ومتحف بيناكي، أثينا؛ ومؤسسة بارجيل للفنون، الشارقة؛ ومجموعة ضياء العزاوي، لندن؛ والمكتبة البريطانية، لندن؛ ومكتبة تشيستر بيتي، دبلن. ويتضمن تصميم المعرض الآسر عناصر سينوغرافية، بما في ذلك تصوير لنهر دجلة على أرضية قاعة المعرض، وذلك لخلق رابط بين الموضوعات المختلفة.
يقام المعرض بالتزامن مع معرض آخر بعنوان “مدينة السراب: بغداد 1952-1982” في الطابق الرابع من متحف الفن الإسلامي، حيث يسلط الضوء على الأعمال المعمارية والتصاميم المعمارية لـِ 11 مهندسًا معماريًا، بمن فيهم فرانك لويد رايت، ولو كوربوزييه، ووالتر غروبيوس، وجوزيب لويس سيرت، وألفار وأينو آلتو، وروبرت فنتوري (زميل المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين). يتولى بروفيسور بيدرو أزارا التقييم الفني للمعرض الذي نظمته بعثة كلية العمارة في كتالونيا ببرشلونة عام 2012، وأصبح بعدها معرضًا متنقلًا أقيم في الولايات المتحدة (نيويورك، بوسطن – معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)، ورام الله، وبغداد.
يُعرض حاليًا في متحف الفن الإسلامي حتى شهر مارس 2023 معرض راكو كيتشيزيمون الخامس عشر: جيكينيو -الخزف الياباني التقليدي الحي، حيث تشمل معروضاته طقم شاي للمراسم الاحتفالية مكونًا من أربعة عشر قطعة، من وحي بيئة قطر الطبيعية وشعبها، كتبت عليه أبيات من شعر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس دولة قطر.
ويأتي الكشف عن المعرض في أعقاب إعادة افتتاح متحف الفن الإسلامي البديع في حلته الجديدة للجمهور، بعد مشروع تحسين المرافق، وإعادة تصور وتركيب صالات عرض مجموعته الدائمة. يُعد متحف الفن الإسلامي أحد المؤسسات الرائدة في الفن الإسلامي في العالم، وأول متحف عالمي المستوى في المنطقة، ويمنح ضيوفه تجربة تفاعلية وتعليمية سهلة الوصول. سيقدّم المتحف أكثر من ألف قطعة فنية مقتناة ومحفوظة حديثًا، يُعرض العديد منها في صالات العرض الدائمة بالمتحف لأول مرة، إلى جانب التحف الفنية التي اشتهر بها متحف الفن الإسلامي منذ فترة طويلة.