مع ارتفاع إصابات كورونا في قطر خلال الفترة الأخيرة..
يطرح السؤال نفسه : من المسؤول عن ارتفاع هذه الإصابات ؟..
و مع طرح السؤال.. تبقى عدة حقائق.. و هي أن قطر من الدول القليلة جداً في العالم التي أحكمت السيطرة على انتشار وباء كورونا في المجتمع .نتيجةً للجاهزية العالية لقطاع صحي قوي و متمكن ، و بسياسات واعية للسفر و العودة .أيضاً سياسات التتبع و المخالطة و غيرها من الإجراءات الإحترازية ..
الحقيقة الأخرى أن تضافر المجتمع (مواطنون و مقيمون) و التزامه بالإجراءات الاحترازية . كان لذلك الدور الأكبر و الأهم في السيطرة على الوباء، لأنه وفقاً لخبراء وزارة الصحة فإن التعليمات الاحترازية تبقى بلا جدوى بدون التزام حقيقي من المجتمع .
و بين طرفي المعادلة ، وزارة الصحة والمجتمع ، يبقى طرف ثالث ألا و هو الحملة الوطنية للتطعيم . فتمكنت قطر من خلال أطراف المعادلة الثلاثة من تحقيق منجزات هامة و هي عبور المرحلتين الثانية والثالثة من الوباء بنجاح..
وترتب على ذلك : انخفاض الإصابات و تحقيق نسبة أكثر من 86 % من السكان حصلوا على جرعتي لقاح .
ماذا حدث في الفترة الأخيرة ؟
ارتفاع منحنى الإصابات بالفيروس خلال الفترة الأخيرة ، لا يخص قطر وحدها . وإنما قطر، عربياً وعالمياً، مازالت تحتفظ بأقل معدلات الإصابة والوفاة عالمياً . فمنحنى الإصابات ارتفع مؤخراً في أوروبا و باتت القارة العجوز (الاتحاد الأوروبي) و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية تتصدر الارتفاعات نتيجة للمتحور الجديد أوميكرون.
و مع ذلك فإن بعض أفراد المجتمع غير الملتزمين بالتعليمات الاحترازية مسؤولون بشكل أو بآخر عن ارتفاع الإصابات.. و قبل أن نواجه هذه الحقيقة بالغضب فلنتساءل
لماذا أصبح البعض لا يلتزم بارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة ؟
مع رفع القيود في المرحلة الرابعة بدولة قطر، نصت التعليمات الجديدة على عدم الحاجة لارتداء الكمامات في الأماكن المفتوحة وفي الهواء الطلق . لكن البعض ترك الكمامة تماماً في الأماكن المغلقة، وكأن الفيروس رحل فجأة من قطر . رغم أن الكمامة، بحسب خبراء وزارة الصحة تحمي من فيروس كورونا و الفيروسات الأخرى أكثر من اللقاح نفسه .
السؤال الآخر قبل أن نستكمل الغضب :
لماذا أصبح بعض أفراد المجتمع لا يلتزمون بالتباعد الاجتماعي في الأماكن المغلقة ؟..
بالرغم من أنه لا يزال مطلوباً حتى في المرحلة الرابعة ، لقد عاد البعض إلى عادات المصافحة و المعانقة . وكأن الفيروس انتهى من تلقاء نفسه.
وبدلاً من أن يعدل غير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية سلوكهم، علقوا ارتفاع الإصابات على شماعة الفعاليات الرياضية التي استضافتها الدولة مؤخراً . رغم أن لم يسمح بدخول هذه الفعاليات إلا للمطعمين بجرعتي لقاح ، أي المحصنين تماماً، وفي أجواء مفتوحة تماماً . بالإضافة إلى ذلك لم يسمح بدخول فئة أقل من 12 عاماً إلا بعد تحليل كورونا . كما أن هذه الكتل الجماهيرية كانت تتحرك في الأماكن المغلقة، ملتزمة بالتعليمات الاحترازية . إضافة إلى أن حضور أكثر من 60 ألف متفرج في بعض المباريات لو افترضنا أنه خلف إصابات كورونا، لن يخلف 100 أو 200 ارتفاعاً في الإصابات و إنما سيخلف آلاف الإصابات.. و بالمنطق فإن الفعاليات الرياضية أو غيرها أبرياء تماماً من قصة ارتفاع الإصابات..
يرى خبراء الصحة أن دائماً ارتفاع إصابات كورونا و انخفاضها تبقى رهناً لإرادة المجتمع، فمع التزامه التام بالتعليمات الاحترازية تنخفض، ومع عدم الالتزام ترتفع ..
كما أن عاملاً جديداً دخل على خط المواجهة مع كورونا . و هو المتحور الجديد أوميكرون، و الذي أكدت وزارة الصحة أن الجرعة الثالثة من اللقاح تحمي من الإصابة به ..
يبقى حرص أفراد المجتمع على التعليمات الاحترازية وأخذ الجرعة الثالثة من اللقاح، ذراعي الحماية من كورونا ومتحوراته . و الحرص على هذين العاملين كفيلاً بحماية أنفسنا من الفيروس أولاً وحماية أحبائنا في المنزل ثانياً، وتلافي أي قيود مستقبلية تنتج عن ارتفاع الإصابات .