يزنس كلاس
كشف السيد صباح الدين أرواس رئيس مجلس إدارة مجموعة المدينة العالمية “دنيا شهير” في تركيا، وعضو مجلس إدارة المنظمة العربية التركية للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي عن خطط لإطلاق نسخة من المدينة في قطر باسم (دنيا شهير الدوحة) وذلك بالتعاون مع عدد من المستثمرين ورجال الأعمال من القطاع الخاص القطري. كما كشف أرواس عن خطط لتوطين الصناعة والتكنولوجيا التركية في قطر من خلال الشراكات والمشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين الشقيقين.
وقال السيد صباح الدين في حديث لـ الشرق على هامش مشاركة شركة المدينة العالمية التركية (دنيا شهير) في معرض “إكسبو تركيا في قطر” إنه في حال اكتمال الترتيبات واستيفاء الشروط الاستثمارية فمن المتوقع إطلاق المدينة قبل عام 2024، مشيرا إلى أنه عقد مجموعة من اللقاءات مع المعنيين بالقطاع العقاري والمهتمين بالاستثمار في مشاريع البنية التحيتة وتم شرح الفكرة لهم، وأبدوا الاهتمام بالفكرة لما تحمله من معان وأهداف تتجاوز البعد العقاري البحت إلى الرسالة الحضارية لتراثنا وتقاليدنا المشتركة، حيث ستشكل هذه المدينة إضافة حضارية للتراث المعماري القطري بهوية تراثية وثقافية قطرية.
مواصفات المدينة العالمية
وعن أبرز المواصفات التي تميز المدينة العالمية التركية، ونمطها المعماري، أوضح السيد رئيس مجلس إدارة الشركة أن المدينة العالمية لها معاييرها المحافظة على الهوية والتراث الحضاري الاسلامي، وهي بذلك تحمل رسالة حضارية إلى جانب طرازها المعماري الخاص، ولونها المميز الذي يجعل منها مدينة متكاملة تلبي متطلبات العائلة القطرية المحافظة، كما ستعكس الهوية القطرية في تصاميمها ومواصفاتها الفنية والمعمارية، حيث تنظر في تركيا إلى قطر، يضيف السيد أرواس، على أنها تحمل نفس الرسالة العالمية للتراث الاسلامي وبعده الحضاري بما ينعكس على حياة الساكنين في هذه المدينة حيث نحرص على أن تعكس مدينة (دنيا شهير الدوحة) الخصوصية القطرية التي تجمع بين الجانب المعماري والبعد الحضاري في ظل بيئة سكنية راقية تجسد هوية المكان الذي يحتضنها.
خدمات المدينة العالمية
وعن الخدمات التي توفرها المدينة العالمية، يقول السيد أرواس إن المدينة العالمية لها معاييرها المحافظة كما اشرنا إلى ذلك آنفا، وضمن هذا الإطار تقدم خدمات متكاملة للساكنين تشمل البيئة الملائمة لسكن الأسرة المسلمة، وحتى الأسرة غير المسلمة ستجد بها نظاما حضاريا يستوعب الجميع برؤية عصرية ومدنية، فنظرتنا للمدينة ليست مجرد نظرة عقارية فحسب بل هي مشروع كبير وطموح، وضمن هذه الرؤية توفر للقاطنين بها مسابح تفي بمتطلبات العوائل والأفراد، فهناك مسابح خاصة بالنساء ومسابح عامة للرجال والأطفال، إلى جانب توفير خدمات اجتماعية ورياضية خاصة بالنساء، وخدمات عامة للجمهور. ويضيف السيد أرواس أن التفكير في إطلاق المدينة العالمية بالدوحة جاء متزامنا مع التحضيرات القطرية لاستضافة كأس العالم 2022 وحتى إن لم يتم اكتمال المدينة في هذا التاريخ فهي تقدم إضافة معمارية حضارية لما ستكون عليه قطر بعد 2022 والإرث الذي سيبقى للأجيال بعد هذه التظاهرة العالمية. هذا إلى جانب الإمكانيات السياحية التي توفرها المدينة وفقا لسياساتها الاستثمارية.
الشراكة الاقتصادية
وعن آفاق الشراكة الاقتصادية بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الأتراك بعد المشاركة في معرض “إكسبو تركيا في قطر”، قال رجل الأعمال التركي صباح الدين أرواس إن هدف المعرض هو تفعيل الشراكة الاقتصادية بين قطر وتركيا، وهو جسر لهذه الشراكة، والأتراك يرون في أشقائهم القطريين شريكا استراتيجيا يوثق به، وفي هذا المعرض التقينا الكثير من الصناعيين، حيث إنه من أهدافنا توطين الصناعة والتكنولوجيا في قطر، فالمسألة بالنسبة لنا ليست مجرد استثمار عقاري، بل توطين الصناعات المرتبطة به محليا، وما نخطط له أن يكون الدعم التركي عاملا مساعدا في تحصين الاقتصاد القطري من الداخل والتقليل تدريجيا من الاعتماد على استيراد احتياجات السوق القطري، وهذا لن يتم إلا بإقامة شراكات صناعية بين قطر وتركيا، ولذا فإن هذا المعرض مهم جدا لتحقيق هذا الغرض.
الزراعة والثروة الحيوانية
وحول مجالات الشراكة المحتملة بين شركة المدينة العالمية التركية ونظرائها في قطر، قال السيد أرواس، إن نشاط الشركة في تركيا لا يعتمد على العقار فحسب، بل يشمل كافة القطاعات الاقتصادية كبناء المجمعات السكنية والفنادق ومشاريع البنية التحتية (الطرق) بالإضافة إلى قطاع الزراعة وتعظيم الاستفادة من الثروة الحيوانية، حيث يستورد معظم العالم الإسلامي اللحوم الحمراء رغم ما يمتلكه من الحلال، ولذا لدينا في تركيا توجه كبير جدا لعمل شراكة مع قطر في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، وأي استثمار مشترك لن يخدم قطر وتركيا فحسب، بل سيخدم الأسواق الإقليمية والعالمية. كما نتجه – انطلاقا من تجربتنا في مجال الصناعات الغذائية – للدخول في هذا القطاع لتلبية احتياجات السوق القطري، كما ندرس نحن وشركاؤنا في تركيا الدخول في مشاريع أخرى كمشاريع الطاقة وإنتاجها مثل الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية ونحو ذلك.
نتائج عملية
وعن النتائج التي خرج بها معرض “إكسبو تركيا في قطر”، قال السيد أرواس إن أهمية المعارض الاستثمارية تكمن في الحضور والمشاريع للتعريف بنفسك وبمشاريعك، ونحن نعتبر قطر وطنا وشريكا لنا، وبالتالي ما قمنا به هو التواصل مع العديد من المستثمرين القطريين في اتجاه يتيح لنا تحقيق نتائج عملية، وطموحنا أن ترى المدينة العالمية في الدوحة النور لأنها مشروع مهم جدا وسيخدم قطر، ويضيف الكثير، كما أنها تستجيب لاهتمامات قطر بالأصالة والتراث والرسالة الحضارية التي تتولى ريادتها إقليميا وعالميا، ونحن نأمل أن ينطلق هذا المشروع قريبا جدا. وبعض من التقيناهم من الإخوة القطريين وجهنا لهم الدعوة لزيارتنا في اسطنبول للاطلاع على النموذج الأول للمدينة المقام في الطرف الآسيوي من اسطنبول، حيث سيساهم ذلك في تعريفهم أكثر بالمشروع واتضاح مختلف معالمه.