الدوحة – بزنس كلاس:
دشن مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي “أمان”، المنضوي تحت مظلة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي اليوم، مبادرة “كتابي صديقي”، بمبنى مركز الشفلح، بمناسبة “اليوم العالمي للطفل” والذي يحتفل به سنوياً في 20 من نوفمبر من كل عام.
حضر حفل التدشين سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، والسيدة آمال عبداللطيف المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، والسيد منصور السعدي الرئيس التنفيذي لمركز “أمان.”
وقال سعادة وزير الثقافة والرياضة في كلمة بمناسبة حفل التدشين، إن الاهتمام بالكتاب ونشره قيمة سامية عرف بها القطريون منذ جيل المؤسسين وعلى رأسهم المؤسّس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله حيث كان مؤمنا بأهمية الكتب فكان يطبعها على نفقته الخاصة كوقف فكري.
وأضاف سعادته أن مبادرة “كتابي صديقي” تأتي لتواصل ذلك النهج النّبيل في توفير المعرفة، مستفيدة من التقدم التكنولوجي الذي يحقق خطوة نوعية في نقل المعارف والارتقاء بوعي الناشئة، ويصقل مواهبهم مما يجعلهم مؤمنين بدورهم الاجتماعي في المستقبل.
وأوضح سعادة وزير الثقافة والرياضة أن تطويع وسائل التكنولوجيا لتيسير القراءة لدى الناشئة، من خلال جهاز توزيع الكتب يجعل الكتاب قريبا من أفق تفكيرهم، فالجيل الجديد يؤمن بقيمة التقنيات الحديثة، وسيجد في هذه المبادرة أداة تستجيب للواقع الذي يعيشه، وبدل أن يُقبل الناشئة على استهلاك المواد الغذائيّة فحسب، تصبح الآلة نفسها أده لتوفير استهلاك المعرفة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تخدم التطور العلمي المعرفة، وقدم الشكر للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي التي أبدعت في تقريب المعرفة من الأطفال، وراهنت على أهميّة الوعي في التقدّم بالمجتمع.
من جانبها قالت السيدة آمال عبداللطيف المناعي الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، خلال مؤتمر صحفي عقب التدشين إن المؤسسة والمركز المنضوية تحت مظلتها حريصة كل الحرص على تفعيل الاتفاقيات والمواثيق الدولية المرتبطة بالطفل والتي صادقت عليها دولة قطر، وأخصها اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها دولة قطر منذ اكثر من ثماني سنوات وتحرص على تفعيل بنودها.
وأضافت ان مبادرة “كتابي صديقي” تقع في اطار البند الرابع من الاتفاقية العالمية لحقوق الطفل التي تؤكد على ان تتخذ الدول الأطراف كل التدابير التشريعية والإدارية وغيرها من التدابير الملائمة لإعمال الحقوق المعترف بها في هذه الاتفاقية، وفيما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كذلك المادة 32 من الاتفاقية والتي تؤكد على تحترم الدول الأطراف وتعزز حق الطفل في المشاركة الكاملة في الحياة الثقافية وتشجع على توفير فرص ملائمة ومتساوية للنشاط الثقافي.
وأوضحت ان تدشين هذه المبادرة يعد تجسيدا نموذجا يحتذى به للشراكة بين قطاعات المجتمع الثلاث الحكومي المتمثل في وزارة الثقافة والرياضة، وقطاع المجتمع المدني متمثلا في المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي والقطاع الخاص متمثلا في شركات توريد الكتب وماكينات بيعها وصيانتها.
بدوره أكد السيد منصور السعدي المدير التنفيذي لمركز “أمان” على ان هذه مبادرة “كتابي صديقي” تساهم في تحقيق الهدف الاول لمركز “أمان” وهو توعية وتثقيف الطفل وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها ابنائنا اليوم من العاب الكترونية عنيفة، وتشجيعه على القراءة واقتناء الكتب، والتعرف على حقوقه وواجباته، وترسيخ ثقافة القراءة لدى الأطفال.
وردا على سؤال لـ”بوابة الشرق” حول عدد الأجهزة المتوافرة قال السعدي إن عدد الاجهزة الآن 40 جهاز، 10 منها سيتوافر خلال معرض الكتاب، و10 آخرى في درب الساعي ومن بداية العام المقبل 2019 يتم توزيعها في أكثر من 40 منطقة مختلفة داخل قطر منها مناطق العاب الاطفال الحدائق العامة والمولات وعيادات الاطفال ودور السينما وغيرها، وأضاف أن المبادرة تراعي الاحتياجات المعرفية والثقافية لأبنائنا من جانب، وتأخذ في اعتبارها العادات والتقاليد المجتمعية حيث خضعت الكتب المختارة لمراجعة دقيقة من جانب الاساتذة والمتخصصين.
وأوضح السعدي أن مبادرة “كتابي صديقي” عبارة عن أجهزة لتوزيع كتب وقصص الأطفال، بأسعار رمزية مدعومة (غير ربحية)، يعمل بنفس آلية الأجهزة المنتشرة لبيع المشروبات والحلويات، حيث جرى تصميمه وفقا لمواصفات خاصة بالطفل بمراعاة الطول وسهولة الاستخدام والتعليمات بنوعيات مختارة من الكتب والقصص المفيدة والمناسبة للطفل، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تتواجد أجهزة مبادرة “كتابي صديقي” في أهم مناطق تجمع الاطفال في الدولة مثل المولات ودور السينما والحدائق وعيادات الاطفال والمطار.
وقال المدير التنفيذي لمركز “أمان” إن محتوى الجهاز عبارة عن قصص وكتب للأطفال تجمع بين المتعة والفائدة وبالإضافة إلى هدايا مع أغلب الكتب تجذب الطفل لامتلاك الكتاب، كما يحتوي الجهاز على شاشة توعوية تنشر أفلام كارتون لتوعي الطفل بحقوقه وواجباته، كما أن الجهاز مخصص لأطفال ذوي الاعاقة والمكفوفين والأرقام والكتابة على الجهاز مجهزة بلغة برايم، كما أن هناك بعض الاصدارات بلغة برايم.
وحول نسبة الدعم قال السعدي إن قيمة الكتاب تقريبا 5 ريالات وأن تكلفته الحقيقة تصل إلى 50 ريال، موضحا أن الشراكة مع القطاع الحكومي والخاص ساهمت في توفير أكثر من 50% من الدعم للمباردة، وأوضح أن مركز “أمان” بدأ في إجراءات براءة الاختراع لجهاز مبادرة “كتابي صديقي”، والعمل على تطويرها في المراحل المقبله.
ويأتي الاحتفال بيوم الطفل العالمي من كل عام لحرص جميع الدول بأن تقيم يوماً عالمياً للطفل يحتفل به بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وقد أعلنت الأمم المتحدة في هذا اليوم قانون حقوق الطفل، ووقعت العديد من الاتفاقيات الدولية حول حقوق الطفل.