وكالات – بزنس كلاس:
هاجم ناشر ورئيس مجلس إدارة صحيفة “واشنطن بوست” والمدير التنفيذي لها فريدريك راين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن قتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول 2 أكتوبر الماضي.
وطالب ناشر الصحيفة التي كان يكتب فيها خاشقجي منذ مغادرته السعودية، الحكومة الأمريكية بتعليق صفقات الأسلحة مع السعوديين فوراً، مضيفاً: يجب أن نطالب بمحاسبة قادتنا (في الولايات المتحدة الأمريكية) ليحاسبوا مرتكبي هذه الجريمة الهمجية (التي قُتل خلالها جمال خاشقجي).
وأكد فريدريك رايان، الذي خصص كلمته لقضية خاشقجي لدى تسلم جائزة القيادة من المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة، إن من بين الذين قتلوا خاشقجي بوحشية في القنصلية السعودية بإسطنبول، أفراداً من الحماية الشخصية لولي العهد السعودي.
وشدد على أن جمال خاشقجي لم يفعل شيئاً يستحق ما حدث له، فقد كان يؤدي فقط عمله كصحفي، مضيفاً خاشقجي قال الحقيقة بشأن رفض السعودية منح الحريات الأساسية لمواطنيها، وبشأن خواء ما يسمى بإصلاحات ولي العهد السعودي، وكتب عن المعارضات من النساء السعوديات حتى لا تُنسى قضيتهن، مشدداً على أن خاشقجي قال الحقيقة بشأن استمرار قمع المرأة في السعودية، بحسب سلسلة تغريدات لقناة “الجزيرة” صباح اليوم السبت.
ورأى أن الحقيقة التي سعى خاشقجي لفضحها لم تلائم قادة حاولوا تغطية انتهاكهم للسلطة، مشدداً على أنه يجب على واشنطن استخدام قانون ماغنيتسكي لمعاقبة من خطط ونفذ جريمة قتل خاشقجي، مضيفاً: احتقار السعودية لقيمنا يجب أن يجعلنا نفكر بمصالحنا في الشرق الأوسط والعالم كله، قائلاً: إن طبيعة ردنا على مقتل جمال خاشقجي توجه رسالة للطغاة السعوديين وآخرين في العالم.
>> فريدريك رايان ناشر صحيفة واشنطن بوست
وكان جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري بناءً على اتصال هاتفي من القنصلية لإنهاء بعض المعاملات الإدارية المتعلقة بإتمام زواجه من الباحثة التركية، إلا أنه لم يظهر بعدها بعد أن تم اختطافه وقتله وتقطيع جثته بواسطة فريق مكون 15 سعودياً بينهم مقربون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب ما كشفته البيانات الخاصة بهم والتي كشفتها السلطات التركية ووسائل الإعلام التركية.
واعترفت السعودية بقتل خاشقجي بعد 18 يوماً من إنكارها معرفة مكانه زاعمة أنه غادر القنصلية حياً، كما جاء على لسان ولي العهد السعودي وغيره من المسؤولين، إلا أنها، وتحت الضغوط الدولية وقوة الأدلة التركية، أقرت بالجريمة إلا أنها خرجت برواية اعتبرها الكثير “مسرحية” حيث قالت الرياض إن خاشقجي توفي نتيجة “شجار واشتباك بالأيدي” وأنه تم توقيف 18 شخصاً، جميعهم من الجنسية السعودية، وأنها ستحاسب المتورطين.
وأعلنت السعودية في اليوم ذاته إقالة أحمد عسيري نائب الاستخبارات العامة من منصبه، وسعود القحطاني المستشار برتبة وزير في الديوان الملكي، واللواء رشاد بن حامد المحمادي مدير الإدارة العامة للأمن والحماية برئاسة الاستخبارات العامة، واللواء الطيار محمد بن صالح الرميح مساعد رئيس الاستخبارات العامة لشؤون الاستخبارات.
وأعلنت النيابة العامة التركية، الأربعاء الماضي، أنها لم تتوصل إلى نتائج ملموسة من اللقاءات مع النائب العام السعودي سعود المعجب، رغم كل جهودها المتسمة بالنوايا الحسنة لإظهار الحقيقة بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده، مؤكدة أن خاشقجي تم قتله خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية السعودية وفقاً لخطة معدة مسبقاً وأنه تم تقطيع جثته والتخلص منها وفقاً لخطة معدة مسبقاً أيضاً.
وقال بيان النيابة العامة التركية إن النائب العام السعودي سعود المعجب -الذي غادر إسطنبول مساء اليوم بعد زيارة استمرت 3 أيام- نفى للجانب التركي وجود متعاون محلي تركي يُفترض أنه ساعد فريق الاغتيال في التخلص من الجثة، بحسب إحدى الروايات السعودية للواقعة، زاعماً أن الأحاديث بشأن تسليم جثة خاشقجي إلى متعاون محلي كلها روايات صحفية وليست رسمية، وأن الرياض ليست لديها معلومات من واقع تحقيقاته عن مكان الجثة.
وذكر البيان الصادر من مكتب المدعي العام في إسطنبول أن الجانب التركي طلب من النائب العام السعودي تسليم الـ18 سعودياً المعتقلين في السعودية على ذمة القضية لمحاكمتهم في تركيا، مضيفاً أنه لا نتائج ملموسة من الاجتماعات مع النائب العام السعودي
وبعد مرور أكثر من 29 يوماً على جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، واستمرار حالة الغموض بشأن مكان جثته، وجهت الخارجية الأمريكية رسالة للرياض، ربما تكون هي الأولى فيما يتعلق بالسؤال الذي لا إجابة له حتى الآن
وطالبت الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، السعودية بالكشف عن بقايا جثة خاشقجي وإعادتها إلى أسرته بأسرع وقت ممكن، مشددة على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن الجريمة.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو للصحفيين إنه يجب تحديد مكان رفات خاشقجي وإعادته لأسرته من أجل دفنه في أسرع وقت ممكن.