زارت الفنانة تحية كاريوكا، مسرح بديعة مصابني، للمرة الأولى وهي في عمر الثامنة، بعدما قامت والدتها باصطحابها إلى القاهرة نتيجة لنصيحة الطبيب بسبب نحافتها الشديدة التي عانت منها في طفولتها.
وقالت تحية في حوار نادر لها مع مجلة “الكواكب”، في العدد الذي يحمل رقم 372، عام 1958، إنّها “قامت بعدها بتقليد حركات الراقصات اللاتي شاهدتهن في المسرح لأفراد الأسرة ولم تنقطع عن التقليد أبدًا فكانت ترقص في الشارع وفي البيت وفي كل مكان يطلب منها أن ترقص فيه، ومن الغريب أن صحتها تقدمت جدًا وبدأ جسدها يمتلئ والنحافة تختفي شيئًا فشيئًا”.
وأضافت أنّ “والدتها كانت ترى الرقص شيئًا مهينًا وذلك على عكس كل أفراد أسرتها الذين كانوا يحبذون استمرارها في الرقص وبخاصةً أنّه كان سببًا في شفائها.
وشاءت الأقدار بعدها أن تأتي بها إلى القاهرة وتلتقي بـ”بديعة مصابني”، وانضمت إلى فرقتها، وفي أول رقصة لها على المسرح أغمي عليها عند رؤيتها لعيون الجماهير وهي تتجه نحوها وأسدل الستار، وتم نقلها لغرفة خاصة وسمعت وهي تفيق أحدهم يقول لبديعة: “مش حرام تسيبي بنت نحيفة زي دي ترقص”، فصرخت هي قائلة: “لازم ارقص دا الرقص علاج لي”، وقررت بعدها بديعة مصابني الاستغناء عنها، ولكنها اقنعتها بالاستمرار.
وبعد ذلك، اتخذت تحية كاريوكا من الرقص وسيلة أخرى لتفق الكثير من وزنها عندما ترى أنها اكتسبت بعض السمنة.