الدوحة ـ قنا
أكدت وزارة التعليم والتعليم العالي، اكتمال الاستعدادات والتحضيرات وكافة مدخلات العملية التعليمية والتربوية اللازمة لبدء العام الدراسي الجديد 2018/ 2019 في السابع والعشرين من شهر أغسطس الجاري.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم تحدث فيه سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي وعدد من مسئولي الوزارة، حيث أشادوا بالدعم الكبير واللامحدود الذي تقدمه القيادة الرشيدة للتعليم والمنظومة التعليمية في البلاد.
وهنأ الدكتور النعيمي الطلبة وأولياء أمورهم والمعلمين والإداريين ومديري المدارس وكافة شركاء العملية التعليمية بقرب انطلاق العام الدراسي الجديد واكتمال الاستعداد والتحضيرات اللازمة لبدئه، متمنيا أن يكون عاما دراسيا حافلا بالإنجازات والأداء المتميز.
واستعرض سعادته خلال المؤتمر الصحفي أهداف العام الدراسي الجديد، وأولوياته من البرامج والمشاريع، وذلك لتأثيرها على مخرجات العملية التعليمية، بما في ذلك الخيارات المتاحة لمواصلة تطوير التعليم وتحسين مخرجاته، لتحقيق أهداف وغايات رؤية قطر الوطنية 2030.
وتناول التجهيزات الخاصة بالبيئة المدرسية وسد الشواغر من المعلمين، والتأكد من الطاقة الاستيعابية للفصول المدرسية، ومدى توفر وسائل النقل والمواصلات والاتصالات، والانتهاء من مناقصات الأغذية والمقاصف المدرسية، وجاهزية المدارس بإجراء الصيانة اللازمة لكافة مرافقها، والتأكد من وسائل وأدوات الأمن والسلامة، وجودة المرافق المساندة بصورة عامة وغيرها من الأمور.
وأوضح أنه تم التوجيه بتسليم جدول الحصص، وتوزيع قوائم الطلبة على الفصول الدراسية، والتأكد من وصول الكتب والمستلزمات الأخرى، والالتزام بتطبيق النظم والسياسات واللوائح المدرسية من أول يوم دراسي، وكذا الالتزام الجاد بتحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة كهدف استراتيجي للوزارة.
وأكد الدكتور النعيمي مواصلة تنفيذ استراتيجية وزارة التعليم والتعليم العالي للفترة 2017 /2022، باعتبارها تمثل خارطة طريق للعمل التربوي والتعليمي بعد تحديد النتيجة الرئيسية المتمثلة في نظام تعليمي على مستوى عالمي، يقدم فرصا منصفة للالتحاق بالتعليم والتدريب عالي الجودة، يكسب جميع المتعلمين المهارات والكفايات اللازمة، بما يتماشى مع طموحاتهم وقدراتهم للمساهمة في المجتمع، ويعزز في الوقت ذاته قيم المجتمع القطري وتراثه، ويدعو إلى التسامح واحترام الثقافات الأخرى، مبينا أنه تم في إطار الاستراتيجية تحديد النتائج الوسيطة والأهداف المطلوبة لتحقيقها.
ونوه النعيمي بالعديد من البرامج والمشاريع التعليمية والتربوية ذات الأولوية، ومنها مواصلة تنفيذ برنامج رفع جودة التعليم المبكر في رياض الأطفال والمدارس الحكومية، وأيضا مواصلة برنامج تطوير المناهج التعليمية الوطنية لتمكين الطلبة من الكفايات مثل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تضمن انتقالهم بنجاح بين المراحل الدراسية، لاسيما الانتقال إلى التعليم العالي وسوق العمل، وتطبيق المسارات التعليمية الجديدة حتى تتم تلبية احتياجات جميع المتعلمين وفق توجهات الدولة وسوق العمل، فضلا عن مواصلة تنفيذ برنامج “النظام الشامل لإدارة جودة المعلمين وقادة المدارس الحكومية والخاصة” وتطوير الأداء المؤسسي لوزارة التعليم والتعليم العالي ورفع جودة الخدمات المقدمة لأصحاب المصلحة.
وقال سعادته إنه تم هذا العام استقطاب “711” معلما ومعلمة وفق معايير صارمة من حيث المؤهلات العلمية والخبرات العملية، ليبلغ إجمالي المعلمين بالمدارس الحكومية 13440 معلما ومعلمة، بينما بلغ عدد المعلمين بالمدارس ورياض الأطفال الخاصة 13591 معلما ومعلمة، علاوة على التوسع في برنامج “طموح” بإضافة فئات جديدة، وتقديم العديد من المزايا والمكافآت التشجيعية.. كما شملت البرامج التي تواصل الوزارة تنفيذها، تطوير الأداء المؤسسي لوزارة التعليم والتعليم العالي ورفع جودة الخدمات المقدمة لأصحاب المصلحة من وزارة التعليم والتعليم العالي.
وحول المشاريع التي تعمل الوزارة على مواصلة تنفيذها، قال الدكتور النعيمي إنها تشمل افتتاح مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا في العام الدراسي الجديد بعد اكتمال كافة التجهيزات الخاصة بها، ومواصلة تطوير التعليم والتدريب التقني والمهني، وأيضا مواصلة تطوير الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة وصعوبات التعلم والموهوبين، وتوفير البنية التحتية اللازمة من المدارس الحكومية والخاصة، لتلبية الطلب المتزايد على التعليم.
وكشف الدكتور النعيمي عن افتتاح “14” مدرسة وروضة، في العام الدراسي الجديد منها “11” مدرسة وروضة خاصة و”3″ مدارس حكومية، توفر أكثر من 5065 مقعدا دراسيا، ليصل عدد المدارس ورياض الأطفال الحكومية إلى “272” مدرسة وروضة، يدرس بها “116663”طالبا وطالبة، بينما وصل عدد المدارس ورياض الأطفال الخاصة “282” مدرسة وروضة، يدرس بها “190644” طالبا وطالبة، بالإضافة لمواصلة تعزيز بيئة التعلم الجاذبة بالمدارس الحكومية والخاصة، وتصميم وإطلاق حملة إعلامية توعوية شاملة مع القطاعات المختلفة، لتعزيز قيمة التعليم لدى أولياء الأمور والمجتمع القطري.
وأكد أن الهدف من الاستمرار في هذه البرامج والمشاريع يتمثل في تحقيق نتائج استراتيجية الوزارة وأهدافها، مع التركيز على رفع مستوى إنجاز الطلبة وتحصيلهم الأكاديمي وتهيئتهم للانتقال بنجاح بين مختلف المراحل الدراسية، تحقيقا للكفاءة الداخلية والخارجية لمنظومة التعليم.
وشدد على أن الوزارة تعمل على تنمية رأس المال البشري والمعرفي في مختلف المراحل الدراسية، وزيادة نسبة الطلبة الملتحقين ببرامج وتخصصات تخدم الاقتصاد المعرفي، وزيادة نسبة الطلبة المبتعثين على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراة، لمقابلة متطلبات سوق العمل وأولويات التنمية الوطنية، بجانب التركيز على التربية القيمية وصون الهوية الوطنية بتعزيز قيم الولاء والانتماء، وزرع هذه المعاني في نفوس الناشئة، وتعزيز الشراكة المجتمعية في العملية التعليمية والتربوية، ومواصلة تطوير التعليم والتدريب التقني والمهني، بحيث يخدم توجهات الدولة التنموية وغيرها من المواضيع ذات الأولوية.
وفيما يتعلق بالتعليم العالي نوه سعادة الدكتور النعيمي بوجود “24” مؤسسة تعليم عال في قطر، تشمل جامعات وكليات ومعاهد رفيعة المستوى وذات شهرة عالمية من حيث البرامج الأكاديمية والبحثية وأفضل الممارسات، تقدم مختلف التخصصات العلمية والأدبية، وتمنح درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ويدرس بها طلبة دوليون ينتمون لجنسيات شتى، ما يدل على أن دولة قطر قد نجحت في توطين العلم والمعرفة، وأصبحت منطقة جذب أكاديمي نظرا لسمعتها الدولية، وما تتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، وثراء وتنوع ثقافي.
وقال إنه قد تمت مواءمة مخرجات التعليم العالي مع متطلبات سوق العمل لخدمة توجهات الدولة التنموية، من خلال تحديد تخصصات معينة للابتعاث وتحفيز الطلبة على الالتحاق بها، وفقا لبرنامج الابتعاث الحكومي الذي ننفذه بالتعاون مع وزارة التنمية الإدارية، وتسهيل إجراءات الابتعاث لأبنائنا المبتعثين وتحفيزهم ومتابعتهم على المستوى الأكاديمي والإداري، وزيادة عدد الملحقيات الثقافية في بعض البلدان ذات الكثافة الطلابية.
وتابع أن دولة قطر مستمرة في الاستثمار في مصادر قوتها الناعمة، لأن الاستثمار في التعليم يعزز بناء رأس المال البشري والمعرفي، الذي يقود جهود التنمية المستدامة بكافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية، ومن ثم يحقق غايات رؤية قطر الوطنية 2030، لافتا إلى أن نجاح الجهود التي تبذلها الدولة في تنويع اقتصادها تعتمد بشكل أساسي على ما تحققه من نجاح في جودة التعليم ومخرجاته.
ووجه سعادة الدكتور النعيمي رسائل تربوية لشركاء الوزارة في منظومة التعليم من الطلبة ومديري المدارس وأولياء الأمور والمعلمين، وذلك من أجل التعاون والتكاتف، وتعزيز التحصيل الأكاديمي للأبناء الطلبة، حيث دعا مديري المدارس إلى تطوير ثقافة التخطيط والعمل والإنجاز في الوسط التربوي والتعليمي باستحداث وسائل إدارية مبتكرة، تقود لبناء مجتمعات مهنية قوية، تفضي لتطوير مدارسهم بصورة مستدامة، بما في ذلك الخطط والبرامج النوعية، وتقديم الحلول والخيارات التربوية الهادفة، واستحداث رؤى تطلعية تتماشى مع العصر الرقمي، الذي نقل عملية التعلم خارج أسوار المدرسة، مع المحافظة على القيم والعادات والتقاليد، حتى تصبح المدرسة مكانا ملهما للتعليم والتعلم.
ووجه رسالة للمعلمين بأن يكونوا قدوة في سلوكهم كونهم مؤتمنين على الأبناء الطلبة، مع تدريسهم بصورة فعالة وابتكارية محفزة ومشوقة، تلبي فروقهم الفردية، إضافة إلى إدارة الصفوف الدراسية بكفاءة ومهنية، وتحويلها إلى بيئات تعلم تفاعلية مفعمة بالحيوية.
كما دعا الطلبة إلى اغتنام الفرص والخيارات الأكاديمية التي وفرتها لهم القيادة الرشيدة ومنها مدخلات العملية التعليمية كافة، وتيسير التحصيل العلمي لهم في جميع المراحل التعليمية، وفي أرقى الجامعات العالمية، لإيمانها بأهميتهم كثروة بشرية.
وأكد أهمية الشراكة الوالدية في العملية التعليمية من حيث أن أولياء الأمور شركاء في العملية التعليمية، مشيرا إلى أن نتائج الأبحاث التربوية أثبتت أن هذه الشراكة من أنجع السبل لزيادة التحصيل العلمي والأكاديمي للطلبة، والارتقاء بمستوياتهم الاجتماعية والسلوكية، وقال إن الطلبة الذين يشارك آباؤهم في تعليمهم يتعلمون بصورة أسرع، ويصبحون أكثر دافعية وإقبالا ومواظبة على الحضور بالمدرسة، ويحصلون على درجات أكاديمية أعلى، وتنشأ لديهم مهارات اجتماعية وسلوكية متميزة، ويتخرجون من الثانوية العامة ليواصلوا تعليمهم الجامعي بمعدلات عالية أكثر من أقرانهم الذين لا يشارك آباؤهم في تعليمهم.
كما حث أولياء الأمور على خلق بيئة منزلية لأبنائهم، تعزز الشراكة مع المدرسة وأدائهم، وتلبي متطلباتهم، وتدريسهم ومساعدتهم في إدارة وقتهم، وإنجاز واجباتهم المنزلية، وتحقيق تطلعاتهم المستقبلية والاستثمار في تعليمهم لأنه استثمار في بناء الوطن، داعيا في الوقت ذاته إلى تعزيز الشراكة مع جميع أطراف العملية التعليمية، وتطوير آليات مبتكرة للتواصل المباشر فيما بينها.
من جانبها، ثمنت السيدة فوزية عبدالعزيز الخاطر وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، في المؤتمر الصحفي، دور أسرة التعليم من معلمين ومعلمات وموجهين وموجهات وقادة تربويين وما بذلوه من عطاء خلال العام الدراسي الماضي، متطلعة إلى استمرار هذا العطاء في العام الدراسي الجديد.
وقالت إن قطر تستحق الأفضل، وأن يكون لديها نظام تعليمي متقدم.. مضيفة أن الوزارة عملت في سبيل إعداد الأبناء الطلبة للمستقبل ولسوق العمل، على تطوير مناهج التعليم للمستويات الدراسية وفي جميع المواد الدراسية، مؤكدة أنه سيتم تطبيق مصادر التعلم المطورة في العام الحالي، من المستوى الأول إلى العاشر، ليستكمل تطبيقها على المستوى الحادي عشر في السنة القادمة والسنة التي تليها في المستوى الثاني عشر، بهدف التركيز في المناهج القطرية على الكفايات والمهارات التي يكتسبها الطالب من عملية التعليم والتعلم.
من جهته، أشار السيد خالد الحرقان مدير هيئة التقييم، في المؤتمر الصحفي، إلى تعديل توزيع درجات الامتحان في العام الجديد، حيث منح الفصل الدراسي الأول 40 بالمائة والفصل الثاني 60 بالمائة من الدرجات الكلية.. لافتا إلى جاهزية المدارس الحكومية والخاصة للمشاركة في الاختبارات الدولية في العام الدراسي 2018/ 2019 خاصة اختبار “تيمس” في مادتي العلوم والرياضيات للصفوف الرابع والثامن، في شهري مارس وأبريل 2019.
أما السيد طارق عبدالله العبد الله مستشار الوزير لشؤون المدارس الخاصة، فأكد أن المدارس الخاصة تحقق التنوع في دولة قطر، مشيرا للترخيص لـ/11/ مدرسة وروضة خاصة للعام الدراسي الجديد توفر 4000 مقعد دراسي.. ولفت إلى أن الدولة طرحت قسائم لبناء مدارس توفر 6 آلاف مقعد دراسي، بينما سيتم كذلك طرح مبان لتأجير وتشغيل مدارس خاصة لتلبية الطلب المتزايد على التعليم.
وتوقع أن يتم خلال العام الدراسي الجديد 2018 /2019 تغطية 60 بالمائة من احتياجات القطاع الخاص من المدارس، وفقا للخطة الخمسية للمدارس الخاصة.
من جهته أكد السيد عبداللطيف النعيمي مدير إدارة الخدمات المشتركة بوزارة التعليم والتعليم العالي على الجاهزية لاستقبال العام الدراسي الجديد، مشيرا لتوزيع 2117 حافلة مدرسية مختلفة الأحجام على جميع المدارس، وتوفير 15 حافلة خاصة للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة وسيارات صغيرة حسب الاحتياج الفردي.
وأكد الدكتور خالد عبدالله العلي مدير هيئة التعليم العالي بالإنابة، أن مؤسسات التعليم العالي وصلت إلى 24 مؤسسة تعليم عال حكومية وخاصة، وقال إن عدد الطلبة المبتعثين وصل إلى 4821 طالبا وطالبة في مختلف التخصصات داخل قطر وخارجها، وأن برنامج ” طموح” للقطريين وغير القطريين يضم 387 طالبا وطالبة، وفق شروط محددة، مشيرا إلى أنه قد تمت زيادة مخصصاته المالية ومكافآته لاستقطاب الطلبة لمهنة التدريس.
ودعا السيد علي البوعينين مدير إدارة البعثات بالوزارة، مدير إدارة معادلة الشهادات بالإنابة، في المؤتمر الصحفي، الطلبة الراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية على النفقة الخاصة إلى ضرورة التأكد من اسم الجامعة ضمن القوائم المعتمدة من قبل الوزارة والموصى بها للموافقة المسبقة، مشيرا إلى أن قائمة التعليم عن بعد تضم 100 جامعة بإمكانهم التقديم إليها.