وكالات – بزنس كلاس:
ألقت الأزمة الدبلوماسية بين الرياض وأوتاوا بثقلها على 15 الف طالب سعودي مبتعث وأفراد أسرهم، وبدأ مئات الاطباء تحت التمرين حزم حقائبهم تمهيدا للعودة، في خطوة تنهي برنامجا يعود إلى 40 عاما لتدريب الاختصاصيين، بينما أبدى بعضهم قلقهم على مستقبلهم حيث تبدأ الدراسة في سبتمبر، مما أوجد مأزقا لوجستيا للطلاب. وذكر مسؤولون سعوديون للتلفزيون الرسمي أن أمر الإعادة يشمل نحو 12 ألف طالب .
وقال أمير عطاران أستاذ القانون والطب بجامعة أوتاوا إن طالبا سعوديا لا يعرفه طرق بابه وطلب مساعدته للبقاء في البلاد فرد عليه بالقول “ليس بوسعي شيء أفعله”. وقالت أسيل أمين من نادي الطلاب السعوديين في أوتاوا إن طلاب المملكة يشعرون بالقلق ويبحثون عن مزيد من التوجيهات من حكومتهم بشأن ما يتعين عليهم فعله.
وأضافت أن بعضهم يبحث عن كيفية فسخ عقود الشقق التي يسكنونها وبيع الأثاث وشراء تذاكر سفر. وعبرت وزارة التعليم السعودية على تويتر الثلاثاء عن أملها في أن يسرع الطلاب بإنهاء علاقاتهم بكندا ويتقدموا للحصول على تذكرة عودة إلى المملكة خلال شهر. وقالت الرابطة التي تمثل الأطباء المقيمين في كندا في بيان إن المغادرة القسرية للطلاب السعوديين “قد تكون لها عواقب سلبية للغاية” .
وقالت جيليان هوارد المتحدثة باسم منظمة يونيفرسيتي هيلث نتوورك التي تدير أربعة مستشفيات في كندا يعمل بها 86 طبيبا “سنضطر إلى تغطية أي نقص في الجدول إما بمتدربينا أو بأطبائنا”. وأضافت “سيكون الأمر منهكا لكن سيتعين علينا القيام به”.
وقالت فيرونيك فالي المسؤولة في جامعة أوتاوا لفرانس برس “همّنا الرئيسي هو صالح الطلاب”. وفي غرب كندا تمّ إبلاغ 150 طالبا سعوديا يدرسون الطب والهندسة في جامعة رجينا في ساسكاتشيوان أن أمامهم شهرا لمغادرة البلاد.
من جانبها، انتظرت نسيم خمس سنوات ليتم قبولها في برنامج للتعليم العالي في كندا، ولكن قبل سنتين على تخرّجها وتسلّمها شهادة الدكتوراه تعثّرت خطط الطالبة السعودية جرّاء الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت مؤخراً بين الرياض وأوتاوا. وبالنسبة الى نسيم هذا الأمر قد يعني أنها وزوجها الذي يدرس الطب في كندا لن يتمكنّا من استلام شهادتي تخرّجهما، وهي تشعر بضياع كبير كونها تركت السعودية مباشرة بعد وفاة والدها عام 2017 لمتابعة تحصيلها العلمي على بعد آلاف الأميال عن بلدها. تعيش نسيم، الأم لولدين، في تورنتو لكنها تحدّثت الى فرانس برس خلال زيارة عائلية الى الرياض حيث قالت “كل شيء قد انتهى”.
وأضافت “ما زال أمامي عامان من الدراسة لنيل الدكتوراه، وزوجي يحتاج لعامين كي يتخرّج كطبيب. كانت لدينا خطة مثالية، والآن قد نضطر لأن نبدأ من الصفر، لكن لن يكون بإمكاني ذلك. لا أستطيع فحسب”.
سميرة شابة سعودية تعيش تعقيدات مشابهة، فقد تزوجت في جدّة الثلاثاء غداة إعلان الاجراءات السعودية وكانت قد خطّطت للعيش في كندا الى جانب زوجها حتى ينتهي من دراسته. وخطّطت سميرة للسفر والعيش الى جانب زوجها في كندا حتى ينتهي من دراسته، لكنها خلال حفل الزفاف كانت تشعر “بالانكسار والخيبة” على حد تعبيرها. وقالت “كنت على وشك ان أترك حياتي لأذهب للعيش مع زوجي في كندا حيث يملك منزلا هناك. الآن لا اعرف الى اين سأذهب. كل خططنا تلاشت بقرار واحد، وقبل ان نتزوّج حتى”.
من جانبها، قالت محامية إن كندا أرجأت ترحيل طالب لجوء سعودي كان مقررا الأربعاء بعد أن طلبت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة وقتا لإعادة النظر في قضيته. وقالت آن كاستاجنر محامية الرجل السعودي، الذي عبر الحدود الكندية مع الولايات المتحدة هذا العام مع زوجته وابنيه، إن الأمر بترحيل موكلها صدر لأنه سحب طلب لجوء فرديا سابقا. وطلبت محاميته عدم نشر اسمه للحفاظ على سلامته. وحث خطاب من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة كندا على تأجيل ترحيل الرجل حتى تتمكن اللجنة من اتخاذ قرارها الخاص بشأن قضيته. ولم يدل متحدث باسم وزير السلامة العامة رالف جوديل، الذي يشرف على الهيئة التي تنفذ عمليات الترحيل، بتعليق على تفاصيل القضية لكنه قال إنه بشكل عام “تعطي كندا وقتا للجنة لإلقاء نظرة على القضية” عندما تطلب ذلك. وقالت كاستاجنر إنه سيكون من الغريب جدا على كندا عدم السماح للأمم المتحدة بمراجعة قضية أي شخص قبل ترحيله، لا سيما في ظل انتقاد كندا العلني لممارسات السعودية بشأن حقوق الإنسان.
من جهة أخرى، قال موقع “1130 نيوز” الكندي إن أكثر من 15 ألف طالب سعودي في كندا سيتأثرون سلبا بالقرارات السعودية الخاصة ونقل الموقع عن بيان لجامعة (يونيفرستي أوف بريتش كولومبيا) الكندية قوله إن الجامعة ستواصل دعمها للطلاب الذين “أمرتهم حكومة السعودية بقطع دراستهم في الجامعات الكندية” وأشار رئيس الجامعة “سانتا أونو” في البيان إلى أن هناك ما يقرب من 280 طالبا سعوديا يدرسون بالجامعة .