
لم يكن انضمام ماريا غراتسيا كيوري إلى دار ديور Dior ليمرّ مرور الصدفة. هذه المصممة كانت حريصة منذ البداية على أمرين:
الأول هو إظهار ما تتمتع به من كفاءة وإمكانيات لا حدود لها، تخوّلها البدء بمرحلة جديدة في تاريخ الدار الفرنسية العريقة.والثاني كان إصراها على أن تثبت للعالم، أن المرأة جديرة بأن تحقق الكثير في عالم لا يمنحها حقوقها الكاملة على أساس المساواة بالرجل.لهذا، كانت ماريا غراتسيا السبّاقة في إطلاق حركة الدفاع عن المرأة، التي عُرفت بـFeminism Movement.
ليس هذا فحسب، بل نجحت أيضاً في فرض بصمتها الخاصة على تصاميم ديور، وهذه التصاميم أصبحت اليوم من الملامح التي تشتهر بها الدار.
أمّا المثير للاهتمام، فهو أن ماريا غراتسيا لديها الكثير لتقدّمه بعد. لا يبدو أنها ستكتفي بما حققته من نجاحات حتى الآن، بل نراها تمضي قُدماً في إدخال المزيد من ملامح التجديد والتحديث إلى تصاميم ديور. والتجديد هذه المرة يتعلق بحقيبة Saddle الأيقونية التي صمّمها جون غاليانو سنة 1999 في إشارة إلى عالم الفروسيّة، مع شكل يوحي بسرج الحصان مزيّن بحرف D المطليّ بالذهب. وبعدما أصبحت تصميماً مرغوباً على الفور، اشتهرت حقيبة Saddle ذات غطاء قلاّب حول العالم بفضل العديد من الفنانات والمشاهير على غرار بيونسيه، إيل ماكفيرسون وسارة جيسيكا باركر في مسلسل “سكس أند ذا سيتي”.حقيبة مستوحاة من الرغبة في الحرّية!
في مجموعة الألبسة الجاهزة لخريف-شتاء 2018-2019، استمدّت المديرة الفنّية لـ”ديور” Dior الإلهام من فكرة البحث عن الأصالة والرغبة في تقويض القواعد الراسخة المتعارف عليها.
وهذه الحقائب بالتحديد مستوحاة من الرغبة في الحرّية ومن تراث الدار، على غرار حقيبة SADDLE الأيقونيّة ذات غطاء قلاّب، التي طُرحت للمرّة الأولى ضمن مجموعة الألبسة الجاهزة لموسم ربيع وصيف 2000.وقد أعيد تصميمها وفق إصدارين، من الجلد الأحاديّ اللون، بنمط “باتشوورك” مستوحى من السبعينيّات وتحمل عبارة “السلام والحب ديور” PEACE AND LOVE DIOR، ومن قماش “أوبليك” Oblique المزيّن بتسع قطع من التطريزات المرصّعة بالخرز الدقيق التي نُفّذت باليد بالكامل مع تصاميم بألوان ساطعة ومتباينة. أمّا الرباط العرقيّ الجديد، مع شراريب وقطع معدنيّة، فهو يسمح بحمل الحقيبة بشكل مائل لعدم تقييد الحركة والتعبير عن النفس.
تقول ماريا غراتسيا عن الحقيبة الجديدة: “اعتقدت أنّ هذه المجموعة ستشكّل فرصة لإعادة إحياء جمالها الأزليّ.
وأرى أنّ هذه الأيقونة من تاريخ الدار الحديث هي الأكسسوار المثاليّ للتعامل مع الحياة اليوميّة. وبالفعل فإنّ حقيبة Saddle ذات غطاء قلاّب هي حقيبة تُحمل بالطريقة نفسها التي نرتدي بها القميص أو السترة، وهي مريحة للغاية مع رباطها الطويل الذي تكادين تنسين وجوده. كما أنّ حقيبة Saddle ذات غطاء قلاّب عمليّة أيضاً لأنّها تسمح لك بحمل كلّ ما تحتاجين إليه. لهذا السبب أردتها أن تكون أكبر وأكثر متانة، لكنّني أردتها أن تكون أيضاً مفعمة بالألوان، ومطرّزة أو مع شراريب مزيّنة بالخرز، لأنّها تتكيّف مع كافة الظروف على غرار الحرباء”.