العارضات السمراوات يدخلن عالم الموضة من بابه العريض.. فهل يكون هذا ردّهن على العنصرية

 

في ظلّ الثورات والانتفاضات داخل المجتمعات، لم يكن عالم الموضة بمنأى عمّا يحصل: We are all Feminist ظهرت على منصّات العرض مع أهمّ دور الأزياء. تلك النهضة الكبيرة أرادت أن تقول للجميع أن المرأة لها الدور الأوّل والأخير.
حركة الدفاع عن المرأة استهلكت كل الطرق والأساليب ليصل صوتها حيث هدفت في المرحلة الأولى إلى إلغاء كلّ عناصر التمييز من حيث لون البشرة وصولاً إلى دخول العارضات المحجّبات إلى المنصّات من الباب العريض وبات لهنّ مكانة قوّية ومهمّة.

شانيل تقول كلمتهاخبّأ كارل لاغرفيلد المفاجأة الأكبر خلال عرض الهوت كوتور إلى النهاية حيث أطلّت عروسه ذات البشرة السمراء Alek Wek بفستانٍ باللون الأخضر الفاتح. لكنه ليس الفستان بل العارضة بنفسها التي شكّلت نقطة تحوّل كبيرة في ختام عرض شانيل حيث أوصل لاغرفيلد رسالته بوضوح الى جميع المعنييّن بأنه حان الوقت لنضع حدّاً لهذه العنصرية التي بدأت تسحب عالم الموضة نحو الأسفل وإلى الانهيار شيئاً فشيئاً.
لكن ماذا عن باقي الأسماء الكبيرة والعريقة في عالم الموضة: هل حاولت أن تقوم بأي شيء في وجه هذا التمييز؟

بيربيري تعود للجذور الأفريقية
شكّل ظهور العارضة السمراء أدواه ابوه في الحملة الجديدة الإعلانية لدار بيربيري Burberry ضجّة كبيرة: كيف لهذه الدار البريطانية أن تختار عارضة سمراء اللون؟ ربّما بيربيري لم تنظر إلى هذا الجانب بل نظرت بعين القوّة والتأثير الذي تتركه أدواه عند جميع من يحبّها وكيف يمكن أن يؤثّر ذلك في أرباح الشركة.
لكن ما قامت به بيربيري في جلسة التصوير الخاصّة بالحملة كان وقعه أكبر حيث ظهرت أدواه مع أفرادٍ من عائلتها ذات الجذور الأفريقية بأزياءٍ من بيربيري وبطابعٍ أفريقي، حيث وضعن لفّة التوربان على رؤوسهن وارتدين الفساتين بالستايل الأفريقي البسيط.
ربّما لم نعتد أن نرى بيربيري تروّج لنفسها بهذه الطريقة؛ لكن ألم نملّ من الإعلانات الفخمة والمزيّفة؟

 

ويني هارلو مع Tommy Hilfigerلا يمكن أن ننكر هذا السحر الذي تتركه العارضة ويني هارلو التي تعاني من مرض البهاق، في كلّ مرّة تكون فيها على السجادة الحمراء. لكن هذا المزيج بين مرضها ولون بشرتها جعلا منها اليوم الوجه الجديد لعلامة Tommy Hilfiger إلى جانب هايلي بالدوين.
بعدما كانت جيجي حديد السفيرة الخاصّة لهذه العلامة لفترة طويلة من الوقت، رأت علامة Tommy Hilfiger أنه لا بدّ من بعض التغيير أو حتى عكس صورة المجتمع الأميركي الى الخارج؛ أوليس هذا هو التعايش بين أصحاب البشرة البيضاء والسمراء؟
كأن هايلي وويني شكّلتا صورة نمطية ناجحة للحياة المثالية التي يطمح الجميع إليها خاصّة دور الأزياء والماركات التي بدأت تغيّر استراتيجية عملها نحو فتح الأبواب للوجوه الجديدة وذوات البشرة السمراء اللواتي لم يحظين حتى اليوم بفرصةٍ لإثبات أنفسهن.

 

ربّما هو الوقت المناسب الذي بدأت فيه الموضة تتحوّل وتخرج من القوقعة الذاتية والنمطية التي علقت بها منذ فترةٍ بعيدة!

Previous post
النجمات يحتفين مع بياجيه ومجوهراتهن تخطف الأضواء
Next post
عندما يتحوّل خاتم الخطوبة إلى قصّة تشغل بال روّاد الإنترنت