ترك رجل البوب أو صاحب القفاز الأبيض، المغني الأمريكي مايكل جاكسون صوراً عديدة في ذاكرة من يعرفه، فمنهم من يتذكره كالطفل الموهوب في فرقة “جاكسون 5” ومنهم من يخلده كصاحب رقصة “مون ووك” المشهورة.
ومع تنوع الصور المحفورة في ذاكرة محبيه، قرر معرض الصور الوطنية في لندن الابتعاد عن فكرة تخليد صورة مثالية لفنان الهيب هوب، وافتتاح معرض بعنوان “مايكل جاكسون: على الجدار”، لاستقبال الرسوم التي تحتضن الانطباعات المختلفة التي خلدها جاكسون في ذاكرة الفنانين المعاصرين.
وقال مدير المعرض الوطني والمشرف على المشروع، نيكولاس كولينان، إن “فكرة مايكل جاكسون كموضوع جذبت العديد من الفنانين، ولكن المعرض لا يجسد السيرة الذاتية للفنان الراحل، بل ينظر إليه من عدسة الفن المعاصر”.
ومن ضمن الـ48 فناناً الذين عملوا على المشروع، تمكن فقط القليل منهم من معرفة شخصية جاكسون، حيث وضعت رسمات أندي وارهول، مغني الهيب هوب تحت خانة الرموز الثقافية الأسطورية، الشبيهة بإليزابيث تايلور ومارلين مونرو، بينما شبهه الرسام ديفيد لاشابيل بشخصيات توراتية مثل “رئيس الملائكة، ميخائيل.”
وقد رسمه آخرون بريشة ذكريات طفولتهم، حيث شاركت الرسامة البريطانية، داون ميلور بمجموعة من الرسمات التي عملت عليها في صغرها، بينما دون غراهام دولفين كلمات جاكسون الكاملة من ألبوم “أوف ذا وال” و”ثريلير”.
وركزت بعض اللوحات على نظرة جاكسون الشخصية لنفسه، إذ كانت “صورة الفروسية للملك فيليب الثاني (مايكل جاكسون)، التي رسمها كهينيد وايلي من ضمن آخر اللوحات التي فوضها جاكسون قبل وفاته.
ولم تكن جميع اللوحات مرسومة من وحي الذكريات أو المعرفة الشخصية فحسب، بل جسدت لوحة الفنان الأمريكي، جوردان ولفسون، الجانب المظلم من ذكرى جاكسون في لوحته “نيفرلاند”، من خلال التركيز على رسم أعين جاكسون، الذي كان يحارب تهم التحرش بالأطفال التي وجهت ضده.
ويتمنى كولينان أن يتمكن الزوار من رؤية الأوجه المختلفة لجاكسون من خلال المعرض ، حيث قال إن “الفكرة الرئيسية تتمحور حول إمكانية أن يعني أحد الأشخاص الكثير من الأشياء لجميع الأشخاص الأخرين”، مضيفاً: “من المهم أن يعرف الناس أن الفكرة التي أحملها عن مايكل جاكسون قد لا تكون بالضرورة خاطئة أو صحيحة، فقط لأنها مختلفة عن نظرة أي شخص آخر”.