يأمل المنتخب الفرنسي في تكرار ما أنجزه بمونديال 1998 والظفر بكأس العالم للمرة الثانية بتاريخه، بعدما باءت كل المحاولات السابقة بالفشل في معانقة اللقب منذ ذلك الحين وأبرزها نهائي نسخة 2006 ضد إيطاليا بقيادة مارتشيلو ليبّي.
الديكة الفرنسية وصلت إلى نصف نهائي كأس العالم في ست مناسبات، فشلت بالثلاث الأولى بنسخ 1958، 1982، 1986 للوصول للمشهد الختامي، لكنها تداركت الأمر ووصلت إلى النهائي بالمرات الثلاث اللاحقة بنسخ 1998، 2006، وأخيرًا 2018، وللحُكّام كلمتهم بثلاثتهم.
الحكم الدولي المغربي السابق سعيد بلقوله أدار اللقاء النهائي لمونديال 1998 والذي جمع بين فرنسا والبرازيل وانتهى بفوز الفريق الأوروبي بلقبه الأوحد عن طريق زيدان وإيمانويل بيتي، في بطولة رائعة لكليهما، الفرنسيين والرجل المغربي والذي يبدو أن العلاقة الوطيدة بين الجنوب الأوروبي والشمال الأفريقي قد أثمرت عن نبتة تاريخية لزملاء فابيان بارتيز.
ما يثير قلق كتيبة ديديه ديشامب هو تعيين الحكم الأرجنتيني نيستور بيتانا لإدارة المباراة النهائية ضد كرواتيا الأحد المقبل، فرغم أن نيستور كان حكمًا لموقعة فرنسا – الأوروغواي بربع النهائي وهو فأل حسنٌ، إلا أن التاريخ لم يكن بقدر التفاؤل ذاته والسبب هو الأرجنتيني الآخر هوراسيو إليزوندو.
فنيستور بيتانا أصبح ثاني حكم بتاريخ كأس العالم يقوم بإدارة المباراة الافتتاحية والختامية بالنسخة ذاتها من البطولة، بعد مواطنه هوارسيو إليزوندو والذي أشرف على مباراة الافتتاح بمونديال ألمانيا 2006 بين المانشافت وكوستاريكا، ومن ثم عاود الكرّة بنهائي الملعب الأولمبي ببرلين والذي شهد طرد زيدان وتتويج إيطاليا باللقب.
وبعيدًا عن ذلك، فإن بيتانا هو نفسه الحكم الذي أدار مباراة فرنسا وألمانيا بربع نهائي مونديال البرازيل 2014 والتي شهدت إقصاء الديكة بهدف ماتس هوملز، الأمر الذي سيجعل من الرجل الأرجنتيني خصمًا يُثقل كاهل الفرنسيين ضد الكروات.
بيتانا مدرب اللياقة البدنية والذي يبلغ من العمر43 عامًا، كان قد حصل على الشارة الدولية عام 2010، وأشرف على إدارة 4 مباريات بهذه النسخة من كأس العالم، روسيا والسعودية بالافتتاح، ثم السويد والمكسيك بمرحلة المجموعات، إضافة إلى مواجهتي ربع وثمن النهائي على الترتيب (فرنسا والأوروغواي، كرواتيا والدنمارك)، الخامسة ستكون النهائي المرتقب بين فرنسا وكرواتيا.
وبعد اشتراكه في تحكيم 4 مباريات بمونديال 2014، سيصبح بيتانا الحكم الأرجنتيني الثاني في تاريخ كأس العالم، والذي يشارك بنسختين مختلفتين بعد مواطنه نوربيرتو كويريزا بنسختي 1970، 1978.
ورغم كون الأرقام والمفارقات مجرد حصر للتاريخ ولا تستلزم نتيجة بعينها، إلا أنها قد تكون عامل ضغط بكثير من الأوقات بالنسبة لبعض الحالات كالعقدة الإيطالية للألمان على سبيل المثال، لاعبون أمثال بوغبا، فاران، جيرو، غريزمان، وماتودي كانوا حاضرين بمونديال 2014 والإقصاء ضد ألمانيا بحضرة بيتانا، وبالمناسبة هم الوحيدون المتبقيون من قائمة فرنسا التي شاركت حينئذ، خبراتهم حتمًا ستكون عامل حسم، لكن للتاريخ والماضي تأثير لا يُستهان به.