فرنسا وبلجيكا.. الدفاع خير وسيلة للمونديال

 

هكذا هي المباريات النهائية، مغلقة ومتحفظة، وأحيانا مملة، ومن نصف فرصة يمكنك أن تعبر. هذا ما فعلته فرنسا أمام بلجيكا، من خلال إغلاق الدفاع أولا، وتقليل الفراغات أمام النجوم، ومن ثم البحث عن هدف، بواسطة المرتدة السريعة أو الركنية الخاطفة.

 

– تشكيلة الفريقينبدأ ديديه ديشامب برسمه المفضل 4-2-3-1 بعد عودة ماتويدي من الإيقاف، ليشارك على اليسار بالقرب من بوجبا وكانتي في الارتكاز، وتمركز مبابي على اليمين، على مقربة من جريزمان في المركز 10، وفي الهجوم أوليفيه جيرو، مع الحفاظ على رباعي الدفاع بقيادة هيرنانديز، أومتيتي، فاران، وبافارد.
أما روبرتو مارتينيز فلعب برسم مزيج بين 4-3-3 و 3-4-2-1، بعد غياب توماس مونييه للإيقاف، ليبدأ بفيرتونخين، كومباني، ألدرفيلد، ناصر الشادلي في الدفاع، وفي المنتصف كلا من فيتسيل، موسى ديمبلي، ومروان فيلايني، مع تمركز دي بروين على اليمين، وهازارد يسارا، وفي العمق لوكاكو كرأس حربة صريح.

المختار بداية مميزة جدا من بلجيكا، بسبب سوء تمركز هجوم بلجيكا، الثلاثي قريب جدا من بعضه وبالعمق، بالتالي كان الخروج بالكرة من الخلف سهل وميسر.
بنهاية الشوط فرنسا دخلت المباراة، خصوصا جريزمان بسبب عودته خطوات للخلف، ودخول مبابي للعمق، قريب من 4-3-1-2.#فرنسا_بلجيكا

– بداية بلجيكية وعودة فرنسية
دخلت بلجيكا المباراة بشكل أفضل، نتيجة تحركات دي بروين المثالية بين العمق والأطراف، وعودة هجوم فرنسا إلى الخلف دون مبرر، ليصعد الدفاع البلجيكي بالكرة من دون خوف، ويقترب الوسط من ثلاثي الهجوم في نصف ملعب الديوك، لذلك حصل هازارد على أكثر من فرصة، نتيجة تركيز اللعب البلجيكي على اليمين، بوضع بروين وفيلايني، من أجل خلق الفراغ لهازارد باليسار، وكان الفريق قريب بشدة من التسجيل، لولا تألق الحارس لوريس.
عدل ديشامب من أوراقه قبل نهاية الشوط الأول، بدخول جريزمان أكثر للعمق، كلاعب وسط إضافي بالقرب من بوجبا، وتحول ماتويدي لليسار تماما، لإيقاف حركة دي بروين ومحاصرته رفقة لوكاس، خصوصا مع قلة انطلاقات الشادلي هجوميا. ونجحت الخطة الفرنسية نتيجة تألق جريزمان في الاحتفاظ بالكرة، ودخول مبابي للعمق بجوار جيرو، لينتقل الضغط إلى نصف ملعب فرنسا، مع انخفاض واضح في مستوى بعض لاعبي بلجيكا كموسى ديمبلي بالمنتصف، ولوكاكو بالأمام.
سجلت فرنسا في بداية الشوط الثاني، وكالعادة من ركنية وضربة ثابتة، وكأن هذه اللعبة هي الأشهر في مونديال روسيا، لينجح أومتيتي في الارتقاء قبل الجميع ويضع الكرة في الشباك. وخرجت بلجيكا من المباراة مؤقتا بعد التأخر في النتيجة، نتيجة سوء تمركز ديمبلي في المنتصف، وفشله في مساندة فيرتونخين، ليحصل مبابي على الحرية الكاملة، ويجد مساحات كبيرة للاستلام أثناء التحولات، ليكون هو التهديد الأول على مرمى بلجيكا.

– التغييرات تحولت بلجيكا إلى 4-2-3-1 سريعا، بدخول ميرتينز مكان ديمبلي، وتواجد دي بروين كمحور ارتكاز مساند بالقرب من فيتسيل، وتواجد فيلايني بالمركز 10 على مقربة من لوكاكو، للاستفادة من العرضيات يمينا ويسارا. ثم قام المدرب بإخراج فيلايني ودخول كاراسكو، مع دخول هازارد للداخل، خلف ارتكاز فرنسا وأمام دفاعه.
استحق بوجبا ثناء كبير من الجميع، لأنه قام بدور دفاعي ممتاز، سواء عند رقابة فيلايني أو هازارد في النهاية، أما مارتينيز فبالغ في الاعتماد على العرضيات، بوضع مروان فيلايني قريبا من المرمى، وإبعاد نجميه هازارد ودي بروين، الأول على اليسار، والثاني كلاعب وسط مساند.
أما ديشامب فقرر إغلاق دفاعه ووسطه، بإشراك نزونزي وتوليسو مكان جيرو وماتويدي، ليتحول إلى 4-4-2 الدفاعية، بوضع رباعي وسط أمام رباعي الدفاع، والاكتفاء فقط بالثنائي جريزمان ومبابي بالهجوم، ليستمر الهجوم البلجيكي ويتألق الدفاع الفرنسي، حتى إطلاق الحكم صافرته معلنا صعود الديوك إلى النهائي، في انتظار إنجلترا أو كرواتيا.

السابق
5 دروس مستفادة من فوز فرنسا على بلجيكا
التالي
كريستيانو رونالدو.. بين الخيانة وكتابة التاريخ