وزير الطاقة والصناعة: العالم يرى ما يمكن أن تفعله الدوحة بفضل مرونتها والتزامها

صالح الشرقي: البضائع التركية ذات جودة عالية وبأسعار منافسة
الجيدة: أكبر مهمة لنا كقطريين خلال الحصار هي الحفاظ على الاقتصاد
رجل أعمال تركي: قطر رحبت باهتمام بالغ بالشركات التركية وشراكاتنا إستراتيجية

أكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة أن قطر نجحت في تجاوز الحصار بفضل جملة من الإجراءات التي اتخذتها. وقال سعادته لـ”رويترز”: “نريد أن يرى العالم ما يمكن أن تفعله الدوحة بفضل مرونتها والتزامها، مضيفاً “إن القلق الوحيد الذي أجده هو أن فريقنا قد لا يفوز بكأس العالم (2022)”.

وقامت رويترز بإعداد استطلاع أكدت فيه أن الدوحة تجاوزت تداعيات الأزمة الخليجية التي ألقت بمخاوف اقتصادية وسياسية على مصير المنطقة بصفة عامة والدوحة بصفة خاصة.. ورصدت الوكالة آراء عدد من رجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الدول الذين أكدوا أهمية السوق القطرية، وأشادوا بالتسهيلات الممنوحة في مجال الاستثمار وبناء الأعمال في الدوحة.
وبيّن الاستطلاع أن دول الحصار قامت بقطع العلاقات الاقتصادية مع الدوحة قصد تضييق الخناق عليها ونبذها من المجال الدولي الحيوي، فقبل عام عطلت السعودية والإمارات والبحرين ومصر المجال الجوي والبحري الذي يربطها بقطر، حيث أربك الحصار طرق الشحن في منطقة الخليج وأوقفت الرياض الواردات عبر حدودها البرية الوحيدة مع الدوحة التي كانت في السابق الطريق المؤدي إلى تزويدها بالمواد الغذائية ومواد البناء وغيرها.
فتح أسواق وشراكات
وأقر الاستطلاع بأن قطر تمكنت من تجاوز التداعيات المفروضة عليها ووجدت لها شركاء بديلين فتحت معهم أبواباً للتجارة والاستثمار. كما عقدت دولة قطر مجموعة من الاتفاقيات المشتركة وشجعت على التعاون في عدد من المجالات مع العديد من البلدان. وبفضل ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي وقدراتها الدبلوماسية والاقتصادية نجحت الدوحة في تكوين صداقات جديدة والتعامل مع عدد من الشركات والمؤسسات العالمية من دول حليفة وصديقة.
وسرد رجل أعمال تركي لـ”رويترز” قصة حضوره إلى الدوحة من أجل البحث عن فرص استثمار جديدة خارج رقعته التجارية المعتادة. وقالت: يبدو أن المهمة ستؤتي ثمارها بشكل جيد، حيث يتوقع صاحب المشروع التركي الفوز بعقد أول للمساعدة في بناء أحد الملاعب الرائعة لكأس العالم 2022.
وقال رجل الأعمال التركي لرويترز، وهو يقوم بإجراء مقابلات لانتداب مهندسين لتوظيفهم بمكتبه الجديد بالدوحة: “بعد الحصار رحبت الدوحة بالشركات التركية بشكل مهم للغاية”. وستوقع الشركة التركية عقداً لتجهيز ملعب لوسيل، حيث ستجري المباراة النهائية لنهائيات كأس العالم 2022. وتعتبر تركيا من أهم الدول التي تعاونت مع الدوحة في جميع المجالات أثناء الحصار، حيث وقفت أنقرة إلى جانب الدوحة وكانت حليفاً استراتيجياً لها.
و نقلت رويترز عن جوزيف أبراهام، الرئيس التنفيذي للبنك التجاري في قطر، قوله إن العديد من المقاولين الأتراك مهتمون بالمشاريع الوطنية في الوقت الذي تمضي فيه قطر قدما في إنجاز البنية التحتية لمونديال 2022. حيث تستمر عمليات مشاريع البناء الضخمة الجارية لإحياء المناسبة الرياضية العالمية، ويجري بناء سبعة ملاعب جديدة، إلى جانب مجموعة من مشاريع البنى التحتية الأخرى. وصرح أحد مديري البناء في أحد المشاريع بأن الدوحة تستمر في استيراد مواد البناء الخاصة بمشاريع البنى التحتية من مجموعة من البلدان على سبيل المثال، تستورد الأسفلت والخرسانة من سلطنة عمان بدلاً من الإمارات. وتلافت الدوحة بسرعة النقص في مواد البناء، بعد أن انتشرت في المراحل الأولى للحصار شائعات حول النقص الحاد في المنتجات الأساسية لاستكمال المشاريع.

تجاوز الحصار
وذكرت الوكالة أنه عندما اختفت منتجات دول الحصار من الألبان والحليب الطازج والبيض وغيرها من السلع من المتاجر، قامت الدوحة بنقل أكثر من 3000 بقرة على متن شركة الخطوط الجوية القطرية والبيض المستورد من سلطنة عمان، التي أبقت على طريقها البحري مفتوحاً مع قطر عندما أوقفت دبي الشحنات إليها.
والآن يمكن أن تجد في مراكز التسوق في الدوحة بضائع عمانية وتركية وأوروبية وغيرها.

وقال صالح بن حمد الشرقي، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة قطر لرويترز: “إن السوق التركي مهم جداً بالنسبة لنا”. “إنها قريبة جغرافياً ولديها بضائع ذات جودة عالية وبأسعار منافسة”.

وأوضحت الوكالة أن الواردات من تركيا ارتفعت بين يونيو وديسمبر 2017 إلى 523 مليون دولار، بزيادة 48.2 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ومن سلطنة عمان قفزت الواردات بنسبة 150 في المائة ووصلت إلى 575 مليون دولار، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي. وارتفعت الواردات من الهند بنسبة 54.6 في المائة لتصل إلى 1.06 مليار دولار، ومن إيران 63 في المائة لتصل إلى 69 مليون دولار.

وبيّنت رويترز أن الاقتصاد القطري تجاوز الحصار الذي طال أمده، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة 2.6 في المائة هذا العام ويقترب من 3 في المائة في عام 2019، وفقاً لوزارة المالية. كما استغلت قطر وهي أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم صندوق ثروتها السيادية الهائل الذي يقدر بحوالي 320 مليار دولار من الأصول لحماية بنوكها وعملتها بعد أن سحبت دول الحصار ودائعها.
ونقلت رويترز عن يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، أن أكبر مهمة لنا كقطريين خلال الحصار هي الحفاظ على الاقتصاد.
كما يقول المسؤولون القطريون إن الأزمة كانت بمثابة دعوة للاستيقاظ للبلد البالغ عدد سكانه 2.7 مليون نسمة ليصبح أكثر اعتماداً على الذات وتنويع موارده.
السابق
قطر تدعو إلى وضع استراتيجية لحماية المدنيين من الأعمال الفظيعة
التالي
ألمانيا تعاقب عضوين في جهازها الفني بعد إشكال السويد