نفذتها طالبة بقسم الإعلام بجامعة قطر
* أصحاب الحلال تكبدوا خسائر فادحة جراء الإجراءات اللإنسانية
* د. المنشاوي لـ الشرق: عدد كبير من الإبل نفقت وخسائر مادية كبيرة لأصحابها
* 15 ألفاً من الإبل دخلت قطر وأخرى ضلت الطريق
استعرض بحث قدمته طالبة من كلية الإعلام بجامعة قطر الانتهاكات التي قامت بها دول الحصار على الإبل “حلال قطر”. وقد وثقت هذه الدراسة التجاوزات اللإنسانية، والتي تخطت الأعراف والتقاليد والدين الإسلامي الحنيف، وقد طالت الحيوانات التي وجب علينا حمايتها وعدم تركها بلا طعام أو شراب.
وقد تناول البحث الذي أشرفت عليه الدكتورة شيرين عبدالعزيز المنشاوي، أستاذ مشارك بقسم العلوم الإنسانية بكلية الإعلام بجامعة قطر، أثر الحصار على الإبل، كما استعرض البحث أهمية الإبل عند العرب قديما وحديثا وعلاقتها بتاريخ الجزيرة العربية. وقد بينت النتائج أن أهل قطر قد تكبدوا خسائر فادحة، سواء من جراء الإجراءات اللاإنسانية التي قامت بها دول الحصار تجاه الإبل، حيث أطلقتها تواجه مصيرها المحتوم.
وقد أكدت الدراسة أن أعدادا كبيرة جدا من الإبل قد نفقت، هذا إلى جانب التكلفة المادية الكبيرة التي تحملها أصحاب الإبل، حيث من خلال نقلها بشاحنات أو استئجار المزيد من الأشخاص للمشي معها في الصحراء، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة من جراء نقلها من السعودية إلى الكويت ومن ثم إلى قطر.
وقد وثق البحث الذي نفذته الطالبة م . المري مراحل المعاناة التي تكبدها أهل قطر في سبيل نقل إبلهم منذ أن بدأ الحصار على قطر في الخامس من يونيو الماضي وحتى الآن، وقد بينت النتائج أن الطريقة التي تم التعامل بها مع الحيوانات تخالف المواثيق والأعراف الدولية المخصصة لرعاية الحيوانات وأيضا تخالف الشريعة الإسلامية التي توكد على رعاية الحيوان والاهتمام به وعدم إطلاقه بالصحراء بلا ماء أو طعام، هذا إلى جانب الأضرار المعنوية والمادية الكبيرة التي لحقت بأصحاب الإبل، وقد وثق البحث كل هذه التفاصيل ليبقى كوثيقة توكد وتحفظ انتهاكات وتجاوزات دول الحصار وخرقها لكل الأعراف الإنسانية والدينية؛ حتى تعرف الأجيال أن الحيوانات لم تسلم من ظلمهم.
وقد تناول الفصل الأول من البحث أهمية الإبل التاريخية في شبه الجزيرة العربية وقسمته إلى عدة مراحل، الأولى: لمحة عن الإبل عبر مراحل التاريخ، ثم الإبل في حياة العرب، ثم الإبل في القرآن الكريم، وذكر الإبل في الأحاديث، وفؤائد الإبل، ويتناول الفصل الثاني ووثق لما تعرضت له الإبل وأهلها في ظلل الحصار من خلال المقابلات مع بعض أصحاب الإبل مع التحقق بمقارنة المصادر مع بعضها البعض.
مراحل استرجاع الإبل إلى قطر
كما سلط البحث مراحل استرجاع الإبل إلى قطر، وقد كانت على عدة مراحل، المرحلة الأولى تتكون من أربعة أجزاء، الجزء الأول سير الإبل من الأراضي السعودية إلى الحدود القطرية والجزء الثاني انتظار الإبل على حدود الجانب السعودي والجزء الثالث فتح المعبر الحدودي لعبور الإبل إلى الجانب القطري والجزء الرابع التوجيهات القطرية لتوفير المياه والأعلاف للإبل وتتناول المرحلة الثانية نقل الإبل عبر الإمارات، أما المرحلة الثالثة نقل الإبل بالسفن عن طريق الكويت، ومن خلال دراسة توثيقية وتحليلية تضمنها البحث فقد بين التحركات القطرية العاجلة لمساعدة أهل الإبل على الحدود القطرية وتوفير المياه والأعلاف وسرعة تخصيص الأراضي لهم، وتخصيص بواخر لجلب الإبل العالقة في الكويت على نفقته الخاصة، كما تطرقت الدراسة إلى الخسائر التي تكلف بها أصحاب الإبل لجلبها من الكويت والإمارات. وقدمت عرضا يبين تناقض دول الحصار مع حقوق الحيوان.
وأشارت الطالبة التي أعدت البحث أنها بينت أهمية الإبل عند أهل الجزيرة العربية والمنطقة ككل وعلاقة الإبل بموروثاتنا الثقافية والدينية وبيان عواقب الحصار على الحيوانات كالإبل والغنم وأيضا أثر ذلك على مشاعر الناس وتأثرهم بضياع جزء من تراثهم وتاريخهم وأموالهم.
وأكدت الطالبة أن نشأة الإبل تعود إلى العصور الحجرية، وذلك بحسب ما عثر عليه المنقبون التاريخيون، حيث تم العثور على عظام تعود لسبعين ألف سنة إلى الوراء، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الإبل في أكثر من موضع في كتابه العزيز وقد سخرها لخدمة الإنسان.
أضرار جسيمة لحقت بالإبل
وقالت الدكتورة شيرين عبدالعزيز المنشاوي أستاذ مشارك بقسم العلوم الإنسانية بكلية الإعلام بجامعة قطر لـ الشرق، أن هذا البحث يوثق انتهاكات الحصار لحلال قطر، ولكن هذه المرة يتناول أثر الحصار على الحيوانات، وليس على السكان؛ لأنها لم تسلم من الظلم وأن دول الحصار فرضت حصار على الإبل، حيث إن الجمال كانت في منطقة الإحساء وقامت السلطات السعودية بإطلاقها وقاموا بضربها، حيث تضررت جدا من جراء هذه المعاملة السيئة ومنها من تكسرت إقدامها، وكما أن أمهات الجمال أضاعت جمالها الصغيرة والكثير منهم نفقت في عرض الصحراء وتفرقت الجمال واختلطت قطعانها مع بعض وعند وصولها إلى قطر لم يعد معروفا كل جمل من صاحبه، وقد تم ترك الجمال بدرجة حرارة عالية بدون طعام أو شراب، وقد نشبت حالة من الخوف والذعر بين صفوف الجمال، حيث أدى هذا الشعور إلى ثوران الجمال وخروجها عن المألوف، بعد أن وصلت إلى الحدود القطرية.
وقالت إن هذا البحث يوثق بالصور لما حدث لحلال أهل قطر من جراء الحصار الجائر الذي لم يراع لا إنسانا ولا حيوانا ولم يراعِ حرمة الإبل التي ذكرت بالقرآن الكريم، حيث إن الله سبحانه وتعالى جعل فيها عظة وعبرة لنتفكر في خلق الله عز وجل، فقد تم تعذيبها من قبل دول الحصار و لم تراعِ حرمتها.
وقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعدم تعذيب الإبل وعدم إرهاقها، وهذا ما حصل من قبل دول الحصار بدلا من أن ترفق بالحيوان فقد عذبتها حتى نفقت.
وقالت إن البحث توثيق لما حدث، وقد بينت النتائج أن الأعداد التي دخلت إلى قطر ليست نفس الإبل التي كانت موجودة في السعودية فقد وصل حوالي 15 ألف من الإبل وهناك الكثير من الإبل التي ضلت الطريق، ومنها من نفق في الصحراء، وقد فقد أصحاب الإبل ثروة وتجارة كانت قائمة، وبالتالي تعرضوا لخسائر فادحة، حيث وصل سعر الناقة الواحدة لــ 100 ألف ريال، وهنا يمكن أن ندرك حجم الخسائر الفادحة التي تعرض لها ملاك الحلال، ويوثق البحث كيف تم التعامل مع حصار الحيوانات وكيف تم الزج بها إلى الأزمة السياسية. وقد تم الثار من الحيوان بطريقة قاسية جدا.