بأمر ملكي: رئيس هيئة الترفيه السعودية ضحية الضغوط الشعبية..

المملكة دولة “علمانية” بتوجيهات إماراتية…

نبه كثير من المراقبين في الآونة الأخيرة من تزايد الغضب الشعبي في السعودية نتيجة الانفتاح غير المحسوب الذي ترغب المملكة في فرضه دون تقيم حالة المجتمع المحافظ والمتمسك بعاداته وتقاليده، هذه الضغوط الشعبية التي ما فتئت تتسع يومياً بعد يوم على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة بلجم الانحدار الأخلاقي في الحفلات والمهرجانات التي تجلب الراقصات والمغنيات من شتى أسقاع الأرض بحجة نشر الانفتاح والوعي الحضاري، إلا أن الشارع السعودي لم يرى فيها إلا إساءة للسعودية والسعوديين…

ضغوط شعبية تزداد يومياً، ولعل ما حصل من تجاوزات في فعالية السيرك بالرياض في الفترة الماضية، وما صاحب ذلك من ظهور لبعض لاعبات السيرك بلباس غير لائق، فجر موجة غضب غير مسبوقة ذهب ضحيتها اليوم أحمد الخطيب الذي أعفي بقرار ملكي من رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، بحسب ما أوردته وسائل الإعلام…

بيد أن هذا القرار لم يطفئ شعلة الاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي وتويتر خاصة، حيث تفاعل مغردون سعوديون مع القرار الملكي، مشيرين إلى أن القضية ليست قضية أحمد الخطيب بشخصه ومكانه، وإنما الحبكة في التوجيه والإرشاد السيادي الذي أمر بفتح أبواب المملكة مشرعة أمام الانحدار الأخلاقي الغير مراقب لأهداف بعضها معلوم وكثيرها مجهول…

بعض المراقبين رأوا في هذا الانفتاح السعودي رغبة القيادة في تبيض صورة المملكة أمام الغرب وبأن عصر العادات والتقاليد والمحافظة المجتمعية قد انتهى، فالسعودية اليوم هي دولة جديدة متقبلة للآخر بغض النظر عن سلوكه وتصرفاته المناقضة للشارع والمجتمع الإسلامي المحافظ…

إلا أن آخرون ذهبوا إلى أبعد من ذلك ورموا الكرة في ملعب أبوظبي التي أصبحت اليوم الآمر الناهي فيما يخص التغيرات الجذرية التي تشهدها السعودية، متهمين الإمارات في جرجرة المملكة وراءها إلى ذات المشهد السائد في شوارع دبي، الأمر الذي يعتبر خطاً أحمراً لكثير من السعوديين المنادين بعقلية الوسطية دون الاتباع الأعمى…  وهنا لا بد من الإشارة لتصريح يوسف العتيبة السفير الإماراتي في واشنطن الذي دعا صراحة وعلانية إلى إقامة دولة “علمانية” في السعودية بجانب دول أخرى…

وفي تلك الخطوط الحمراء اجتماعياً يبدو بأن الرياض قد تجاوزت وامتدت وتمادت في نظر الشارع السعودي، فلا في اقصاء الخطيب ماء لتهدئة الغضب ولا في الحفلات والرقص والغناء صورة تجميلة للسعودية عند الغرب، وفي كلا الحالتين لا يدري المواطن السعودي المنهك اقتصادياً إلى أين تسير المركب…

يقول الشيخ سعود الشريم  إمام وخطيب الحرم المكي في تغريدة له بعد ظهور لاعبات السيرك عاريات وبلباس غير لائق في الرياض:

لو أن الانحراف يأتي جملة من جهة واحدة لرفضه الناس لكنه يتدرج ويتنوع حتى يألفوه (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم)

أغلق حساب الشريم على تويتر ولم يعد يغرد بعد ذلك…

السابق
مجلة ذا نيوز إنترناشيونال: المعجزة القطرية تحققت
التالي
مؤسسات حقوقية بريطانية تندد بانتهاكات الرياض