تستحوذ الفنادق الفاخرة على حصة حاكمة تبلغ نحو 50 % من إجمالي القطاع الفندقي المحلي وفقا لبيانات دي تي زد قطر للاستشارات العقارية حيث يبلغ عدد الغرف (باستثناء الشقق الفندقية) نحو 22.92 ألف غرفة موزعة على 98 منشأة فندقية من بينها نحو 49.7 % من فئة الخمس نجوم، و37.6 % من فئة الأربع نجوم.
ومن المستبعد أن يشهد قطاع الضيافة القطري أي تغييرات جذرية في المستقبل القريب حيث تستمر سيطرة الفنادق فئة الأربع والخمس نجوم على السوق المحلي خصوصا أن الفنادق الفاخرة ستواصل توسعاتها.. ورغم وفرة المعروض في السوق من الفنادق الفاخرة إلا أن افتتاح الفنادق من الفئة المتوسطة مثل فندق هوليداي ان، وبريمير إن وميلينيوم بلازا، يعيد التوازن إلى السوق.
وبحسب بيانات دي تي زد قطر فإن هناك نحو 17 ألف غرفة وشقة فندقية في مراحل مختلفة من البناء والتطوير في قطر، مع توقعات بأن يتم تسليم الأغلبية منها إلى فنادق من فئة 4 أو 5 نجوم.
وقد تم تسجيل العدد الإجمالي للفنادق ومشروعات الشقق الفندقية في قطر رسمياً في تقرير نهاية السنة المالية للهيئة العامة للسياحة للعام 2017 والذي وصل إلى 122 منشأة فندقية، توفر ما مجموعه 25.167 غرفة تشمل أجنحة الفنادق والشقق الفندقية.
وتتوقع الهيئة العامة للسياحة حدوث تدفق للسياح في السنوات المقبلة، وقد شهدت قطر في سبتمبر الماضي، إطلاق الفصل الثاني من استراتيجية السياحة الوطنية 2030، والتي تجسد خطة النمو للخمس سنوات المقبلة للسياحة في البلاد.
ويهدف الفصل الثاني من الاستراتيجية الوطنية للسياحة إلى جذب 5.6 مليون زائر إلى قطر سنوياً بحلول العام 2023، أي ضعف عدد الزوار الذين استقبلتهم البلاد في العام 2016، كما يهدف إلى تحقيق نسبة إشغال لا تقل عن 72 % في جميع الفنادق، من خلال الطلب المرتفع وتنويع المرافق السياحية في قطر.
كما تهدف الاستراتيجية أيضاً إلى زيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الوطني من 19.8 مليار ريال في عام 2016 إلى 41.3 مليار ريال قطري، وذلك بنسبة 3.8 % مقارنة بـ3.5 % في العام 2016، علماً بأن قطر اعلنت عن اعفاء 80 دولة من تأشيرات الدخول كما اطلقت منصة التأشيرة الالكترونية.
وجهة متنوعة
وتعليقاً على ذلك، قال «جيانريكو إسبوزيتو»، المدير العام لفندق ونادي صحي ويستن الدوحة ان قطر تعتبر منذ عقود وجهة مثالية للسياحة الفاخرة وبالتالي فإن الطلب على الفنادق الفخمة مستمر ورغم توافر الفنادق الكافية للفترة الحالية الا أن الاستعدادات الجارية لاستضافة مونديال 2022 والوفود التي يتوقع أن تأتي إلى الدوحة قبل انطلاقته، تفرض ضرورة تزويد السوق المحلي بالمزيد من الفنادق من فئة الخمس نجوم والتي تتمتع بمستويات عالمية من الخدمة والتجهيز بما يتناسب مع طبيعة الحدث العالمي.
وأضاف اسبوزيتو أن قطر يتم تطوير القطاع السياحي فيها بحيث تصبح وجهة جاذبة لفعاليات الأعمال، للسياحة والترفيه، للسياحة الفاخرة وغيرها، وتوفر البنية التحتية المؤهلة لاستقبال مختلف أنواع السياح أمر ضروري، ومن أهم عناصر البنية التحتية الفنادق من فئة الخمس نجوم، مؤكداً أن قطر تتمتع بالفعل بفنادق مجهزة بالصالات الكبرى الجاهزة لاستضافة المعارض الفاخرة ذات المستويات العالمية، مؤكداً أن التوجه الجديد نحو تعزيز أكبر لمكانة قطر عالمياً كوجهة تستقطب مختلف السياح وخصوصاً في ظل ترتيبات إطلاق المجلس الوطني للسياحة يجعل اضافة المزيد من الفنادق الفاخرة إلى السوق القطري أمراً بديهياً ومطلوباً، مشددا على أن تنوع الخدمات التي تقدمها الفنادق أيضاً يلعب دوراً في تنويع السياح، على سبيل المثال، يعتبر فندق ونادي صحي ويستن الدوحة وجهة ملائمة للأعمال وذلك لموقعه القريب من المراكز التجارية الكبرى والمساكن، وقربه من منطقة الخليج الغربي وكذلك من المطار وكافة المعالم السياحية مثل سوق واقف والمتاحف وبالتالي فهو يقدم تجربة متكاملة للزوار الذين يأتون إلى قطر بغرض الاعمال ويرغبون في الوقت نفسه باستكشاف البلاد، هذا بالاضافة إلى غرفه الكبيرة البالغ عددها 364 غرفة وجناحا بالاضافة إلى خمس فلل خاصة، جميعها تتضمن كافة احتياجات الضيوف.
وتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تطورات كبيرة في قطاع السياحة حيث تبذل الدولة جهودا مكثفة لتطوير أداء القطاع السياحي بهدف تحويل قطر لوجهة سياحية عالمية ورفع اعداد الزوار اليها، وهو ما بدأنا نلمسه في الاشهر الاخيرة بعد القرارات الهامة التي صدرت بخصوص التأشيرات، حيث بدأنا نستقبل المزيد من الزوار من أسواق سياحية جديدة، وبالتالي فإن الحاجة إلى فنادق فاخرة جديدة ستكون أكبر في السنوات التي تسبق مونديال 2022.
تنويع الفنادق
وبدوره، قال شريف صبري، مدير عام فندق الشعلة- الدوحة إنه على الرغم من توسع القطاع الفندقي بشكل كبير في السنوات الاخيرة عبر اضافة المزيد من المنشآت الفندقية الا أننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الفنادق الفاخرة من اجل تلبية الطلب المتوقع في السنوات المقبلة والذي لا شك سيكون مرتفعاً جداً مع اقتراب موعد مونديال 2022، مؤكداً أن قطر لا شك ستحتاج ايضا إلى الكثير من الشقق الفندقية من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار، وعلى الرغم من التوجه الأكبر نحو الفنادق الفاخرة الا أن التركيز على الشقق الفندقية من فئات أقل يجب أن يكون أيضاً أولوية لتلبية احتياجات السياح من مختلف المستويات.
وأشار إلى أن الفنادق التي يتم إنشاؤها اليوم لا تخدم فقط ضيوف مونديال 2022 بل تؤسس لمستقبل سياحي مستدام حيث يتوقع أن تصبح قطر وجهة أكثر طلباً عالمياً بعد المونديال الذي سيعزز سمعتها حول العالم ويجعلها وجهة معروفة أكثر، وبالتالي لا بد من الاستمرار في التوسع حتى وإن كنا نشهد في مواسم الصيف معدلات إشغال أقل من المواسم النشطة، فهذا أمر طبيعي ويحدث في كافة الدول حيث تتوزع اشهر العام على مواسم سياحية نشطة وأخرى ضعيفة.
ونوّه إلى أن فندق الشعلة- الدوحة يشهد نسب إشغال عالية على مدار العام لا تقل عن 60 % وهو مؤشر على ارتفاع الطلب من السوق المحلي والدولي، ولا شك أن القرارات التي اتخذتها الدولة العام الماضي المتعلقة بإعفاء مواطني 80 دولة من تأشيرة الدخول ساهمت وستساهم بشكل كبير في تنشيط السياحة في البلاد ورفع أعداد الزوار الذين يتجهون بشكل أساسي إلى الفنادق للإقامة بالإضافة إلى الشقق الفندقية والفنادق من الفئات الأقل.
الفاخرة الأكثر طلباً
ومن جهته، قال طارق عبد اللطيف، الرئيس التنفيذي لريجنسي للسياحة والسفر، إن الطلب على المرافق الفاخرة لا يتوقف من قبل السياح القادمين إلى قطر حيث تعتبر الفنادق من فئة الخمس نجوم هي المطلب الرئيس للكثير من السياح القادمين من وجهات معينة، مما يبرز أهمية الاستمرار في التوسع بانشاء فنادق جديدة تقدم أعلى مستويات الخدمة التي تتناسب مع سمعة قطر العالمية كوجهة راقية.
وأشار إلى أن الفنادق الفاخرة في قطر تتفوق على الفنادق في ارقى دول العالم والسبب أنها تتمتع بمساحات واسعة وتطل على البحر وتوفر أجواء عالية من الرفاهية والخدمة، وذلك خلافاً لأغلب مدن العام الشهيرة سياحياً والتي لا توفر نفس مستوى الرفاهية والراحة التي يجدها السائح في فنادقنا.
ولفت عبد اللطيف، إلى أن قطر لديها سمعة عالمية في مجال السياحة الفاخرة تبدأ من الناقلة الوطنية «الخطوط الجوية القطرية» التي تنتمي إلى فئة الخمس نجوم والتي تقدم خدمات تتفوق بها على اكبر الشركات العالمية، حيث تمكنت من تحقيق تطور سريع وهائل جعلها رقما صعباً في عالم الطيران، كما عكست صورة قطر الحضارية والمتقدمة ما دفعنا نحن ايضاً، كمكاتب سفر، إلى التطوير من أجل ان نحقق المستويات العالية في الخدمات التي تلبي توقعات الضيوف القادمين من الخارج، وهذه السمعة تقتضي ضرورة تزويد السياحة المحلية بالمزيد من المنتجات الفاخرة وأهمها الفنادق.
وشدد على أن التوقعات المستقبلية للسياحة مرتفعة حيث تتجه الجهات المختصة إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة فاخرة سواء من خلال استضافة الفعاليات العالمية في ارقى الصالات والمعارض والفنادق، أو من خلال توفير ارقى الخدمات على متن الدرجة الأولى ودرجة رجال الاعمال للخطوط القطرية، بالاضافة إلى التطوير المذهل الذي يشهده مطار حمد الدولي باستمرار مما يعزز مكانته العالمية ويجعله مقصداً سياحياً وليس فقط محطة للوصول أو الترانزيت.