أثناء وجودنا داخل المطاعم يتجه بعضنا لطلب الشطائر العالية في الدهون، في حين يتجه البعض الآخر لطلب السلطة منخفضة السعرات، إذًا ما السر وراء ذلك؟ هل مجرد الميول الشخصية أم هناك سبب خفي؟
توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن الموسيقى لا تهيئ فقط المزاج لكن يمكنها أيضًا التأثير على نوعية الطعام الذي تطلبه داخل المطاعم، بحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وجد الباحثون أنه عند التعرض لموسيقى مرتفعة الصوت يميل الزبائن إلى طلب أطعمة غير صحية مثل البرجر، رغم أنه إذا كانت الموسيقى نفسها موجودة في الخلفية لكن بصوت منخفض، تزداد احتمالات اختيارهم لبدائل صحية.
لطالما ارتبطت سرعة الإيقاع الموسيقي بمستويات الإثارة، حيث إن الموسيقى ذات الإيقاع الأسرع ترفع معدلات نبضات القلب، في حين أن الإيقاع الأهدأ يساعد على الاسترخاء.
بحث الدكتور ديبايان بيسواس، من جامعة جنوب فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، في مدى تأثير قوة صوت الموسيقى على سلوك الإنسان، ووجد أنه يؤثر بشكل مباشر على معدلات نبضات القلب، وتعمل الموسيقى ذات الصوت العالي على زيادة الانفعال وتدفع الناس لاشتهاء أطعمة مثل البرجر والبطاطس المقلية.
وتوصل الباحثون إلى أن الموسيقى الهادئة لها تأثير مهدئ، حيث تجعل الناس أكثر وعيًا بما يطلبونه، ويعتقد الدكتور بيسواس أن هذا الكشف يمكن استخدامه في التلاعب بعادات الشراء لدى الناس.
وقال الدكتور بيسواس إن المطاعم ومحال السوبر ماركت يمكنهم استخدام الموسيقى المحيطة للتأثير على السلوك الشرائي للمستهلكين.
وكتب بيسواس في ورقته البحثية المنشورة في “ذا جورنال أوف ذا أكاديمي ماركتينج ساينس”، إن أجواء بيع التجزئة أصبحت أداة استراتيجية متزايدة الأهمية للمتاجر والمطاعم”.
وأجرى الدكتور بيسواس تجربة داخل أحد المقاهي في ستوكهولم كجزء من بحثه، حيث تم تقسيم قائمة طلبات الطعام إلى صحي وغير صحي ومحايد.
وطلب نحو 20% من زبائن المطعم أطعمة غير صحية عند تعرضهم لموسيقى صوتها أعلى مقارنة بمن تناولوا طعامهم في أجواء أكثر هدوءًا.
العام الماضي، توصل باحثون إلى أن موسيقى المطاعم أيضًا تؤثر على كم الأموال التي ينفقها الزبائن.