الدوحة – بزنس كلاس:
يتوجه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى مدينة إسطنبول في دولة تركيا الشقيقة للمشاركة في القمة الإسلامية الطارئة التي دعا لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبحث تطورات الأوضاع في فلسطين المحتلة إثر المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق ابناء غزة في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين. وكذلك لبحث تداعيات قرار الإدارة الأمريكية بفتح سفارتها في مدينة القدس المحتلة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا لقمة إسلامية طارئة لبحث تطورات الساحة الفلسطينية وما يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من قتل ممنهج على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، واصفاً ما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين من عمليات قتل بأنه إرهاب دولة.
وكانت تركيا قد طردت السفير الإسرائيلي وقنصل إسرائيل في إسطنبول من اراضيها احتجاجاً على مجزرة مسيرة العودة التي ذهب ضحيتها 63 شهيداً فلسطينياً.
بدورها اشارت بعض الصحف العربية اليت لا تدور فلك السعودية والإمارات بأن دعوة الرئيس التركي لقمة إسلامية تشكل إحراجاً كبيراً لدول التطبيع خاص تلك التي تهرول لمصافحة إسرائيل والصلح معها على دماء الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى حساب المقدسات الإسلامية. وقالت صحيفة راي اليوم الإلكترونية بأنه كان أمرًا مُؤسِفًا أن يَقتَصِر تَحرُّك الجامِعة العَربيّة على دَعوة لعَقد اجتماع لبَحث هذهِ الجَريمة على مُستَوى المَندوبين في مَقرِّها، ثُمَّ جَرى رفعه إلى مُستَوى وزراء الخارِجيّة، ممّا يُشكِّل إهانَةً لمدينة القُدس المُحتلَّة، واستهتارًا بِكُل الشُّعوب العَربيّة التي تُعانِي غَضبًا مِن جَرَّائِها، فإذا كانَ تَهويد القُدس، والاعتراف بِها عاصِمةً أبديّةً لدَولة الاحتلال لا يَستحِق عقد قِمّة عربيّة تتَّخِذ قراراتٍ على قَدرِ هذهِ الإهانة التَّاريخيّة، فمَا الذي يَستحِق هَذهِ القِمَّة؟
قِمَّة إسطنبول التي دَعا إلى عَقدِها الرئيس التُّركيّ سَتَكون اختبارًا لوَطنيّة وإسلاميّة وعُروبَة مُعظَم الزُّعمَاء العَرب، إن لم يَكُن كلهم، ولا نَعتقِد أنّ هؤلاء، أو مُعظَمّهم، سيَنجَحون في هذا الاختبار، ويُشارِكون في هَذهِ القِمّة، ويتَّخِذون قراراتٍ رادِعة لكُل من إسرائيل والوِلايات المتحدة معًا، لأنّ القُدس، والقَضيّة الفِلسطينيّة أيضًا، لا يَحتلَّان إلا مكانةً مُتدنِّيَةً على سُلَّم اهتماماتِها، في ظِل الصَّداقةِ الحميميّة المُتزايِدة بسُرعَةٍ مع دَولة الاحتلال.
وقالت “راي اليوم”:”كُنَّا، وما زِلنا، نَتمنَّى ان تكون الدُّوَل العَربيّة التي تستضيف سِفاراتٍ إسرائيليّةٍ في قَلبِ عَواصِمها، أوّل المُبادِرين لطَرد السُّفَراء الإسرائيليين، واستدعاءِ سُفرائِهم من تَل أبيب، أُسوَةً بحُكومات جنوب أفريقيا وإيرلندا وتركيا ونرويج، كبادِرةِ احتجاج على هذه المَجازِر واستنكارًا للاحتفالِ المُهين، مِثلما كُنّا نَتمنَّى أن تَكون هَذهِ الدُّوَل هِي التي تُوجِّه الدَّعوة لعَقد قِمّةً عَربيّةً طارِئة في الرِّياض أو القاهِرة، أو تُوسِّع نِطاق جُهودِها بالدَّعوةِ إلى قِمَّة إسلاميّة، تَضع كل ثِقَلِها خَلفها، والقَضيّة التي تتصدَّر جَدوَل اعمالها، ولكِنَّها لم تَفعَل، والأَسوَأ من ذلك أنّها أعطَت تعليمات خَفيّة لوَسائِل إعلامها للتَّشكيك في نوايا الرَّئيس التُّركي وأهدافِه من وراءِ المُبادَرة بعَقدِها في إسطنبول.”
وتابعت الصحيفة: “أردوغان يَكسَب جُزءًا كبيرًا من الرَّأي العام العَربيّ بانحيازِه إلى المُقاومةِ الفِلسطينيّة، وإرسالِه الطَّائِرات لنَقل أكثر من 3000 جريح إلى مُستَشفيات بِلادِه لعِلاجِهم وإنقاذ أرواحِهم، بينما يُدير زُعَماء عَرب وُجوهَهم إلى النَّاحِيةِ الأُخرى، ويُحكِمون إغلاق أبواب حُدودِهم مع قِطاع غزَّة، ونحن نَتحدَّث هُنا عن القِيادة المِصريّة دُونَ مُوارَبةٍ.”