الأراضي المحتلة – وكالات – بزنس كلاس:
تعم أرجاء فلسطين المحتلة مظاهرات احتجاج بحلول الذكرى الـ 70 لاحتلال بلادهم من قبل إسرائيل. وسرعان تطورت المظاهرات إلى اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي قابلت التظاهرات باستخدام السلاح المطاطي والحي ما أسفر عن استشهاد 55 فلسطينياً وإصابة أكثر من 2000 شخص إصابة بعضهم حرجة.
ويأتي يوم الغضب الفلسطيني هذا بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل سفارة اللايات المتحدة إلى القدس باعتبارها “عاصمة إسرائيل” في احتفال مرتقب ما أشعل غضباً فلسطينياً على المستويين الشعبي والرسمي بشكل يهدد اي فرصة للسلام وحل الدولتين حسب المراجع الدولية.
وارتقى 55 شهيداً فلسطينياً، وأصيب المئات، بمجزرة ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكبها حتى لحظة إعداد هذا الخبر. وسقط مئات الفلسطينيي حتى الآن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، خلال مشاركتهم في مخيمات العودة شرقي قطاع غزة في إطار «مليونية الزحف».
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطا غزة «أشرف القدرة»، إن «الشاب أنس حمدان قديح (21 عاما) استشهد برصاص الاحتلال شرق خان يونس».
كما استشهد «مصعب يوسف إبراهيم أبو ليلة» (29 عاما)، شرق جباليا برصاص الاحتلال، و«محمد أشرف أبو ستة» من بيت حانون برصاص قناصة، حسب «القدرة».
وكشفت مصادر فلسطينية، عن ارتقاء 4 شهداء آخرين على الأقل، لم يتكم الكشف عن هويتهم بعد.
في وقت أصيب عشرات المواطنين برصاص الاحتلال واختناقا بالغاز، في مخيمات العودة في كافة مناطق القطاع.
وبدأ الشبان منذ ساعات الصباح بإشعال الإطارات المطاطية وقص السلك الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، وإطلاق الطائرات الورقية الحارقة.
وتمكن الفلسطينيون، في وقت سابق الإثنين، من إسقاط طائرة مسيرة كانت تلقي قنابل حارقة تجاه مخيم العودة شمال قطاع غزة، وسيطروا عليها.
وسيتجمع المتظاهرون في 19 مخيما أقيم قرب السياج الحدودي، ويتوقع أن يحاولوا اجتيازه، وهو ما قد يسفر عن نشوب مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
والأحد، أعلن الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، عن حالة تأهب قصوى، استعدادا لأسبوع، من المتوقع أن يكون «متفجرا» في كافة أنحاء البلاد، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، خلال بيان نشره مساء السبت، إنه «يعتزم مضاعفة عدد وحداته المقاتلة حول قطاع غزة وبالضفة الغربية المحتلة؛ تحسبا لتظاهرات الإثنين»
وذكر الجيش أنه «سيتم إرسال لوائي مشاة الأسبوع المقبل للمنطقة المحيطة بقطاع غزة، ولواء ثالث إلى الضفة الغربية؛ ما يعني عمليا مضاعفة عدد الوحدات المقاتلة في هاتين المنطقتين».
وتوقع مراقبون أن يصل عدد المتظاهرين إلى 700 ألف، خلال الساعات المقبلة، مشيرين إلى إمكانية حدوث اختراقات للسياج الحدودي، والاشتباك مع جنود إسرائيليين، ومحاولة خطف بعضهم، وذلك رغم تشديد منظمي المسيرات على سلميتها.
ويشارك الفلسطينيون، الإثنين في «مليونية الزحف نحو الحدود»، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، إحياء لنكبة الشعب الفلسطيني، ورفضا لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وفي إطار فعاليات «مسيرات العودة».
ونصبت وزارة الصحة الفلسطينية نقاطا ميدانية بالقرب من أماكن التظاهرات لعلاج المصابين وإدارة حالات الطوارئ، وكذلك تم نصب خيام أمام المستشفيات والمجمعات الطبية لذات الغرض.
كما شهدت الضفة الغربية، منذ الصباح، العديد من الأحداث الميدانية في ضمن فعاليات «مسيرة العودة»، إذ تجري عدة مواجهات مع قوات الاحتلال في مختلف مناطق التماس.
ففي رام الله، أغلق الاحتلال عدة طرقات لمنع تقدم المسيرات، فيما أشعل شبان الإطارات المطاطية في مدخل البيرة الشمالي، وقام الاحتلال بنشر قوات كبيرة من جنوده على الحواجز.
وانطلقت مسيرة حاشدة في الخليل، وأخرى في بيت لحم، في وقت رشق الشبان في بلدة بيت فوريك بنابلس، سيارات المستوطنين بالحجارة ما أدى لتضررها.
وبدأ الفلسطينيون في قطاع غزة بتاريخ 30 مارس/آذار الماضي، حركة احتجاجية أطلق عليها «مسيرات العودة» بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض».
من المقرّر أن تبلغ ذروتها الإثنين والثلاثاء، الذي يصادف ذكرى «النكبة»، للمطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.
واستشهد منذ بدء فاعليات «مسيرات العودة»، أكثر من 50 فلسطينيا، بينهم 6 شهداء احتجز الجيش الإسرائيلي جثامينهم، ولم يسجلوا لدى وزرة الصحة، وأصيب قرابة 10 آلاف آخرين.