وكالات – بزنس كلاس:
طرح موقع “سبوتنيك” الروسي في نسخته الفرنسية، أمس، سؤالاً رئيسيا وهو “لماذا ستحل أزمة الخليج في مايو المقبل؟”، ليجيب على لسان كاتب التقرير، ميخائيل كليمنتييف، أن دول الحصار باتت مطالبة بسبب تزايد الضغط الدولي عليها بإنهاء أزمة الخليج، بالاضافة إلى أن الأزمات المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط بسبب سياسات “السعودية والامارات” أصبحت تفرض عليهما التراجع للخلف خطوات لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وأن السعودية والامارات سوف يستغلان “القمة العربية” المقرر انعقادها في شهر مايو المقبل، لتسوية أزمة الخليج عن طريق الحوار الهادئ، لضبط الأوضاع المتأزمة في المنطقة العربية، والتخفيف من الضغط الغربي والغضب المتزايد بسبب تزايد الأزمات في المنطقة.
سبوتنيك…
أزمة الخليج:
وذكر الكاتب، ميخائيل كليمنتييف، في مقال منشور بموقع “سبوتنيك” الروسي الصادر باللغة الفرنسية، الجمعة، بعنوان “لماذا ستحل أزمة الخليج في مايو؟” أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لروسيا مؤخرا ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاءت لبحث الموقف بشأن الحرب في اليمن وسوريا والتنسيق في قطاع الغاز والاستثمار في الاقتصاد الروسي، وجاءت زيارة سمو الأمير لموسكو في وقت يواجه فيه مجلس التعاون الخليجي أزمة غير مسبوقة تكاد تعصف بهذا الكيان الاتحادي الخليجي الذي كان يمثل قوة سياسية واقتصادية قبل إندلاع هذه الأزمة في الخامس من يونيو عام 2017.
وأضاف الكاتب، أن العلاقات بين قطر ودول الحصار “السعودية والامارات والبحرين ومصر” توترت بشكل كبير جدا وفرضت هذه الدول حصارا على قطر، بادعاء دعم قطر للإرهاب، وبنت دول الحصار اتهاماتها بناء على أخبار “مكذوبة” تم دسها بعد اختراق وكالة الأنباء القطرية في أخر مايو عام 2017، وتبين فيما بعد كذب هذه الأخبار وتأكدت جهات التحقيق الدولية من اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية “قنا” وهو ما يظهر أن الأزمة برمتها مختلقة للضغط على قطر و “تركيعها” وإغلاق قناة “الجزيرة” الإخبارية التي طالما مثلت مصدر إزعاج للدول السلطوية في المنطقة العربية.
وأكد الكاتب، أن سياسيين ورجال أعمال “فاسدين” قد استفادوا من هذه الأزمة بشكل كبير مثل رجل الأعمال الأمريكي جورج نادر، وإليوت بوردي العضو البارز في الحزب الجمهوري الأمريكي، مستغلين صداقتهم بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث جندتهم الإمارات والسعودية للضغط على قطر، إلا أن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون استطاع أن “يوزن دفة” الأحداث وأن يعادل بين الأطراف المتنازعة منذ بداية الأزمة وحتى إقالته مؤخرا، ونجحت الدبلوماسية القطرية في تخطي الأزمة والتعامل معها باحترافية لافته للانتباه حظيت بتقدير المجتمع الدولي.
نمو ملحوظ
وتساءل الموقع، هل تنقل قواعد الولايات المتحدة العسكرية من قطر وتركيا إلى السعودية؟، ليجيب، بأن قطر استطاعت تقليل الخسائر الناجمة عن الحصار، ولم يؤثر الوضع المتصل بالنزاع بأي شكل على التعاون في مجال الطاقة في المنطقة، وقال وزير البترول الكويتي، بخيت الراشدي، أنه “من المأمول أن تتم تسوية النزاع في الخليج قريبا، مؤكدا على أن النقاشات بين جميع الأطراف لا تتوقف ونأمل أن يكون الحل قريبا”، وبحسب وزير الاقتصاد والتجارة القطري سعادة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي هذا العام سيصل إلى 2.6 % مقابل 2 % في عام 2017، وقطر تنتج 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في السنة، ووفقًا للتوقعات، سيزداد هذا الرقم بنسبة 30 ٪ بحلول عام 2024. وفي خضم الأزمة، اجتذبت قطر دعمًا لشركات الطاقة الكبرى، حيث اجتمع رؤساء شركات “اكسون، موبيل، وتوتال، وشل” مع سلطات البلاد، ودعموا خطط زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال ووعدوا بشرائه من قطر.
مجلس التعاون الخليجي:
وعن دور مجلس التعاون، ذكر الكاتب، أنه في الخريف الماضي، عقدت قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت، وعلى الرغم من أن قطر والكويت هما الممثلتان فقط على أعلى مستوى خلال هذه القمة، إلا أن المصالح الاقتصادية والسياسية المشتركة كانت كبيرة جدا، وتروج جميع الدول الست الأعضاء لعلاقات متوازنة وشراكة بين منتجي ومستهلكي النفط والغاز، وتلعب دوراً مهماً في اتفاقية “أوبك”، وفي الآونة الأخيرة، يتقدم التكامل الاقتصادي والسياسي لدول الخليج بشكل واضح، ووفقاً للمحللين، لم يعد بإمكان الممالك أن تتحرك نحو هدفها — السوق المشتركة — بوتيرة بطيئة، انهم يسعون لتجنب المشاكل غير المتوقعة الناجمة عن التقلبات في سعر النفط، وكانت إحدى النتائج الرئيسية للتكامل إنشاء نظام مشترك لإمداد الطاقة، والأعضاء الستة يستثمرون البترودولار في الاتصالات والتقنيات المتقدمة، والتعاون العسكري هو أحد المجالات التي يبرز فيها دور السعودية بشكل خاص، وتعمل القبضة العسكرية المشتركة بنجاح تحت برنامج “درع الخليج”.
القمة العربية:
واختتم الكاتب بالتأكيد على أنه “ستعقد القمة العربية السنوية القادمة في الرياض في مايو المقبل، ويجب أن تكون دافئة كالعادة، جميع الأسئلة، حتى الشائكة، تتم تسويتها بهدوء وبشكل ودي، كل شيء يوحي بأنه يمكن تسوية الصراع الخليجي في مايو، الأعضاء الستة مستعدون لمواجهة تحديات الألفية ووضع أهداف استراتيجية تتجاوز إنتاج الهيدروكربونات، لذلك فإن دول الحصار ستكون حريصة أكثر من قطر على حل أزمة الخليج، ليس بسبب الضغط الدولي على دول الحصار، ولكن لأن المنطقة باتت لا تتحمل الصراعات أكثر من ذلك، وعلى الدول الداعمة للأزمات “السعودية والإمارات” تهدئة الأجواء والتراجع للخلف خطوات.