وكالات – بزنس كلاس:
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن قطر رفضت الانصياع لمطالب دول الحصار التي تقودها السعودية، وبعد مضي تسعة أشهر من الأزمة الخليجية تمكنت الدوحة من القيام بعدد من الإصلاحات وبناء تحالفات جديدة، وفتح مسالك تجارية ، وإقامة علاقات تعيد رسم خريطة توازن الشرق الأوسط لسنوات قادمة.
وأضافت الصحيفة إن القرار المفاجئ الذي اتخذته السعودية والبحرين والإمارات في يونيو الماضي بقطع علاقاتها مع قطر بسبب دعمها المزعوم للإرهاب كان بمثابة الصدمة . وشمل حظر تنقل الأشخاص، وإغلاق المجال الجوي والحدود البرية الوحيدة للدوحة.
وأكدت وول ستريت جورنال أن قطر تمكنت من تحمل هذا الضغط، حيث أصرت الحكومة القطرية على عدم الاستسلام لمطالب دول الحصار، ونقلت الصحيفة عن سعادة الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي قوله: “إنهم لا يريدوننا أن نتخذ قراراتنا بل يريدون اتخاذها بدلا منا، فهم يعتقدون أن قراراتنا معروضة للبيع وأننا ببساطة سنسلم ونفعل ما يخبروننا به، وما حدث لنا هو أمر لا نريد أن يحدث لبلد آخر حيث سيكون الأمر خطيرا للغاية بالنسبة للمنطقة إذا أصبحت مثل هذه الأعمال العدوانية هي القاعدة الجديدة”.
وأضاف سعادة الشيخ: “في الوقت الحالي لم نشهد أي إشارة من دول الحصار إلى أنها مستعدة للاجتماع بنا على طاولة واحدة لمناقشة خلافاتنا.”
وبينت الصحيفة أن الدوحة ردت على الحصار من خلال إنشاء طرق تجارية جديدة عبر تركيا وإيران، وهما الدولتان اللتان توفران بديلاً للمجال الجوي والبحري السعودي. كما تدخلت الولايات المتحدة – التي تحتفظ بقاعدة عسكرية مهمة في الدوحة – حيث قامت بالتوسط لحل الأزمة الخليجية وتحدث الرئيس دونالد ترامب مع سمو الأمير وقادة الدول الخليجية في أواخر فبراير، ومن المقرر أن يزور زعماء الخليج الثلاثة واشنطن في الأسابيع المقبلة. رغم أن هذه الجهود بالإضافة إلى وساطة الكويت ومحاولات الحكومات الأوروبية لجميع الأطراف تبدو إلى الآن غير مثمرة إلى حد كبير.
وأبرزت الصحيفة أن دول الحصار بقيادة السعودية حاولت الضغط على الدوحة وربما إحداث تغيير في قطر ويبدو أن ليست لديهم نية لتسوية الخلافات، حيث قال مسؤول سعودي: “إننا لا نفكر كثيرا في قطر، هذا الوضع يمكن أن يستمر لمدة سبع سنوات أخرى إذا لزم الأمر”، حيث طلبت دول الحصار من قطر قطع علاقتها بالإخوان المسلمين وإيقاف تغطية شبكة الجزيرة، وإن كانت نتائج الحصار مؤلمة بالنسبة للدوحة، فقد كان لها أيضا تأثير في تسريع الانفتاح. فمنذ شهر يونيو، ألغت الدوحة التأشيرة لـ 80 جنسية، وتعمل على التأسيس لإقامة دائمة للأجانب، وتقوم بإنشاء مناطق اقتصادية حرة.
كما بين يوسف محمد الجيدة الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال، وهي هيئة تستضيف نحو 485 شركة محلية وأجنبية، “كل هذه الإصلاحات كانت ستستغرق وقتا أطول لو لم يكن هناك حصار”. “لقد كان الحصار منحة في شكل محنة في ما يتعلق بالأعمال فجراء إغلاق المجال الجوي لم تعد الشركات متعددة الجنسيات تطير في رحلات يومية من الدوحة إلى دبي، وأدى ذلك إلى قيام العديد من الشركات العالمية بإنشاء فروع في الدوحة، مما حقق زيادة بنسبة 70٪ في عدد الشركات العاملة بموجب تراخيص مركز قطر للمال”.
وأشار المقال إلى أن أحد الأسباب التي جعلت قطر قادرة على تجاوز الحصار الذي فرضه شركاؤها التجاريون الرئيسيون وموردو المواد الغذائية كان امتلاك الدولة للخطوط الجوية القطرية، وهي شركة طيران لنقل الركاب تسعى إلى أن تصبح ثاني أكبر ناقلة شحن في العالم بحلول العام المقبل.
ومع تحويل قدر كبير من طاقتها لتوفير إمدادات الطوارئ في أعقاب الحصار في يونيو، فقدت الناقلة القطرية العديد من الطرق الإقليمية المربحة.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي دولة قطر مصرون على سيادة وطنهم، مؤكدين أن جميع مشاريع التنمية الرئيسية، بما في ذلك الاستعدادات لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، مستمرة وستسلم في مواعيدها المحددة إن لم يكن قبل، كما توقع صندوق النقد الدولي في بيان صدر في مارس عن قطر، نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.6 في المائة هذا العام، مؤكدا أن “الأثر الاقتصادي والمالي المباشر للحصار مؤقت وسيتلاشى”.