بدأ موقع المنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum) مقالة له عن السويد قائلاً “لو كنت مواطناً سويدياً عليك أن تفتخر بذلك”. وأشار المقال إلى أبرز 9 عوامل رفعت السويد إلى مستويات عالية جداً من التقدم حتى مقارنة بسائر دول العالم وخاصة الأوروبية منها.
تتبع مملكة السويد نظاماً ملكياً دستورياً برلمانياً وتتمتع باقتصاد قوي وصناعات متطورة، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في العالم حسب مؤشر الإيكونوميست للديمقراطية والسابعة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية.
أما عن عوامل تطور السويد وتحويلها إلى دولة مميزة يعدد مقال المنتدى الاقتصادي العالمي 9 أسباب رئيسية هي:
1. من السهل القيام بأعمال تجارية
البدء في الأنشطة التجارية سهلة للغاية في السويد، حيث صنفتها مجلة “فوربس” كأفضل بلد في مجال التجارة والأعمال في العالم وبهذا تحتل المرتبة الأولى.
وللمقارنة فقط فإن الولايات المتحدة الأميركية تحتل المرتبة الـ23 في هذا التصنيف في حين كانت السويد قبل 10 سنوات تقف في المرتبة الـ17 ولكن بانتهاجها سياسات اقتصادية قفزت إلى قمة القائمة وحسب “فوربس”، أقدمت السويد “خلال العقدين الأخيرين إلى الحد من القيود وضبط النفس في مجال الميزانية الرفاهية حيث البلد اليوم هو موطن صناعات متقدمة وماركات عالمية من قبيل فولفو وإلكترولوكس وإريسكون وأيكيا وإتش أند إم”.
وأخذت فوربس لتصنيف 139 دولة بعين الاعتبار 11 عاملاً رئيسياً من قبل قوة الابتكار والإبداع والنظام الضريبي والتطور التقني ومستوى البيروقراطية ونشاط سوق البورصة.
2. قادرة على المنافسة عالمياً
وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي الاقتصاد السويدي من ناحية قدرته على المنافسة عالمياً في المرتبة السادسة لبلد يبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة فقط، بنمو اقتصادي ثابت بنسبة 3.7% في عام 2016 ونجاح الحكومة في خفض نسبة العجز في الميزانية لعام 2015 وعلى هذا الصعيد انتقلت السويد من المرتبة 30 إلى 22، كما أن سوق العمل ينشط بشكل جيد حيث نسبة البطالة منخفضة جداً.
3. المساواة بين الجنسين جيدة جداً
احتلت السويد المرتبة الرابعة على مستوى العالم على صعيد المساواة بين المرأة والرجل في سوق العمل، وبهذا تمكنت من ردم هوة بين الجنسين في عام 2016 بنسبة 81% .
وشهدت مملكة السويد مؤخراً زيادة بحضور النساء وبنسبة عالية في مختلف القطاعات من قبيل التقنين والإدارة وثمة مساواة معقولة في نسبة الجنسين في احتلال منصب وزير في البلاد.
4. مستويات منخفضة من الفساد
نسبة الفساد في السويد منخفضة للغاية، وهذا البلد يحتل المرتبة الرابعة دولياً في قائمة البلدان الأكثر شفافية والتي تضم 186 دولة في العالم.
5. درجة عالية من الابتكار
وضع الاتحاد الأوروبي السويد إلى جانب الدنمارك وفنلندا وألمانيا وهولندا على رأس الدول “المبدعة” التي تتجاوز الحد المتوسط للإبداع والابتكار في دول الاتحاد الأخرى.
واستخدم الاتحاد الأوروبي 25 عاملاً لقياس مستوى الإبداع والابتكار، وكانت السويد من ناحية التنمية البشرية والقوى العاملة المتعلمة ومستوى التعليم الجامعي تتوفق على جميع الدول الأوروبية.
6. لديها ثاني أقوى جواز سفر في العالم
وتعرف قوة جواز سفر أي بلد، من عدد البلدان التي يمكن الدخول إليها من قبل حاملي ذلك الجواز من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول وعلى هذا الصعيد تحتل السويد بفارق بلد واحد المرتبة الثانية بعد ألمانيا، حيث يحق لمواطني ألمانيا السفر إلى 177 بلدا ومواطني السويد إلى 176 بلداً من 218 من دون الحاجة إلى تأشيرة.
7. جنة المسنين
تحتل السويد المرتبة الثالثة على سلم مؤشر جودة الحياة لكبار السن في العالم، ولهذا السبب يحظى المسنون بقوة خاصة ونسبة العاملين بين هذه الفئة العمرية هي فوق الحد المتوسط 76% والملتحقون بالتعليم 68%. إن كبار السن راضون للغاية من ناحية توفر الأمن لهم بنسية 73%، والحرية المدنية بنسبة 94% واستخدام وسائط النقل العامة بنسبة 65%. كما تحتل مرتبة عالية في مجال توفير أمن الدخل وهي الـ7. وتغطية 100% لمعاش المسنين وانخفاض الفقر في أوساط المسنين إلى (5.3%) وهذه النسب أقل من متوسط المستويات الإقليمية بنسبة 3%.
8. المهارات اللغوية
السويديون يتحدثون اللغة الإنجليزية كثاني لغة بطلاقة ويحتلون المرتبة الثالثة في العالم وبفوارق بسيطة بعد الهولنديين والدنماركيين، وبدأت المدارس السويدية التعليم الإجباري للغة الإنجليزية في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة منذ 4 عقود ويمكن الولوج العام إلى وسائل الإعلام الإنجليزية بسهولة.
كما تدرس مختلف لغات المهاجرين ضمن التعليم الإجباري ومنها اللغة العربية لأبنائهم من المرحلة الابتدائية حتى نهاية الثانوية بدعم حكومي.
9. أفضل سمعة في العالم
ليس من المستغرب أن تتمتع السويد بأفضل سمعة في العالم، حيث تحتل المرتبة الأولى بنسبة نقاط تصل إلى 78.3% فعلى سبيل المثال إجازة وضع الطفل تبلغ 16 شهراً، ويمكن للأب والأم أن يتقاسما هذه الإجازة بينهما ويستلما راتبيهما بالكامل من العمل. والتعليم في السويد من الروضة إلى الجامعة بالمجان وتستثمر الدولة بشكل واسع في مجال البيئة والنمو الاقتصادي والصحة وحقوق المرأة وحرية الصحافة والإعلام، وإلى جانب ذلك كله فإن السويد رغم البرد تعتبر من أجمل بلدان العالم على الإطلاق سياحياً.