6.3 مليار دولار التبادل التجاري بين قطر والولايات المتحدة في 2017

الدوحة – بزنس كلاس:

يرى مراقبون أن الإعلان عن بدء الحوار الاستراتيجي «القطري – الأمريكي» يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة الأمريكية واشنطن، يسهم مباشرة في تعزيز الشراكات بين البلدين اللذين تجمعهما علاقات تاريخية ومصالح استراتيجية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والتعليمية والثقافية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناويرت، إن الحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي يهدف إلى تعزيز التعاون بين قطر والولايات المتحدة في العديد من المجالات، مشددة على قوة العلاقات بين البلدين، واصفه دولة قطر بأنها شريك اقتصادي.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الحوار سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وخطابات النوايا في عدة مجالات أبرزها الطاقة، والمواصلات والاتصالات. ويقول مختصون أن استضافة الولايات المتحدة للحوار، يؤكد قوة العلاقات القطرية الامريكية، والتزام الأخيرة بتطوير العلاقات الاستراتيجية مع دولة قطر.
وحسب «ناويرت» فإن «قطر شريك استراتيجي وسيكون هذا الحوار فرصة لتعميق التعاون معها، ونحن نتطلع لمناقشة العديد من مجالات التعاون بين البلدين بما فيها مجالات التجارة والاستثمار والدفاع الأمن والقانون ومكافحة الارهاب وتنظيم حركة الطيران، كما سنركز على مسألة هزيمة تنظيم الدولة والأزمة الخليجية التي مازالت قائمة وملفات سوريا وإيران والعراق وأفغانستان».

الأزمة الخليجية

وكان البلدان ناقشا الاستعدادات للحوار الاستراتيجي القطري الأمريكي خلال الاتصال الهاتفي بين سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، الدكتور خالد بن محمد العطية، ونظيره الأمريكي جيمس ماتيس، حيث بحثا آخر تطورات الأزمة الخليجية الراهنة، والعلاقات الثنائية بين قطر والولايات المتحدة، في المجال الدفاعي والعسكري وسبل تعزيزها وتطويرها، كما جرت مناقشة الاستعدادات فيما يتعلّق بالحوار الاستراتيجي الثنائي بين البلدين، وعقد البلدان في نوفمبر الماضي، جلسات الحوار القطري الأمريكي لمكافحة الإرهاب، بواشنطن، بهدف تعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال، في خطوة تلت توقيع قطر والولايات المتحدة في 11 يوليو الماضي مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، تشمل التعاون بين الجانبين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب كالأمن والاستخبارات والمالية.

وتشهد العلاقات القطرية الأمريكية تطورا مستمرا، ترجمته تصريحات مسؤولي البلدين والاتصالات المستمرة بين القيادتين، وفي مجال الدفاع والأمن، يشهد التعاون الثنائي العسكري بين قطر والولايات المتحدة تطوراً لافتاً، خاصة منذ بدء الحصار المفروض على قطر في الخامس من يونيو الماضي، حيث أجرت القوات الخاصة المشتركة بالقوات المسلحة القطرية مناورات مشتركة مع العمليات الخاصة المركزية بالقوات الأمريكية في منطقة سيلين جنوب قطر.
وشهدت قطر مناورات بمياه دولة قطر (جنوب الدوحة) بمشاركة سفينتين من قوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية، وجاءت تلك المناورات بعد يومين من إعلان قطر توقيع اتفاقية شراء طائرات مقاتلة من أمريكا من طراز اف 15 بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار.

التبادل التجاري

يرى خبراء أنه على صعيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، هناك تطور ونمو ملموس في حجم التبادل التجاري بين الدولتين في السنوات الأخيرة، من المتوقع أن يتم تعزيزه بشكل واضح خلال الحوار الاستراتيجي «القطري – الأمريكي».

وبلغ حجم التبادل التجاري بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية ما يقارب من 6 مليارات دولار في العام 2016، وتعد الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وتبلغ تجارة البلدين في الوقت الحالي أكثر من 6.3 مليار دولار من السلع سنوياً.
وقال سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، الرئيس التنفيذي لجهاز قطر للاستثمار إن حجم الاستثمارات القطرية بلغ 35 مليار دولار في الولايات المتحدة.

استثمارات ضخمة

ووفقا للدكتور سيتارامان، الرئيس التنفيذي لبنك الدوحة، استثمرت قطر في الولايات المتحدة ما يقارب من 25 مليار دولار أمريكي منذ عام 2015، وقام كذلك جهاز قطر للاستثمار بضخ 10 مليارات دولار إضافية كاستثمارات في الولايات المتحدة إلى جانب قيامه بتوسيع محفظته الاستثمارية لتشمل مشاريع البنية التحتية الأمر الذي يبرهن على ازدهار العلاقات الثنائية بين البلدين في الأعوام الأخيرة.

وتكشف بيانات النشرة الربعية لإحصاءات التجارة الخارجية لدولة قطر خلال الربع الثالث من العام 2017، وجود تنوع كبير على صعيد المناطق الإقتصادية التي تأتي منها الواردات الى دولة قطر، حيث تستحوذ دول آسيا على 35.5 % من تلك الواردات ونحو 31.6 % من دول الاتحاد الأوروبي، ثم 14 % من الولايات المتحدة الأمريكية و6.5 % من دول مجلس التعاون الخليجي و3 % لكل من الدول العربية الأخرى ودول أمريكا الأخرى، و3.4 % للدول الأوروبية خارج الاتحاد الأوروبي.
وحسب وزارة التخطيط التنموي والاحصاء تتمثل الصادرات الأميركية الرئيسية إلى قطر في الطائرات والمركبات والآلات الكهربائية والأجهزة الطبية بينما تتمثل واردات الولايات المتحدة الأمريكية من قطر في الوقود والأسمدة.

Previous post
الريال القطري قوي.. الدوحة تنجح بتبني سياسات نقدية تغلبت على الحصار
Next post
ثبات أسعار إطارات السيارات رغم الحصار