يمتلك البشر الكثير من الطرق لدفع الحيوانات إلى حافة الانقراض، فتدمير البيئات الطبيعية، والصيد غير المشروع، والتلوث، وتغير المناخ أفنت بعض الفصائل تماماً.
إذ يقول العلماء إن كوكب الأرض على شفا كارثة الانقراض الجماعي السادس والمعروفة بـ”انقراض الأنثروبوسين”، أو الحقبة الناتجة عن النشاط البشري، ويمكن أن نرى في تلك الحقبة محو ما لا يقل عن 75% من كائنات الأرض.
لكن بينما بدأ البشر مسلسل الانقراض والذي تقول الأبحاث إنه “الأسوأ منذ 65 مليون سنة”، أظهر البشر أنه يمكن التراجع عن بعض الأضرار التي تسببوا بها.
أحياناً يكون الضرر الذي سببه الإنسان غير قابل للإصلاح، لكن كما توضح تلك القصص الناجحة للمحافظة على الحيوانات المهددة بالانقراض، فالجهد المبذول للتكفير عن ذنوبنا يمكن أن يكون ذا تأثيرات عميقة وإيجابية.
1- ثعلب القنوات المائية (Channel Islands Fox)
تستوطن تلك الثعالب الصغيرة المتنزهات الوطنية في جزر القنال- وهي سلسلة من الجزر الواقعة قبالة ساحل كاليفورنيا، وواجهت هذه الثعالب نقصاناً “كارثياً” في أعدادها في أواخر التسعينات من القرن الماضي.
أعداد الثعالب التي لا يزيد حجمها عن حجم قط منزلي تناقصت بنسبة 90% في أربع جزر من أصل ست جزر عاشت بها، فعلى سبيل المثال كان يوجد على جزيرة سانتا كروز 1,400 ثعلب ولم يتبق منها إلا عدد يقل عن 55 ثعلباً، كما تناقصت الأعداد على جزيرة سانتا روزا من 1,780 إلى 15 ثعلباً فقط.
ويفترض العلماء إن النسور الذهبية تعتبر التهديد الرئيسي الذي يواجه الثدييات الصغيرة، والجزر ليست الموطن الأصلي لتلك الطيور التي بدأت الهجرة إليها في التسعينيات من القرن الماضي بعد استخدام الأهالي لمبيدات “دي دي تي”، والتي تسببت أيضاً في محو النسر الأصلع الوطني، الأكبر حجماً، من الوجود.
إذ أوضحت دائرة الحدائق الوطنية على موقعها قائلةً: “كانت شراسة النسر الذهبي غير مسبوقة، واعتبرت غير طبيعية بسبب أن النسر الذهبي لم يولد ولم يتواجد من قبل على تلك الجزر، ونادراً ما لوحظ هناك حتى ذلك الوقت”، وتابعت: “افترست النسور الذهبية بمخالبها الحادة وطيرانها الرشيق وحجمها الذي يفوق الثعلب أربع مرّات الثعالب عديمة الحيلة أمامها بسهولة”.
وقد تم إضافة هذا النوع من الثعالب إلى قائمة الأنواع المهددة بخطر الانقراض في العام 2004، وهي الخطوة التي أشعلت بعدها جهوداً هائلة ومتُضافرة لإنقاذ الحيوان من حافة النهاية.
بتحفيز وتمكين قوانين حماية الكائنات المهددة بالانقراض، قام 300 عالم وخبير في المحافظة على الأنواع، وهيئات غير ربحية، ووكالات تابعة للولاية ووكالات فيدرالية باتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك التحكّم في تكاثر النسر الذهبي وبرامج إعادة توطينه.
وأعلنت إدارة الأسماك والحياة البرية الأميركية في ديسمبر/ كانون الأول 2016 أن أعداد الثعالب على جزر سانتا ميجول وسانتا روزا وسانتا كروز “تحسنت تماماً”، بينما السلالة الرابعة وهي ثعلب جزيرة سانتا كاتالينا، قد هبطت من معرّضة لخطر الانقراض إلى مُهددة.
فيما أعلن الرئيس السابق لمنظمة الأسماك والحياة البرية دان آش في تصريح له أنه “كان من المعتقد في العام 2004 أن هذه الثعالب سوف تنقرض بنسبة 50% في العقد القادم، لكن ها نحن اليوم نعلن أن ثلاثاً من أربع سلالات تعافت والرابعة في طريقها لذلك”.
2- الكاكابو
يعتبر الكاكابو طائراً استثنائياً، ويعيش هذا الببغاء الكبير في نيوزيلندا منذ ملايين السنيين، وهو كائن فريد من نوعه من الناحية النظرية، ليست له فصائل حية قريبة له، وهو الببغاء الليلي الوحيد في العالم غير القادر على الطيران، ويعتقد العلماء أنه يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 90 عاماً.
وتمتلك تلك الطيور عادات تزاوج غريبة، إذ تنتفخ الطيور كالبالونات وتنبعث منها أصوات شبيهة بـ”دقات القلب” (وتعرف باسم الضربات) في محاولة لاجتذاب شريك، وتصبح الإناث مهتمة فقط بالتزاوج عندما تثمر شجرة الريمو، وهي نوع من الأشجار المحلية.
تتكرر تلك العملية كل سنتين أو أربع سنوات، إذ قال ديغبي، مستشار العلوم في إدارة الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض بنيوزيلندا: “إنها غريبة ومختلفة تماماً عن أي طائر آخر، وإن فقدناها لن يكون لدينا بديل مماثل”، ويضيف ديغبي أن ببغاوات الكاكابو كانت منتشرة بكثرة في نيوزيلندا.
وقد أصبح فقدان كاكابو أمراً واقعاً منذ بضعة عقود، إذ انخفضت أعداد الكاكابو إلى ما يقرب من الصفر في سبعينات القرن الماضي، ويرجع ذلك إلى أن البشر كانوا يصطادونه ويقدمونه إلى الحيوانات آكلة اللحوم، بما فيها الكلاب والقطط.
وعندما قام المحافظون على البيئة بعمل بحث عن هذا الطائر في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ووجدوا أعداداً قليلة منها وكانت كلها ذكوراً، اعُتبر حينها الطير قد انقرض تماماً.
ولكن في العام 1980، اكتشف الباحثون اكتشافاً استثنائياًن وهو وجود أربع إناث على جزيرة تقع قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا، ونُقلت الطيور إلى جزيرة خالية من الحيوانات الضالة والمفترسة، فيما اتخذت الحكومة عدة تدابير لحماية تلك الببغاوات.
وفي العام 1990 أطلقت مؤسسة الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض النيوزيلندية برنامجاً مكثفاً لمراقبة الطيور على مدار اليوم، وكانت أفراخها تربى يدوياً، وقام الباحثون بدراسة مستفيضة حول الكاكابو وسلوكها.
اليوم، يعيش 154 طائراً على ثلاث جزر خالية من الحيوانات المفترسة وفي محميات خالية من الثدييات والحشرات والنباتات غير المحلية، ويعتبر 2016 عاماً ناجحاً في التفريخ فلقد زادت الأعداد بنسبة 20%.
من جانبه، شكر ديغبي التزام الحكومة النيوزيلندية بالمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، باعتباره عاملاً رئيسياً في استعادة الطائر، ويأمل فريق استعادة الكاكابو أن يكون اثنان من أسراب الكاكابو الثلاثة، التي لا تزال تُعتبر معرضة لخطر الانقراض معتمدةً على ذاتها في غضون سنوات قليلة.
3- نمر إمور
جاب نمر إمور (أو النمر السيبيري) شبه الجزيرة الكورية ذات يوم، إذ تظهر صور من القرون الوسطى القط الكبير، وبعضها يظهر الصيادين أمام المفترس ذي الأسنان الحادة.
ومنذ ما يقرب من قرن، امتلأ الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة بالكثير من النمور السيبيرية حسبما قال الدكتور لي هانغ من جامعة سيول الوطنية، إذ انتشرت عمليات الصيد وتدمير البيئة المعيشية للنمر ما تسبب في النهاية بانقراض الحيوان منذ منتصف القرن الماضي.
ولم تكن نمور إمور الكورية فقط هي الواقعة تحت التهديد، وذلك لأن القط الكبير كان موجوداً بوفرة في أجزاء من روسيا والصين، لكن الصيد وغيرها من الأنشطة البشرية قادت السلالة بجميع فئاتها إلى حافة الانقراض، وفي أربعينات القرن الماضي، يعتقد أن حوالي 40 نمراً فقط كانت موجودة في البرية.
وبفضل تدخلات من جانب الحكومتين الروسية والصينية، فضلاً عن عمل ونشاط جماعات الحفاظ على البيئة، قام نمر إمور بـ”عودة مذهلة” على مدى السنوات الـخمسين الماضية، وفقاً للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
حينها أدخلت برامج مكافحة الصيد غير المشروع لحماية الحيوان في روسيا، في حين توقفت الصين عن دخول المناطق التي تتجول بها النمور، كما حظرت الصين امتلاك أسلحة الصيد في تسعينات القرن الماضي، مما قلل من خطر الصيادين.
وفي العام 2008، رفع الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة IUCN النمر من قائمة “معرّض بخطر الانقراض الداهم” إلى “مهدد بالانقراض”، وفي الوقت الحاضر يعيش أكثر من 400 نمر إمور في البرية، معظمها في الغابات الشرقية لروسيا، كما تزيد الأعداد في شمالي الصين، وفقاً لنشطاء حماية البيئة.
في العام 2016، وافق الرئيس الصيني شي جين بينغ على خطة لإقامة حديقة وطنية من 6,000 ميل مربع مخصصة لحماية نمور الإمور والفهود.
وقال دايل ميكويل، مدير البرنامج الروسي في جمعية الحفاظ على الحياة البرية وخبير النمور، إن التزام الحكومة الصينية هو حدث تاريخي، ويبدو أن هناك فرصة كبيرة لحدوث انتعاش للنمور في شمال شرقي الصين.
لكن النمر لا يزال في خطر
ولكن بالرغم من جميع الأخبار الجيدة، إلا أن نمر إمور لا يزال يواجه مخاطر جسيمة.
ويقول ميكويل إن الصيد غير المشروع لا يزال يُمثل التهديد الرئيسي على المدى القصير في كلٍّ من روسيا والصين وبقية آسيا، بينما على المدى الطويل، يشكل تدمير أماكن التواجد الرئيسية مصدر قلق بالغ الأهمية.
وفي كل الأحوال لا بد من وجود رقابة من أجل نجاة النمر، إذ أضاف: “حققت العقوبة المفروضة على قتل الأنواع المهددة بالانقراض في روسيا في الآونة الأخيرة نجاحاً كبيراً، ولكن مع ذلك توجد ثغرات بالقانون تسمح للصيادين بالتهرب من الإدانة”.
ويعتبر تناول لحم هذا النمر في الصين السبب الرئيسي لعمليات الصيد، حيث يسود الاعتقاد هناك بأن لحمه دواء قوي.
4- الغوريلا الجبلية
اكتشف العلماء الغوريلا الجبلية، في الغابات البركانية بوسط إفريقيا، عندما واجه المستكشفون الألمان اثنين من هذه السلالة وقاموا بقتلهما على الفور العام 1902.
كانت هذه البداية منذرة بما سيحدث في المستقبل، فقد قلّص الصيد الجائر وتدمير المواطن الطبيعية والتأثيرات البشرية الأخرى أعداد الغوريلا الجبلية، وحين اشتعلت الحرب والصراع في المنطقة في سبعينات القرن الماضي، كانت هناك أقل من 300 غوريلا باقية على ظهر هذا الكوكب.
وقال باس هوجيبرجتس، مدير الفصائل الإفريقية في الصندوق العالمي للحياة البرية: “كانت هناك مخاوف من أن الغوريلا الجبلية سوف تنقرض في القرن الذي اكتُشفت فيه”.
لكن دعاة حماية البيئة، وبدعم من الحكومات، عملوا على مدى عقود لضمان ألا يحدث ذلك، وفي الوقت الحاضر، يمكن العثور على 880 على الأقل من السلالات في وسط إفريقيا، وما يقارب نصفهم في جبال فيرونغا، التي تمتد على طول الحدود بين رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
فيما ترتفع أعدادها ببطء لكن بثبات، وفقاً لبيتر زهلر، المدير الإقليمي لآسيا في جمعية حماية الحياة البرية، وأضاف أنه في حين أن مجموع أعداد الغوريلا الجبلية الآخذة في التعافي قد لا يكون كبيراً لكن حقيقة أنها لا تزال موجودة، ناهيك عن أنها تتزايد، وهذا مثال حقيقي على نجاح المحافظة على الأنواع من الانقراض.
وقد لعبت جماعات الحفاظ على البيئة مثل الصندوق العالمي للطبيعة وجمعية حماية الحياة البرية دوراً مهماً في حماية القردة الكبيرة على مدى عقود، إذ عملت مع الحكومات الوطنية على تحسين استخدام الأراضي والحد من فقدان البيئات الأساسية، وتوفير المعدات اللازمة لإنفاذ القانون المحلي الخاص بمكافحة الصيد غير المشروع.
وفي العام 2015، احتفل نشطاء بـ”إنجازٍ كبير” لغوريلا الجبال عندما وقّعت رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على معاهدة لحماية التنوع البيولوجي لجبال فيرونغا والمحافظة على الغوريلا على وجه التحديد.
وفي آخر تقييم له العام 2016 قال الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة إن الغوريلا الجبلية تتعافى، ولكن لا تزال تواجه العديد من التهديدات، بما في ذلك استمرار الصيد غير المشروع والاضطرابات المدنية في أجزاء من النطاق الجغرافي للسلالات، فيما لا يزال تصنيف الحيوان في قائمة المعرّض لخطر الانقراض الداهم.
5- مارخور (Markhor)
يعتبر قرنا ماعز المارخور الكبيران من أجمل الأشياء في الطبيعة، لكن تلك القرون كانت سبباً في انخفاض أعداد الماعز الجبلي بشكل ملحوظ.
يستوطن هذا الماعز غرب آسيا، وأدى الصيد غير المقنن للحصول على تلك القرون التي تُستخدم في أغراض تزينية وفي الطب البديل الصيني إلى انخفاض أعدادها.
ففي باكستان على سبيل المثال نقصت حوالي 70% في القرن العشرين، وفي طاجكستان يوجد أقل من 350 مارخور رُصده في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وكان لزاماً على المجتمعات المحلية العمل على عودة ماعز المارخور، وفي باكستان حيث يعتبر الحيوان الوطني، تعمل جماعات الحفاظ على البيئة المحلية وجمعيات حماية الحياة البرية في شراكة لحماية الأماكن الطبيعية للمارخور، كما يتم تدريب السكان المحليين على الخدمة كمتطوعين، وحثهم على المساعدة في منع الصيد غير المشروع.
ويقول الخبراء إن أهمية المارخور قد ساعدت على انتعاشها، ويوضحون أن اعتبار السلالة رمزاً وطنياً وفخراً ثقافياً لعب دوراً في تفاني المواطنين في حمايته.
كما عملت سوق تنظيم القنص الدولية كحافز في بعض المجتمعات المحلية، إذ يبلغ ثمن ذكر واحد حي أكثر من 50,000 دولار، وفي باكستان، فإن 80% من ذلك المبلغ تُعطى للمجتمعات المحلية.
وعلى الرغم من كون تنظيم القنص -الذي يُعد بمثابة تدبير من تدابير الحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض- مسألة مثيرة للجدل والنقاش الساخن، لكن يبدو أن هذه الممارسة قد خفضت القنص المحلي للمارخور، على الأقل في باكستان.
كما ألهمت جهود باكستان المواطنين في طاجيكستان المجاورة، ووصفت قصة العام في 2014 بمجلة ناشيونال جيوغرافيك، كيف ألقى الصيادون التقليديون الطاجيك أسلحة الصيد جانباً لحماية الماعز بدلاً من اصطيادها.
وكتبت المجلة أن المتطوعين من هذه المجتمعات يعرضون حياتهم للخطر لحماية هذه الحيوانات، لأنهم يعرفون أنهم إن تمكنوا من الحفاظ على أعداد سليمة صحياً من المارخور، فإنهم سيرون النتيجة في النهاية، والنتيجة ليست مكافأة مالية فقط، ولكن أيضاً الاعتراف بجدارة تلك المجتمعات المحلية في الحفاظ على الأنواع التي يهتم العالم بها.
وزادت أعداد المارخور إلى أكثر من 1,000 في طاجيكستان، وفقاً لدراسة أجريت العام 2013، بينما زادت الأعداد في بعض أجزاء باكستان إلى أكثر من 50% منذ العام 1999، ونتيجةً لذلك، خفضت IUCN درجة الخطر المعرض له المارخور من “معرضة لخطر بالانقراض” إلى “مهددة تقريباً” في العام 2015.
6- سلحفاة غالاباغوس العملاقة
في 24 يونيو/ حزيران 2012، نعى العالم وفاة جورج الوحيد، آخر سلحفاة ناجية في العالم من جزيرة بينتا القريبة من ساحل الإكوادور بأميركا الجنوبية.
جورج، الذي قارب عمره المائة عام، عاش في محطة تشارلز داروين البحثية في جزرغالاباغوس لعقود تحت مراقبة العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة، وحاول القائمون على رعاية ذكر السلحفاة العملاق حمايته لسنوات، ولكن لم تكلل جهودهم بالنجاح في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من أن ناشطي الحفاظ على البيئة في غالاباغوس لم يكونوا قادرين على إنقاذ سلحفاة جزيرة بينتا، فقد حققوا نجاحاً هائلاً على مدى السنوات الخمسين الماضية في استرداد أنواع السلاحف العملاقة الأخرى في الأرخبيل.
ففي أواخر خمسينات القرن الماضي، اكتشف الباحثون أن 11 نوعاً فقط من أصل 14 نوعاً من السلاحف العملاقة الأصلية في جزر غالاباغوس لا تزال موجودة، كل تلك الأنواع تقريباً كانت معرضة لخطر الانقراض، وأغلبها على حافته.
فقبل قرنين، قتل البحارة والقراصنة والتجار ما بين 100 ألف إلى 200 ألف سلحفاة عملاقة في الجزر، وجلبوا الحيوانات المفترسة مثل الفئران السوداء.
في جزيرة ينزون، على سبيل المثال، وجد العلماء أكثر من 100 سلحفاة، ولكن كلها عجوز جداً، إذ محت الفئران السوداء كل البيض والسلاحف الصغيرة على مدى عقود، ولم يتبق سوى السلاحف العجوز الكبيرة.
هذا، وقالت ليندا كايوت، المستشار العلمي لحماة جزر غالاباغوس، إن كل السلاحف البالغة كانت لتموت أيضاً في نهاية المطاف، إذاً لم يتدخل حماة البيئة.
اليوم، يعيش ما يقدر بنحو 500 سلحفاة عملاقة في جزيرة بينزون، وذلك بفضل برامج تربية السلاحف وحملات القضاء على الحيوانات المفترسة، كما أدت جهود نشطاء المحافظين المُمَاثلة في أنحاء الأرخبيل إلى زيادة أعداد السلاحف العملاقة في غالاباغوس إلى أكثر من 15,000.
وأضافت ليندا التي أمضت 35 عاماً في العمل مع السلاحف “بالتأكيد لقد كان جهداً جماعياً بين منظمات الحفاظ على البيئة والعلماء والحكومة الإكوادورية، إن إنقاذ الحيوانات من على حافة الانقراض تجربة صعبة، ولكن مُرضية جداً”.
ووفقاً لتقرير الصندوق العالمي للطبيعة الذي صدر في 2016، فبهذه الوتيره من الصيد للحيوانات المختلفة من الممكن أن يقتل البشر ثلثي الحيوانات البرية بحلول العام 2020، ولكن الخبراء يؤكدون أنه لم يفت الأوان للحيلولة دون ذلك.
قصص النجاح في المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض هي تذكير لنا بما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الحكومات والمجتمعات والنشطاء المحليون لحماية الأنواع المعرضة للخطر.