جهود حثيثة لتطوير قطاع السياحة: الدوحة وجهة سياحية واعدة
دور فعال للسياحة في تحقيق التنوع الاقتصادي وخلق فرص استثمار
من 22 ألف إلى 40 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2022
توسيع مطار حمد الدولي يعزز دور قطر كمحور ملاحة جوية
مجموعة من المعالم الثقافية عالمية المستوى في الدوحة
تنظيم الفعاليات و المؤتمرات الدولية توجه قطري لدعم السياحة
قطر لديها بنية تحتية رياضية عالمية المستوى لاستضافة اكبر التظاهرات العالمية
مونديال 2022 يستقطب الاف المشجعين من مختلف انحاء العالم
الدوحة تشجع على الاستثمار في قطاع السياحة و تعقد شراكات عالمية
بزنس كلاس- ميادة أبو خالد
تشهد دولة قطر تطوراً ملحوظاً في قطاع السياحة على مستوى الأليات و المشاريع السياحية وتنظيم الفعاليات الكبرى والتركيز على الترويج في الاسواق العاليمة بالاضافة الى تنويع المنتجات والخدمات السياحية وجعلها أكثر جذب وتنافسية. وتأتي جهود الدوحة متناغمة مع الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة 2030 التي رسمت آفاق نمو القطاع السياحي وتطويره خلال السنوات الخمس المقبلة ليكون له دور فعال في تحقيق التنوع الاقتصادي الذي تنشده الدوحة، والمساهمة في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص استثمار.
تطور بالأرقام
خــلال الربع الأول من 2019 استقبلت قطر 588,072 زائــراً وهو مايمثل زيادة نسبتها 10% مقارنة بالربع الأول من عام 2018. و بلغ عدد الزوار ذروتــه فــي شــهر مــارس مــع تجاوزه 200 ألف زائر، وهــو أعلــى عــدد يــزور قطــر فــي شــهر واحــد منــذ بــدء الحصار.
و يعــزى ذلــك إلــى مجموعــة مــن الفعاليــات والمناســبات التــي جــرت فــي هــذا الشــهر، والتــي نجحــت فــي اجتــذاب الــزوار الدوليين. وكان مــن بيــن هــذه الفعاليــات افتتاح متحــف قطر الوطني، وافتتاح المجمــع التجــاري فــي الحــي الثقافــي «كتــارا»، وإطــلاق النســخة العاشــرة والمتميــزة مــن مهرجــان قطــر الدولــي للأغذيــة. وقــد ســجل عــدد الــزوار القادميــن مــن جميــع المناطــق نموا ملحوظــا في الربع الأول من عام 2019 ،وذلك حسب الأرقام الرسمية .
كما سجلت الإقامة الفندقية زيــادة إجماليــة فــي الطلــب والعــرض ومعــدلات الإشــغال (والتــي ارتفعــت فــي جميــع فئــات الفنــادق والشــقق الفندقيــة). وبينمــا شــهد الربــع الأول من 2019زيــادة نســبتها 7% فــي المعــروض مــن أماكــن الإقامــة، مقارنــة بالفتــرة نفســها مــن 2018، ســجل الطلــب نموا بنســبة 16% ، مما أدى الى زيادة اجمالية في معدل الاشغال بنسبة 11% خلال الربع الأول من عام 2019.
البنية التحيتة والخدمات
لتكون الدوحة قبلة عالمية جاذية للسياح ومنافسة لبقية الدول تعمل المؤسسات القطرية على تطوير البينة التحتية والخدمات الفندقية. وفي هذا الصدد يعمل المجلس الوطني للسياحة على التخطيط والتنسيق للمشروعات التطويرية وتنسيق المشاريع المرتبطة بالسياحة ودمجها في خطة استثمار وطنية أوسع تقدر قيمتها بـ 200 مليار دولار وتستهدف تطوير البنية التحتية خلال هذه الفترة وحتى عام 2030.
يدرس المجلس الأعلى للسياحة مجموعة واسعة من المشاريع التطويرية والمحتملة لتحديد المبادرات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز قطاع السياحة على غرار تطوير الفنادق وتنويع خيارات الإقامة حيث يتم العمل على زيادة عدد غرف الفنادق من 22 ألف إلى 40 ألف غرفة بحلول عام 2022، وأكثر من 50 ألف غرفة بحلول عام 2030.ومن المتوقع استمرار التركيز على المنشآت الفندقية الفاخرة مع التنويع من خلال اطلاق المنتجعات الصديقة للبيئة .
العنصر المهم الاخر الذي يلعب دورا في دعم السياحة و التي تعمل الدوحة على تطويره هو وسائل النقل والمواصلات حيث تم مؤخرا توسيع مطار حمد الدولي و تطوير قدراته لتعزيز دور قطر المتنامي كمحور ملاحة جوية كما من المتوقع أن يسمح افتتاح ميناء الدوحة الجديد جنوب العاصمة بتطوير محطة متخصصة للرحلات البحرية في موقع الميناء السابق في وسط المدينة.
بالاضافة الى تطوير شبكة النقل الداخلية من خلال افتتاح نظام مترو الدوحة الذي يتيح التنقل من المطار إلى جميع أنحاء المدينة عبر أربعة خطوط و100 محطة، بالإضافة إلى ارتباطه بشبكة نقل لوسيل الجديدة للقطارات الخفيفة.
مناطق الجذب
تملك قطر مجموعة من المعالم الثقافية عالمية المستوى منها متحف قطر الوطني، الذي اثار اعجاب العالم بتصميمه المبهر والمبتكر الى جانب متحف الفن الإسلامي والحي الثقافي كتارا وغيرها من المرافق المميزة التي تمثل نقاط قوى في السياحة القطرية الى جانب المواقع التاريخية والتراثية. كذلك تعمل قطر على استكمال مشروعاتها التنموية والعصرية مثل مدينة لوسيل الجديدة التي تقدم مشروعات التنمية متعددة الاستخدامات بما فيها الفنادق والمطاعم والمرافئ ومراكز التسوق وغيرها من مرافق ترفيهية. كما تعمل قطر على تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الزوار عبر زيادة خيارات الأنشطة والترفيه المتاحة.
ومن النقاط التي تهتم الدوحة بتطوريها لتكون وجهة عالمية تنظيم الفعاليات سواء السياسية أو الرياضية حيث تمتلك قطر بنية تحتية رياضية عالمية المستوى جعلتها قادرة على استضافة دورات رياضية عالمية وينصب تركيز مشروعات التطوير الحالية على متطلبات الملاعب استعداداً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 الذي يستقطب الاف المشجعين من مختلف انحاء العالم . كما تنظم الدوحة مجموعة هامة من فعاليات الأعمال والمؤتمرات على الصعيدين المحلي والدولي.
تنويع الاستثمارات
يسعى المجلس الوطني للسياحة بشكل حثيث من أجل جذب المستثمرين المناسبين لتنفيذ المشروعات ذات الصلة والتي تصب في صالح عملية استكمال المرافق وأماكن الجذب الحالية وتوسيعها، وخلق المزيد من فرص العمل، في إطار سعيه لتنويع البنية التحتية للسياحة والخدمات السياحية في قطر وتعزيزها..
وتتميز قطر بنظامها الاقتصادي المشجع للاستثمار، وهو ما أكد عليه التقرير السنوي الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي والخاص بقياس التنافسية السياحية، حيث جاءت قطر في المرتبة 51 عالمياً، والثانية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد تفوقت قطر في مؤشر «بيئة العمل» بفضل انخفاض الضرائب المفروضة على الأعمال، وفعالية الهيكل الإداري والمظلة القانونية.
ويرى عدد من رجال الاعمال القطريين أن تشجيع الدولة للاستثمار أمر في غاية الأهمية وقال السيد منصور المنصور إن هناك حرصا كبيرا لإشراك رجال الأعمال وأصحاب المبادرات القطرية في النهوض بالقطاع السياحي والعمل في القطاع الخاص الذي شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة مما يحفز على العمل واطلاق المزيد من المشاريع.
كما بين السيد مبارك آل نجم المري أن رجال الاعمال سيما الشبان بحاجة الى التأطير والمرافقة من قبل مؤسسات الدولة لبعث مشاريع ناجحة في قطاع الترفيه والسياحة الذي أصبح محل اهتمام متزايد لما يحمله من مستقبل واعد .
وقد شهدت قطر خلال الأعوام الماضية جذب عدد من الاستثمارات العالمية في مختلف القطاعات السياحية، من أحدثها توقيع كتارا للضيافة، الشركة التي تملك وتدير وتطور مجموعة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة عالمياً والتي تتخذ من قطر مقراً لها، والمجلس الوطني للسياحة والخطوط الجوية القطرية وسلسلة فنادق ريكسوس نحو17 مذكرة تفاهم مع منظمين ومشغلين للرحلات السياحية العالمية، والذين يزودون حاليا 4 ملايين سائح حول العالم، تقضي بتركيزهم على دولة قطر لإنعاش وتنشيط قطاع السياحة والضيافة.
كما يعمل المجلس الوطني للسياحة على تعزيز شراكاته عالمياً مع أهم الشركات والمنظمات السياحية لتطوير مختلف القطاعات السياحية، حيث يرعى المجلس أول مسابقة للمشروعات الناشئة في مجال السياحة الرياضية حول العالم تحت مظلة منظمة السياحة العالمية وبالتعاون مع نادي برشلونة، لدعم رواد الأعمال وتطوير السياحة الرياضية عالمياً.و نفذ المجلسالعديد من المبادرات في سبيل الارتقاء بمستوى موفري ومقدمي الخدمات السياحية في قطر، باعتباره أمرا تتعزز أهميته مع تنامي أعداد السياح القادمين إلى البلاد.