قال سعادة الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك أن سماء قطر تشهد فجر بعد غد الجمعة والسبت المقبل زخة شهب إيتا الدلويات Eta Aquariids حيث يتوقع رؤية حوالي 40 شهابا في الساعة في المعدل.
وأضاف سعادة الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني في تصريح له اليوم أنه وفقا للمعلومات الرصدية حول زخة شهب إيتا الدلويات، فتبدأ بالظهور عادة يوم 19 إبريل وتستمر حتى يوم 28 مايو الحالي، لكن الذروة تكون يومي الخامس والسادس من شهر مايو من كل عام، حيث يصل عدد الشهب المشاهدة في السماء إلى أكبر عدد ممكن ويصل إلى حوالي 40 شهابا أوأكثر في الساعة، ووفقا لآخر الدراسات العلمية للشهب فإن أفضل وقت لرصدها هو من منتصف الليل وحتى ساعات الفجر أي قبل ظهور ضوء الفجر الساطع.
وأوضح سعادته أن مصدر زخة شهب إيتا الدلويات هو المذنب الشهير هالي Comet Halley، حيث اكتشف الفلكيون أن المذنب هالي يترك نهرا من الغبار يقطع مدار الأرض أثناء اقترابه منها كل 86 عاما تقريبا، ومن المنتظر عودة المذنب للأرض في سنة 2061 م،إن شاء الله، وتعبر الأرض هذا النهر الغباري يومي 5 و6 مايو من كل عام، لذلك تظهر الشهب بكثافة في هذه الفترة جهة كوكبة الدلو في الجهة الشرقية من السماء، كما تظهر زخة شهب أخرى بسبب الغبار الذي تركه مذنب هالي خلال الفترات الماضية التي اقترب بها من الأرض تسمى زخة شهب الجباريات Orionid meteor shower وموعد ذروتها يوم 20 أكتوبر من كل عام.
كما تعتبر المذنبات المصدر الرئيسي لمعظم الشهب، حيث تترك المذنبات أثناء اقترابها من الشمس كميات كبيرة من ذرات الغبار بين الكواكب السيارة في الفضاء، وعندما تمر الأرض في ذرات الغبار التي تركتها المذنبات تظهر الشهب بأعداد كبيرة نسبيا، وتسمى زخات الشهب من جهة الكوكبة السماوية التي تظهر الشهب من جهتها في السماء.
وذكر أن الشهب meteors التي تسمى عند الشعوب والعامة shooting stars عبارة عن ذرات تراب مجهرية أي صغيرة جدا، وتسبح هذه الذرات الترابية في الفضاء بين الكواكب السيارة، وهي ناتجة عن مخلفات المذنبات التي تتركها في الفضاء، وتزداد الذرات الترابية في مناطق معينة من الفضاء تسمى “أسراب الشهب” وعندما تمر الأرض من هذا السرب تظهر الشهب بشكل مميز.
وأشار الى أنه عندما تقترب الذرات الترابية من الكرة الأرضية فإنها تدخل الغلاف الغازي الأرضي بسرعة عالية جدا تصل إلى 70 كلم/الثانية الواحدة في المعدل، ونتيجة لهذه السرعة العالية فإن ذرات التراب تحتك بالغلاف الغازي الأرضي وهذا يؤدي إلى توليد حرارة عالية فتتوهج وتظهر على شكل أسهم نارية لامعة لبرهة من الزمن ثم تنطفئ، وتبدأ الشهب بالاحتراق على ارتفاع 120 كلم عن سطح الأرض، ثم تحترق وتتحول إلى رماد على ارتفاع 60 كلم لذلك فالشهب لا تصل سطح الكرة الأرضية إلى في حالات نادرة وإذا ما وصل منها شيء فهو ليس سوى ذرات صغيرة جدا لا يشعر بها أحد.
وأوضح رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء والفلك أن أفضل الأوقات لرصد الشهب ستكون في المناطق النائية نظرا لابتعادها عن التلوث الضوئي والصناعي، لذلك نشاهد الشهب من هذه الأماكن أكثر لمعانا ووضوحا لصفاء السماء وظلمتها الشديدة، كما دعا خبراء التصوير والهواة استغلال هذه الشهب لتصويرها، حيث تبدو الشهب في الصور غاية في الروعة والجمال.