تتجه أنظار عشاق ومحبي كرة القدم إلى ملعب فيليب أرينا في مقدونيا لمتابعة مواجهة القمة بين مانشستر يونايتد وريال مدريد في كأس السوبر الأوروبي، مباراة سيفتتح فيها الفريقين موسمهما الكروي وسيحاول كل منهما إضافة لقب جديد لسجلهما الحافل.
ريال مدريد لم يقدم الأداء المنتظر منه خلال فترة التحضيرات وتلقى ثلاث هزائم وحقق فوزاً وحيداً بركلات الترجيح، وظهر على الفريق العديد من المشاكل الفنية والتكتيكية، وهو ما زاد حظوظ مانشستر يونايتد للفوز في اللقاء بعد أن كانت جميع الترشيحات تصب في مصلحة الميرنجي قبل شهر من الآن.
المباراة لن تكون سهلة ريال مدريد والمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وذلك يعود إلى تحسن مانشستر يونايتد التدريجي، بالإضافة إلى التدعيمات التي قام بها بالتعاقد مع روميلو لوكاكو وليندلوف وماتيتش، عدا عن وجود مدرب محنك مثل جوزيه مورينيو القادر على إرباك حسابات أي منافس، وبالتالي يجب على زيزو أن يكون حذراً في التعامل مع المباراة وأن يراعي عدة نقاط من أجل تحقيق الفوز.
4-3-3 لن تصلح
الاعتماد على 3 لاعبين في خط الوسط فقط سيكون خياراً خاطئاً من زيدان، وهذا يعني تجنب الدفع بـ “بي بي سي” المتمثل بكريم بنزيما وجاريث بيل وكريستيانو رونالدو، حتى لو كان الأخير في أتم جاهزيته البدنية.
زيدان يجب أن يفكر اللعب بلاعب خط وسط رابع والتضحية بأحد أضلاع ثلاثي “بي بي سي” والذي سيكون رونالدو على الأغلب لأنه انضم إلى التدريبات مؤخراً وما زال لم يستعد لياقته البدنية بشكل كامل، وذلك يعود لسبب بسيط وهو أن خط وسط مانشستر يونايتد يعد الأفضل بين الخطوط الثلاث، بالإضافة إلى أن مورينيو بات يعتمد استراتيجية جديدة في المباريات الكبيرة رفقة الشياطين الحمر مختلفة عن التي كان يتبعها مع تشيلسي، حيث أصبح يهتم بالسيطرة على وسط الملعب وإغلاق المساحات في منتصف الملعب بدلاً من العودة بالفريق كاملاً إلى الخلف.
ضرورة الدفع بإيسكو
هذه النقطة تابعة لما ذكرناه في النقطة السابقة وهي الدفع بلاعب خط وسط رابع والذي يجب أن يكون إيسكو، حيث يملك الأخير ميزة اللعب في المساحات الضيقة على عكس معظم الخيارات الأخرى المتاحة، كما يعد إيسكو اللاعب الوحيد تقريباً في ريال مدريد الذي يملك القدرة على الاختراق من العمق، وهو ما يفتقده الفريق في العادة بغيابه.
اللعب بجدية والتركيز
الحديث هنا ليس عن التكتيك، بل عن الجانب النفسي والذهني، حيث يتوجب على زيدان تهيئة لاعبيه بشكل جيد للمباراة والتنبيه على نقطة التركيز في المباراة بالأخص في الدقائق الأولى التي نرى فيها عشوائية في التمركز من جانب لاعبي ريال مدريد، كذلك يجب اللعب بجدية وعدم النظر إلى مانشستر يونايتد على أنه فريق ما زال في طور البناء، واعتقد أن في هذا الجانب لا خوف على زيدان، فقد نجح في العديد من الاختبارات المشابهة خلال الموسمين الماضيين.
تسريع اللعب قدر الإمكان
مورينيو معروف بقدرته على إحباط الخصم إن كان يلعب برتم بطيء، فإن منحت فريقه الوقت الكافي لإعادة ترتيب أوراقه في خطي الوسط والدفاع حينها سيصعب اختراقه، ومن هنا نرى أهمية اللعب برتم سريع والابتعاد عن تدوير الكرة بشكل روتيني الذي سيسمح لنجوم مانشستر يونايتد التقاط أنفاسهم والتمركز بشكل جيد.
السيطرة على مفاتيح لعب مانشستر يونايتد
من تابع المدرب البرتغالي خلال تنقلاته بين الأندية الأوروبية يعلم جيداً أنه دائماً ما يرتكز على لاعب أو اثنين لإدارة هجماته، فمثلاً في إنتر ميلان كان شنايدر هو المفتاح دائماً، وفي تشيلسي لعب لامبارد هذا الدور كثيراً وتبعه فابريجاس، أما في ريال مدريد فكان تشابي ألونسو هو العقل المدبر دائماً.
إن استطاع زيدان إحكام سيطرته على مفاتيح لعب مورينيو في فسيضمن الفوز بنسبة كبيرة وسيجعل مانشستر يونايتد عاجزاً عن الخروج بالكرة وبناء هجمات منسقة، وهناك لاعبان يجب مراقبتهما جيداً واللذان يعدان محور استراتيجية مورينيو، الأول هو أندير هيريرا المنسق لجميع هجمات الفريق، والثاني هو هنريك مخيتاريان الذي تحوم شكوك حول مشاركته في المباراة.