5 علامات استفهام على تمسك زيدان ببنزيما وتجاهل موراتا

 

من الأمور الغير قابلة للتفسير أو التحليل في الفترة الأخيرة هي مسألة تفضيل الفرنسي زين الدين زيدان لمواطنه كريم بنزيما على حساب ألفارو موراتا بشكل مستمر، فجميع المؤشرات تؤكد أن المهاجم الإسباني يستحق فرصة أكبر لإثبات نفسه، على الأقل أن يتم توزيع الدقائق بشكل متوازن أكثر بينهما.

كريم بنزيما ظهر بشكل مميز في بعض مباريات ريال مدريد هذا الموسم مثل مباراة نهائي مونديال الأندية، أو مواجهة نابولي في دوري الأبطال، لكنه كان عكس ذلك في معظم المباريات الأخرى، حيث قدم أداء متواضع جداً منذ بداية الموسم وأرقامه التهديفية في الليجا خير دليل، في الوقت الذي يحاول فيه موراتا صناعة الفارق كلما سنحت له الفرصة.
مباراة اليوم مثلاً، قدم بنزيما أداء سيء جداً في الشوط الثاني ولم يقدم أي إضافة تذكر، وعندما جاءت التبديلات شاهدنا زيدان يريح ثلاثة لاعبين ويدفع بثلاثة آخرين دون أن نرى دخول موراتا أو خروج بنزيما.

البعض يتهم زيدان بأنه يفضل بنزيما لمجرد أنه فرنسي مثله، لكن هذا تحليل بعيد عن الواقع تماماً لأننا نتحدث عن واحد من أكثر المناصب خطورة في الوسط الرياضي، فعندما تكون مدرباً لريال مدريد فلست بحاجة لارتكاب أخطاء من هذا النوع لأن قرار إقالتك قد يتحرر بين ليلة وضحاها حتى دون وجود جرائم من هذا النوع، وزيزو ليس بتلك السذاجة بكل تأكيد.

أما الرأي الآخر فيرى أن زيدان يفضل بنزيما بسبب انسجامه الكبير مع كريستيانو رونالدو، ومدى قدرته على اللعب خارج منطقة الجزاء والانخراط بالعمل الجماعي، ورغم أن هذا هو التحليل الأقرب إلى المنطق لكن يجب الاعتراف أيضاً أن بنزيما تراجع أيضاً في هذا الجانب ولم يعد كالسابق.

بكل تأكيد، هناك وجهة نظر خاصة لزيدان في هذه المسألة وهناك أسباب تدفعه لهذه الاختيارات، لكن في الوقت ذاته هناك عدة أمور تزيد من غرابة هذا القرار من المدرب الفرنسي بعيداً عن لغة الأرقام التي هي بالأساس تصب في مصلحة موراتا.
موراتا أفضل في الكرات العرضية

لاعبو ريال مدريد اليوم قاموا بتحويل أكثر من 20 عرضية خلال المباراة، أي أن استراتيجية اللعب كانت تتمحور حول العرضيات والتي جاء منها الهدف الوحيد، ورغم علم زيزو أن موراتا أفضل من بنزيما في الكرات الرأسية والتعامل من العرضيات إلا أنه لم يدفع به خلال اللقاء.

زيدان يحب المقاتلين داخل الملعب

من الأمور التي تزيد درجة الغموض حول قرار زيدان هو أنه يفضل دائماً اللاعب الأكثر قتالية والأنشط داخل الملعب، وذلك يتضح من خلال تصريحاته التي تشدد على هذه النقطة، لذلك هو يشرك لوكاس فاسكيز باستمرار، ويفضل كاسيميرو على لاعبين مثل إيسكو وكوفاسيتش اللذان هما أكثر مهارة من النجم البرازيلي من حيث التعامل مع الكرة، وفي هذا الجانب يتفوق موراتا بشكل كاسح على بنزيما الذي يتضح عليه الكسل في كثير من الأحيان.

مورتا أسرع من بنزيما

سرعة بنزيما تتراجع يوماً بعد يوم بالجري في الكرة، على عكس موراتا الذي يملك سرعة كبيرة في الانطلاق وإنهاء الهجمات أيضاً، وبما أن أسلوب ريال مدريد يعتمد في أساسه على السرعة في الإيقاع، كان لا بد من ذكر هذه النقطة كعلامة استفهام أخرى على قرار زيزو.

موراتا متعدد المراكز

صحيح أن بنزيما يتحرك بشكل كبير خارج منطقة الجزاء حتى مع تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، لكن مركزه على الورق هو كرأس حربة، وهو مركز ثابت لم يتغير منذ رحيله عن ليون الفرنسي، في المقابل يملك موراتا قدرة اللعب على الرواقين أو حتى كمهاجم ثاني، وهو الدور الذي شغله كثيراً مع يوفنتوس وبرع فيه.

عامل السن في صالح موراتا أيضاً

من الواضح أن زيدان يفكر بمشروع مستقبلي مع ريال مدريد، حيث قام باستعادة أسينسيو، وأصر على بقاء إيسكو وخاميس وكوفاسيتش ولوكاس فاسكيز، كما طالب إدارة النادي بالتجديد مع توني كروس بعقد طويل الأمد، ويحاول تصعيد لاعبين من الكاستيا بشكل مستمر، هذا كله يؤكد أن زيزو يفكر بالمستقبل كثيراً ويعمل جاهداً على منح اللاعبين الأصغر سناً فرص أكبر لاكتساب الخبرة.

لكن هذه السياسة لا نراها في عملية المداورة بين بنزيما وموراتا، فالأخير يصغر بنزيما بـ6 أعوام، أي أنه من المفترض أن يكون مهاجم المستقبل في ريال مدريد، ومن المفترض أيضاً أن يشارك بشكل أكبر لكي يكتسب الخبرة ويطور من نفسه.

الخلاصة

كل ما ذكرناه لا يعني أن موراتا أفضل من بنزيما، فكما هناك إيجابيات للمهاجم الإسباني هناك مثلها للفرنسي، لكن الغريب أن ميزات موراتا جميعها تتماشى مع أفكار زيزو واستراتيجيته في العمل بشكل أكبر مميزات البنز، مما يضع العديد من علامات الاستفهام والغموض حول هذه القضية التي تشغل جزء كبير من جدال جماهير ريال مدريد في الأسابيع الأخيرة.

السابق
سلسلة مرعبة تؤكد .. “يوفنتوس ستاديوم” جحيم للمنافسين
التالي
غزارة تهديفية غير مسبوقة في ذهاب دور 16 من دوري الأبطال