مركز خط الوسط يعتبر واحد من المراكز التي ساهمت في سقوط برشلونة على الصعيد المحلي والأوروبي في الموسم الماضي بسبب غياب الإبداع الفني من جهة ، وغياب التنسيق من جهة أخرى في ظل الغياب المتكرر من اللاعب أندريس إنيستا ، وقلة الخبرة من بقية اللاعبين.
نادي برشلونة ومنتخب الأرجنتين يمكنهما استعادة الأمجاد المفقودة مع ليونيل ميسي في خط الوسط ، حيث أثبت اللاعب المُلقب بالبرغوث قدرة غير عادية على تقمص هذا الدور من خلال صناعة الاهداف والتنسيق العالي في وسط الميدان ، والربط بين خط الوسط وخط الهجوم.
وبعد أن فشل برشلونة حتى الآن في التعاقد مع لاعب قادر على ملء الفراغ الذي سيتركه أندريس إنيستا في بعض المباريات في الموسم المقبل ، فإن الاعتماد على ليونيل ميسي أصبح أمراً لا مفر منه ، خصوصاً أن النادي الكتلوني يقاتل على العديد من الجبهات الرئيسية.
الأسباب الرئيسية التي تجبر ميسي على تغيير مركزه إلى خط الوسط:-
* بديل أندريس إنيستا.
ليس سرا أن برشلونة يبحث منذ فترة طويلة عن بديل أندريس إنيستا في خط الوسط ، وذلك بعد أن ثبت بأن العثور على خليفة تشافي هرنانديز تبدو مهمة مستحيلة ، والأمر نفسه ينطبق على إنيستا بعدما قدم أندريه جوميز، دينيس سواريز وأردا توران مستويات متوسطة للغاية في وسط الميدان.
ليونيل ميسي سيكون البديل الأمثل للأسطورة أندريس إنيستا ، رغم أن هناك بعض القضايا الشائكة مثل رجوع النجم الأرجنتيني للمساهمة على الصعيد الدفاعي على سبيل المثال ، إلا أن مشاركة ميسي في خط الوسط ستقدم له الحرية والتجول في الدفاع وتقديم الدعم في خط الهجوم.
إنيستا لعب في الموسم الماضي 2288 دقيقة مع برشلونة ، أي أقل عدد من الدقائق منذ موسم 2004-2005 ، كما لعب غيابه دوراً محورياً في موسم البرسا المخيب للآمال ، وهو ما يمكن أن يتكرر في الموسم الجديد ، وبالتالي فإن تقمص ميسي لهذا الدور على المدى القصير قد يكون الحل الأنسب.
* إطالة مسيرة ليونيل ميسي الاحترافية.
صحيح أن ليونيل ميسي لا يعتمد إطلاقاً على سرعته ، ولكن ازدياد عمره وارتفاعه في السن سوف يسلبه من بعض المزايا التي جعلت منه أفضل لاعب في العالم على الجانب الأيمن ، وبالتالي سيتعين على ميسي أن يقبل التحول إلى مركز آخر مع الاستمرار في تقديم الدعم في خط المقدمة.
ومن شأن الانتقال إلى خط الوسط أن يتيح لميسي الاعتماد أكثر على رؤيته الثاقبة وقدرته على التمرير ، وهي قدرات لا تحتاج إلى جهد بدني كبير وربما يكون فرانشيسكو توتي أكبر مثال على ذلك ، ولهذا فإن النجم الأرجنتيني قادر على الاستمرار في هذا المركز لعقد آخر من الزمان بكل سهولة.
* إطلاق العنان لقدرات نيمار الحقيقية.
نحن لا نحتاج إلى أرقام أو احصائيات لكي ندرك أن نيمار دا سيلفا الذي يقدم مستويات كبيرة مع منتخب البرازيل، يختلف اختلافاً كبيراً في الملعب عندما يلعب بقميص برشلونة ، نيمار يقدم مع النادي الكتلوني خدمات من خلال اللعب على الأجنحة ، ونادراً جداً ما نراه داخل منطقة العمليات إلا في حال تبادل الأدوار.
ولكي نكون منصفين ، فعندما يكون لديك لاعبين مثل لويس سواريز وميسي داخل منطقة الجزاء ، فإن الأمر يكون صعباً على نيمار من حيث تقديم المساعدة على صعيد تسجيل الأهداف أو التنسيق ، على عكس مستواه مع منتخب البرازيل ، بحيث يكون القائد الأول في خط الهجوم وصاحب الكلمة الأولى في تسجيل الأهداف.
وجود ميسي في خط الوسط سوف يسمح للنجم البرازيلي بتحمل مسؤولية أكبر في المستقبل ، وهنا يمكن أن نراهن على ازدهار خط هجوم برشلونة في هذه الحالة ، بسبب قدرة نيمار على المراوغة وامتلاكه السرعة والحنكة الهجومية ، وبالتالي فإن رجوع ميسي إلى خط الوسط سيجعل نيمار يعزف وحده على انفراد.
* استعادة التوازن في خطوط برشلونة الثلاث.
مشجعو برشلونة يعلمون تماماً أن السبب الوحيد الذي تمكن به فريقهم من الاستمرار على المنافسة في الدوري الإسباني خلال الموسم الماضي هو القدرة السحرية من جانب ميسي على الاستمرار في القتال حتى الموت ، وذلك بعد أن فشل فريق المدرب لويس إنريكي في تحقيق التوازن بين الهجوم والدفاع.
وبعد الأدوار التي لعبها في بعض المباريات في الوسط ، فقد أدرك النجم الأرجنتيني أن المشكلة عميقة ، لكن هذا التحول إلى وسط الميدان جاء متأخراً جداً في الموسم الماضي ، وأدى إلى تضارب في المهام مع إيفان راكيتيتش الذي كان يتقدم في كثير من الأحيان إلى خط المقدمة بسبب عودة ميسي للوسط.
توقيع برشلونة مع جيرارد ديولوفيو ونيلسون سيميدو يؤكد تماماً علاج مسألة الهجوم من الجناح الأيمن ، ويعني أيضاً أن ميسي سيلعب في خط الوسط بعد ملء مكانه على الأجنحة ، وبالتالي تزداد قدرته على الاحتفاظ بالكرة وزيادة أسلوبه الفني بشكل أكثر مرونة ، بحيث من الممكن أن نرى طريقة “تيكي تاكا” جديدة.
* الحصول على المجد الدولي.
الانجازات الدولية ما زالت حجر الرحى الذي يدور حول رقبة ليونيل ميسي ، ويهدد مكانته بالتراجع خلف كريستيانو رونالدو ودييجو مارادونا في نظر الكثيرين ، على الصعيد الدولي ميسي لديه كامل الإمكانيات للتألق مع منتخب الأرجنتين بعد الذكريات الصعبة للغاية في بطولة كوبا أمريكا في مناسبتين وكأس العالم 2014.
مشاركة منتخب الأرجنتين في بطولات قارية كبرى دائماً ما تزيد الضغوط حول ميسي ، بحيث يكون حجر الدومينو في كل مناسبة وصاحب المسؤولية الرئيسي عن أي اخفاق ، ولكن يجب القول أيضاً أن مشاركة ميسي في خط الهجوم إلى جانب جونزالو هيجواين وسيرجيو أجويرو تؤدي إلى فقدان هؤلاء اللاعبين لفعاليتهم.
وفي حال تراجع ميسي إلى خط الوسط مع منتخب الأرجنتين ، فإن جونزالو هيجواين وباولو ديبالا يمكنها إعادة الشراكة الرهيبة الموجودة في يوفنتوس ، ويسمح أيضاً للاعبين مثل أجويرو بالإزدهار ، وقد يؤدي ذلك أيضاً حصول أن أنخيل دي ماريا على حرية أكبر في الأجنحة ، وبالتالي توازن وسيطرة على خط وسط الأرجنتين.