5 مجالات عمل بديلة توفر دخلا مربحا

لفترة طويلة، ظلت البرمجة التذكرة الذهبية لكل من يرغب في تحسين دخله أو الهرب من الأوضاع الاقتصادية السيئة أو حتى العمل مع الحواسيب بشكل مستمر، ولكن متطلبات سوق العمل تغيرت بشكل سريع في الأعوام الأخيرة بشكل جعل الطلب على مهنة البرمجة المعتادة أضعف مما كان سابقا.

ولحسن الحظ، فإن اندثار البرمجة أفسح المجال أمام مجموعة من الوظائف والمهارات الجديدة التي أصبحت هي الأولوية، وأصبحت قادرة على تحقيق دخل أكبر كثيرا مما كان يحققه المبرمجون في الماضي، ومن خلال هذا التقرير نستعرض معا 5 مجالات عمل بديلة يمكن إتقانها بدلا من البرمجة المعتادة.

1- التسويق الرقمي من أجل النمو

تحول التسويق الرقمي في وقت قياسي إلى أحد أهم المتطلبات التي تحتاجها الشركات والمتاجر في مختلف بقاع العالم، ورغم كون التسويق الرقمي من المهن القديمة والموجودة منذ سنوات عدة فإن وباء “كوفيد-19” سلط الضوء على أهميتها بشكل كبير للغاية، إذ كانت سبيلا لتحسين مبيعات المتاجر الإلكترونية في وقت عانت فيه المتاجر المعتادة من انخفاض واسع في المبيعات.

وعموما، لا يمكن القول إن التسويق الرقمي يتضمن مهارة واحدة يمكن جمعها في أكثر من شخص معا، ولكن مجموع هذه المهارات معا يعد الأكثر طلبا في العالم، وذلك وفق تقرير “كورسيرا” المنصة الشهيرة للمهارات والدورات التدريبية.

ويشير تقرير “كورسيرا” إلى أن مهارة التخطيط الإستراتيجية والمبيعات الممولة فضلا عن تحسين محركات البحث هما الأكثر طلبا في قطاع الأعمال، وهما من المهارات الأساسية المكونة لقطاع التسويق الرقمي.

ويقدر تقرير “فوربس” أن إجمالي الرواتب التي يتقاضاها قطاع التسويق الرقمي يتجاوز 200 مليار دولار سنويا، وذلك دون النظر إلى قطاع الأعمال الحرة أو المستقلة الذي يمتلك مجموعة كبيرة من العاملين فيه ويحصل على العديد من الرواتب أيضا عبر منصات العمل الحر.

ويختلف التسويق الرقمي من أجل النمو عن التسويق الرقمي المعتاد في كونه يركز بشكل أساسي على تحقيق نتائج إيجابية، ومن أجل ذلك يستخدم مزيجا بين الحملات الممولة والتسويق المعتاد المجاني عبر المحتوى من أجل الوصول إلى النتائج المرجوة.

ومع انتشار المؤثرين عالميا وظهور المزيد منه ومن الشركات التي تسعى للاستفادة من التجارة الإلكترونية يصبح التسويق الرقمي أحد أهم المجالات البديلة القادرة على توليد دخل مربح في عام 2024.

يختلف التسويق الرقمي من أجل النمو عن التسويق الرقمي المعتاد في كونه يركز بشكل أساسي على تحقيق نتائج إيجابية (غيتي إيميجز)

2- إدارة الخدمات السحابية

يمكن القول إن إدارة الخدمات السحابية هي جزء لا يتجزأ من عالم البرمجة السحابية، وهي التطور الطبيعي لمجالات البرمجة المعتادة، لذلك نشهد انتقال العديد من المبرمجين إليها بفضل الخلفية المشتركة بينها وبين البرمجة المعتادة، ولكن الاختلاف الوحيد يكمن في آلية العمل.

فبينما يعمل المبرمج المعتاد بشكل محلي على الحواسيب الخاصة به فإن العاملين في قطاع البرمجة السحابية والخدمات السحابية بشكل عام يعتمدون على أدوات برمجة مخصصة منخفضة الأكواد أو لا تستخدم الأكواد بشكل عام، وذلك من أجل تحقيق النتائج ذاتها التي كانت تحقق عبر البرمجة المعتادة.

وبينما تتقاطع مهام إدارة الخدمات السحابية مع الأتمتة والبرمجة المعتادة لكنها تختلف عنهما كثيرا.

ويشير تقرير “تيك تارغت” إلى أن رواتب قطاع الخدمات السحابية تتراوح بين 70 ألف دولار و125 ألفا سنويا بحسب مستوى المهارة والخبرة المطلوبة.

كما يشير التقرير ذاته إلى أن قطاع الخدمات السحابية يتوقع أن يتمكن من توليد 1.6 تريليون دولار في الأرباح خلال عام 2030، وهو القطاع الذي تعمل فيه كبرى شركات الإنترنت الآن مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت.

من المتوقع أن يستمر الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة مهما كانت الأرباح الواردة من هذا القطاع (شترستوك)

3- تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي

مما لا شك فيه أن الصيحة الأهم لعام 2024 هي برمجيات الذكاء الاصطناعي والاعتماد المباشر عليها في مختلف الوظائف والأعمال، وبينما يعد هذا القطاع جاذبا للاستثمار بشكل كبير فإن هذا يعزز حجم الرواتب والإنفاق على مهندسي الذكاء الاصطناعي في مختلف الشركات والأنواع.

وتتنوع الوظائف في مجال تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي بين مهندسي البرمجيات ومهندسي البيانات، فضلا عن مهندسي الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي إلى جانب مهندسي نماذج اللغة العميقة والروبوتات، ويمثل اندماج كل هؤلاء معا قطاع الذكاء الاصطناعي والسعي لتقديم نماذج صناعية عميقة.

ومن المتوقع أن يستمر الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي خلال السنوات القادمة مهما كانت الأرباح الواردة من هذا القطاع، وبالتالي فمن المتوقع أن يزيد الطلب على هذه الوظائف، كما تعد وظائف الذكاء الاصطناعي تطورا لوظائف البرمجة المعتادة، إذ تطلب خبرة مسبقة فيها، وتتراوح رواتب هذه الوظيفة بين 60 ألف دولار في السنة وحتى 238 ألفا.

4- خبراء الأتمتة

ينظر العديد من العاملين في القطاعات التقنية إلى الأتمتة على أنها الخطر الأكبر على الوظائف، إذ أصبحت قادرة على تأدية المهام المتنوعة والمختلفة التي يقوم بها العمال البشر في مختلف الأماكن، ولكن الحقيقة هي أن الأتمتة فتحت مجالا لمجموعة جديدة من الوظائف المتنوعة متمثلة في خبراء الأتمتة.

ويقوم خبير الأتمتة بشكل مباشر بصناعة البرمجيات التي تجمع البيانات وتعالجها ثم تقدم الوظائف المتعلقة بها، وهذا الأمر يتطلب عملا مرهقا وفهما عميقا لآليات العمل الخاصة بكل عميل، لذلك تعد من أكثر المهارات التقنية عائدا خلال عام 2024.

ويتنوع عمل الأتمتة وقطاعاتها بدءا من المطاعم وحتى مراكز خدمة العملاء وصناعة المحتوى والتسويق الرقمي أيضا في بعض الحالات، وهذا يتطلب من مهندسي الأتمتة مهارات خاصة وعملا متقنا حتى يتمكن من بناء النموذج بشكل جيد ويستطيع العمل بشكل آلي.

ولا تطلب هذه المهنة خبرة واسعة في مجال البرمجة أو معرفة برمجيات بعينها، إذ تعتمد على آليات خاصة بها ومنصات تتيح استخدامها دون وجود خبرة معمقة سابقا في البرمجة، وتتراوح الرواتب في هذه الوظيفة بين 70 ألف دولار في السنة وحتى 140 ألفا وفق تقرير موقع “إنديد” المختص بالوظائف.

البرمجة وسيلة من وسائل حلول مشاكل المجتمعات - مواقع التواصل
ينظر العديد من العاملين في القطاعات التقنية إلى الأتمتة على أنها الخطر الأكبر على الوظائف (مواقع التواصل الاجتماعي)

5- إدارة المشاريع

لا يمكن القول إن إدارة المشاريع هي من المهارات الجديدة التي ولدت في عام 2024، ولكنها من المهارات القديمة التي توجد العديد من الشهادات والخبرات التي تتحدث عنها في مختلف بقاع العالم.

لكن مع دخول عام 2024 انتقلت هذه الوظيفة من المشاريع الهندسية الكبيرة إلى ساحات المشاريع التقنية، ومع هذا الانتقال ظهرت العديد من المناهج الجديدة فيها مثل “سكرم” أو “آجايل”.

وتتراوح رواتب العاملين في هذا القطاع بين 89 ألف دولار سنويا وحتى 140 ألفا، وسبب التراوح الكبير في الرواتب هو اختلاف آليات العمل لكل مشروع على حدة وطريقة إدارة المشروع وحجمه، وهو الأمر الذي يتسبب في اختلاف المتطلبات والمهارات المطلوبة.

وتتطلب هذه الوظيفة القدرة على إدارة الوقت والفرق المختلفة من أجل تحقيق النتائج المرجوة في الوقت المناسب، وهو ما يقوم مدير المشروع بضمانه في نهاية مدة العمل، كما تتطلب في بعض القطاعات خبرة تقنية ومعرفية بآليات عمل القطاع حتى تتمكن من الوصول إلى النتائج المرجوة وتحقيقها في الوقت المناسب.

السابق
من مايكروسوفت إلى غوغل.. كيف بنى مؤسس “تيمو” إمبراطورية تنافس أمازون وعلي بابا؟
التالي
“TSMC” و”سامسونغ” تبحثان إنشاء مصانع رقائق في الإمارات بـ100 مليار دولار