4 أسباب أدت إلى تعثر تشيلسي أمام بيرنلي .. كونتي لم يصبر

 

أعاد بيرنلي الأمل للفرق التي تطمح للمنافسة على لقب البريميرليج بعد أن فرض التعادل على تشيلسي المتصدر بهدف لمثله في مباراة غابت فيها فلسفة البلوز المعروفة منذ بداية الموسم.

تشيلسي رغم تعادله وسع الفارق إلى 10 نقاط مع توتنهام الوصيف، لكن الفارق تقلص مع مانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال، وقد يتقلص إلى 8 نقاط في حال فوز مانشستر سيتي يوم غد على بورنموث، أي أن تشيلسي أهدر فرصة للتحليق بالصدارة وحسم الأمور منطقياً، وهذا يقودنا لمحاول تفسير سبب تعثر البلوز المدوي.
كونتي لم يصبر على خطته

من المعروف أن أنطونيو كونتي من المدربين الذي لا يكتفون بمشاهدة المباريات من مقاعد البدلاء بل يحاولون التدخل بشكل مستمر لتحقيق الانتصار، وهو ما حدث بالفعل في مباراة اليوم عندما قام بأول تبديل بإخراج ماتيتيتش والدفع بفابريجاس في الدقيقة 65، وبعد دقائق قليلة أخرج موسيس ودفع بوليان.

القصد هنا ليس بالتبديلات فمن الطبيعي أن يقوم أي مدرب ببعض التبديلات في الشوط الثاني، لكن المدرب الإيطالي قام بتغيير خطة الفريق كاملة لتسجيل هدف عندما كانت النتجية 1-1، حيث تحول من اللعب بخطته المرعبة 3-4-3 إلى 4-3-3 بشكلها التقليدي.

منذ أن قام كونتي بهذا التغيير في الخطة لم يخلق تشيلسي أي فرصة حقيقية على مرمى بيرنلي، وغابت الخطورة بشكل كامل من الأطراف على عكس مما كان يحدث في الساعة الأول، باختصار كونتي واصل ممارسة هوايته المفضلة بالتدخل في تغيير شكل الفريق وهي نقطة إيجابية تحسب له دائماً، لكنه هذه المرة أخفق في تقدير الأمور لأن فريقه كان قريب بالفعل من التسجيل وكان يقدم مباراة جيدة نسبياً، أي أن تغير الخطة وطريقة اللعب لم يكن حاجة ملحة.
كان يمكن لكونتي الصبر على فريقه وإجراء بعض التغييرات التقليدية “مركز بمركز”، لا أقول أنه كان سيحقق الانتصار حتماً، لكن فرصه كانت لتكون أكبر على الأقل للخروج بالنقاط الثلاث.

تشيلسي لم يلعب بفكره المعتاد

ما يميز تشيلسي هذا الموسم هو قدرته الكبيرة على التحول من الدفاع للهجوم بسرعة فائقة، بالإضافة إلى استغلال المساحات في وسط ملعب الخصم، فهو ليس من الفرق التي تحاول الاستحواذ بشكل كبير، فمعدل استحواذه على الكرة هذا الموسم 53% في المباراة الواحدة فقط.

اليوم شاهدنا تشيلسي يلعب بعقلية مختلفة، حيث استحوذ على الكرة بنسبة 69%، ووصلت في بعض فترات الشوط الثاني إلى 75%، هي أرقام لا نشاهدها سوى بالفرق التي دربها جوسيب جوارديولا فقط.

كان من الطبيعي أن يعاني تشيلسي في المباراة لأنه لا يستخدم أسلحته الفتاكة بالسرعة في الهجمات المرتدة، والعرضيات المباغتة من ألونسو وموسيس، فكان يدور الكرة بين أقدام لاعبيه ثم يفقدها في الثلث الأخير من الملعب قبل أن يسترجعها سريعاً وتعود الدورة من جديد.

اللعب بدفاع متقدم

كما قلنا، تشيلسي سيطر على الكرة بشكل مبالغ به اليوم ولعب بطريقة لا يجيدها أو بمعنى أصح غير متمرس بها، وذلك نتج عن تقدم الخط الخلفى إلى منتصف الملعب في معظم أوقات المباراة، فعند بدأ هجمة تشيلسي يكون الثلاثي لويز وأزبيليكويتا وكاهيل في دائرة منتصف الملعب، مما أجبر بيرنلي على التراجع وإغلاق المساحات.

تقدم الخط الخلفي يعني تقليص رقعة اللعب، حيث أصبح اللعب يدور في منتصف ملعب بيرنلي، لذلك لم يجد دييجو كوستا وإدين هازارد وبيدرو المساحات المطلوبة، فهناك فرق معينة هي من يمكنها اللعب بأسلوب محاصرة الخصم، وتشيلسي ليس من ضمن هذه الفرق لأن لاعبيه لا يجدون اللعب في المساحات الضيقة.

إدين هازارد والتحول إلى ليونيل ميسي

دور إدين هازارد في تشيلسي هذا الموسم هو نفس دور ليونيل ميسي في برشلونة، فإذا كان النجم البلجيكي في مستواه فمن الصعب الفوز على البلوز، فصحيح أن هناك فارق جودة بين اللاعبين وفارق بالأرقام أيضاً لكن النجم البلجيكي دائماً ما يكون الحل بالنسبة لتشيلسي إما بمراوغاته أو صناعته للأهداف وتسجيلها، أو حتى بمنح كوستا وبيدرو المساحات المطلوبة بتحركاته دون كرة.

اليوم قدم هازارد واحدة من أسوأ مباراته هذا الموسم، لذلك شاهدنا تشيلسي يعاني كثيراً في الوصول إلى مرمى بيرنلي، فرغم أن الفريق سدد 13 كرة على المرمى إلى أن اثنتين فقط منها جاؤوا بين الخشبات الثلاث.

السابق
الإنتر يحقق انتصار مقنع على إمبولي
التالي
بيرنلي يتفوق على أندية كبيرة في تحقيق النقاط على ملعبه