37 % نسبة مشاركة المرأة القطرية في العمل

30 % تمثيل المرأة القطرية في مواقع صناعة القرار

الشيخة علياء آل ثاني: المرأة القطرية تفخر بنجاحاتها في العمل الدبلوماسي

د. هند المفتاح: القيادة الحكيمة عززت مشاركة المرأة في الساحة السياسية

ابتهاج الأحمداني: 25 مليار ريال استثمارات سيدات الأعمال القطريات في السوق المحلي

التحولات التي شهدتها وتشهدها دولة قطر لا يمكن الحديث عنها دون الإشارة إلى محورية الدور الذي اضطلعت به المرأة القطرية في صناعة هذه التحولات إلى جانب أخيها الرجل في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها بما يترجم رؤية قطر الوطنية 2030 التي تسعى إلى صناعة مستقبل للبلاد مستغلة جميع الطاقات المجتمعية.

لقد اضطلعت المرأة القطرية في مختلف المراحل التاريخية بأدوار مهمة فرضتها طبيعة الحياة، فكان الوضع الاقتصادي للعديد من الأسر قبل النفط يتطلب مشاركتها في الكثير من الأعمال، خاصة خلال موسم الغوص، ليستمر عطاؤها ويمتد حتى وقتنا الراهن الذي تسجل فيه المرأة حضورا قويا في مختلف المجالات التنموية بدعم من القيادة السياسية وبتأييد مجتمعي كامل، ودون أن تتخلى عن هويتها ومبادئها وقيمها العربية والإسلامية الأصيلة.

وعكست رؤية قطر الوطنية 2030 تلك المبادئ الدستورية، والتشريعات القانونية، فأكدت على دعم دور المرأة في المجتمع، وتعزيز قدراتها وتمكينها من المشاركة في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصادية والسياسية، وخاصة تلك المتعلقة بصناعة القرار. وشددت على أن التطور الاجتماعي المنشود في إطار الرؤية يعني إتاحة فرص علم وعمل متساوية لجميع المواطنين، بصرف النظر عن خلفيتهم وجنسهم.

وكان من روافد هذه الرؤية المستنيرة للقيادة الحكيمة في البلاد، الدور الريادي الذي اضطلعت به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لتعزيز دور المرأة وجعلها إحدى دعامات التنمية في البلاد، لتظل سموها نموذجا رائدا لنساء قطر والعالم.

إن المشروعات والمبادرات المحلية والإقليمية والدولية التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لا سيما في مجالات التعليم والتنمية الاجتماعية بشكل عام وتفاعل معها العالم ستظل محل فخر واعتزاز للمرأة العربية بل وللمرأة في العالم كله.

ولا شك أن النظام التعليمي المتميز في قطر والذي ترسخ خلال العقدين الأخيرين، كان له الفضل في بناء قدرات القطريات والقطريين على السواء، وقد ساهمت البنى التعليمية المعاصرة والمنافسة دوليا في دفع دور المرأة القطرية قدما في درب التنمية والتحديث، وهذا أمر مفروغ منه في دولة تحتل المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً في جودة التعليم ضمن 140 دولة على مستوى العالم وفقا لمؤشر جودة التعليم الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس 2017.

وفي السياق ذاته، حققت الدولة نجاحا غير مسبوق في المنطقة بعد أن تمكنت من سد الفجوة بين الجنسين فيما يتعلق بالالتحاق بالمراحل التعليمية المختلفة كما يشير التقرير العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، بل إن معدلات التحاق الإناث بالتعليم العالي في قطر تمضي بوتيرة ثابتة تميل لصالح الإناث بشكل كبير، وفقا لإحصاءات رسمية متفرقة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، شكلت نسبة الخريجات من جامعة قطر للعام الأكاديمي (2016 — 2017) نحو 70 بالمائة من إجمالي الخريجين من مختلف الكليات مثل الهندسة والطب والقانون والاقتصاد والآداب والعلوم وغيرها، كما تميل معدلات الالتحاق بجامعات المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لصالح الإناث.

ونتيجة لهذا الإقبال على التعليم العالي، ارتفعت نسبة مشاركة المرأة القطرية في قوة العمل إذ وصلت إلى نحو 37 في المائة للنساء في سن(25 — 29 سنة)، وتقترب من 49 في المائة، للفئة العمرية (30 — 34 سنة) حسب الإحصاءات الصادرة عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء للعام 2017، وتستحوذ المرأة القطرية على النسبة الأكبر في قطاعات التعليم والصحة والعمل الاجتماعي.

وعلى صعيد تمكين المرأة من المناصب القيادية، تشير التقارير الإحصائية الرسمية إلى أنّ نسبة تمثيل المرأة القطرية في مواقع صناعة القرار تبلغ 30 في المائة، وتهدف رؤية قطر الوطنية 2030، والسياسة السكانية 2017 — 2022 إلى رفع هذه النسبة مع زيادة التمثيل السياسي للمرأة القطرية.

وفي الواقع، تعد دولة قطر أول دولة خليجية تتسلم فيها امرأة منصبا وزاريا، وذلك في العام 2003، بعد تعيين سعادة السيدة شيخة المحمود وزيرة للتربية والتعليم، وتلاها تعيين وزيرة للصحة عام 2008، ثم تعيين وزيرة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2013، وفي آخر تشكيل وزاري تشغل سيدة هي سعادة الدكتورة حنان الكواري منصب وزيرة الصحة العامة، إضافة إلى عدد من وكيلات الوزارات.

وليس ذلك فحسب، بل تقود المرأة القطرية عددا من المؤسسات المهمة في الدولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي ترأس مجلس إدارتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وتشرف المؤسسة على عدد من الجامعات العالمية المرموقة، وتتبعها عدد من المراكز البحثية المتطورة التي تقود قاطرة اقتصاد المعرفة في الدولة.

كذلك تقود المرأة القطرية مؤسسات أخرى مهمة مثل هيئة متاحف قطر ومؤسسة قطر للعمل الاجتماعي التي تضم عددا كبيرا من المراكز الاجتماعية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وغيرها من المؤسسات والمراكز واللجان التي لا يتسع المجال لسردها.

وعلى المستوى الدولي تمكنت المرأة القطرية من تعزيز حضورها في مختلف المحافل الدولية، وبرزت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كإحدى الشخصيات المؤثرة عالميا من خلال مبادراتها الإقليمية والعالمية مثل مؤسسة صلتك لتوظيف الشباب وتأهيلهم، ومؤسسة التعليم فوق الجميع المعنية بنشر التعليم في المجتمعات التي تعاني من الفقر والنزاعات، وعبر الأدوار الفاعلة والنشطة التي اضطلعت وتضطلع بها سموها في المنظمات الدولية لاسيما في مجال دعم التعليم على الصعيد العالمي، وتعزيز تحالف الحضارات، والدفاع عن أهداف التنمية المستدامة.

العمل الدبلوماسي

وعلى صعيد العمل الدبلوماسي، أكدت المرأة القطرية نجاحها وقدرتها على خدمة وطنها في مختلف المحافل الدولية، مؤكدة بذلك مشروعية حقها في تمثيل دولة قطر خارجيا.

وإيمانا بهذا الدور، تم تعيين سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني أول سفيرة تعمل في منصب المندوب الدائم لدولة قطر لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف ثم أصبحت المندوب الدائم لدولة قطر في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وفي هذا العام صدر قرار وزاري تم بموجبه تعيين سعادة السيدة لولوة راشد الخاطر متحدثة رسمية لوزارة الخارجية القطرية، لتكون بذلك، أول امرأة قطرية تعيّن في هذا المنصب.

وتشير إحصائيات وزارة الخارجية إلى أن عدد القطريات الملتحقات بالسلك الدبلوماسي يصل إلى 22 دبلوماسية، فيما كان قبل عشرة أعوام لا يزيد على 3 فقط.

وفي هذا الإطار، تقول سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في تصريح لـ /قنا/ “إذا ما تحدثنا عن دور المرأة في العمل الدبلوماسي، فإن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تمثل نموذجا ساطعا يحتذى به، شجع المرأة القطرية لاقتحام مجالات عدة منها المجال الدبلوماسي وتمثيل دولة قطر في المحافل الدولية”.

وتضيف ” تفخر المرأة القطرية اليوم بالنجاحات التي حققتها في العمل الدبلوماسي والحصول على العضوية في العديد من المنظمات واللجان والمواقع في الأمم المتحدة واختيارها من قبل الدول الأعضاء ومن الأمين العام للأمم المتحدة لقيادة الجهود الدولية لمتابعة تنفيذ الصكوك الدولية وتطوير المؤسسات الأممية وهو ما يؤكد يوما بعد آخر المكانة المتميزة لدولة قطر على المستوى الدولي وثقة العالم بها كشريك موثوق لتحقيق أهداف المجتمع الدولي”.

وتابعت ” أشعر بالزهو والاعتزاز وأنا ألمس خلال عملي وتمثيل دولة قطر في الأمم المتحدة مدى الاحترام والتقدير لدولة قطر قيادة وشعبا وثقة العالم بالدبلوماسية القطرية، وهو ما يلقي علينا كدبلوماسيات قطريات مسؤولية إضافية ومواصلة العمل بدأب ودون كلل للدفاع عن مصالح بلادنا والحفاظ على مكانتها ودورها المتميز في العالم”.

المشاركة السياسية

وتأكيدا على إيمان القيادة الحكيمة بأهمية دور المرأة في مختلف مواقع صنع القرار، شهد شهر نوفمبر 2017 دخول المرأة القطرية إلى مجلس الشورى للمرة الأولى على الإطلاق، بعد صدور قرار أميري بتعيين 28 عضواً جديداً في المجلس بينهم أربع سيدات.

وتعليقا على هذه الخطوة، تقول الدكتورة هند المفتاح نائب رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا للشؤون الإدارية والمالية وعضو مجلس الشورى في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ “اتخذت القيادة الحكيمة خطوة مهمة جدا لتعزيز مشاركة المرأة في الساحة السياسية من خلال زيادة مشاركتها في صنع القرار، وتعيين أربع نساء في مجلس الشورى الذي يتولى سلطة التشريع في البلاد، يعد إنجازا تاريخيا”.

وفي مجتمع الأعمال، قطعت المرأة القطرية شوطا مهما في هذا المجال، بعد أن اقتحمت كافة قطاعات الاستثمار، وقد ساهمت المبادرات التي أطلقتها الدولة، والسياسات التي اتبعتها على هذا الصعيد، في أن تثبت المرأة حضورها في هذا المجال المهم.

وتقول سيدة الأعمال ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ “إن الدعم الكبير الذي أولته القيادة الرشيدة للمرأة القطرية ساعدها على تحقيق الريادة في كافة المجالات، وأفسحت لها المجال لتؤدي دورها المنشود في النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، وبما يحقق رؤية قطر 2030”.

وذكرت أن حجم استثمارات سيدات الأعمال القطريات يتراوح بين 20 و25 مليار ريال في السوق المحلي، هذا بالإضافة إلى حجم استثماراتها بالبورصة وأنشطة العقار والسياحة وغيرها.

كما تؤكد أن المرأة حققت إنجازا منقطع النظير في قطاع الصناعات المنزلية.. منوهة بدور غرفة قطر في تبني الأسر المنتجة ودعمها من خلال الترويج لمنتجاتها والسماح لها بالمشاركة في المعارض التي تنظمها الغرفة سواء داخل قطر أو خارجها.

السابق
التطرف الرياضي من برايور ديزاين.. مرسيدس أي أم جي بي دي 700 جي تي أر 2018
التالي
طالب قطري يبتكر آلية لاصطفاف السيارات