2016.. عام استراتيجي لعلاقات الدوحة مع لندن سياسياً

وصف عام 2016 بأنه عام استراتيجي للعلاقات السياسية بين قطر وبريطانيا، حيث شهد هذا العام عدة خطوات دعمت العلاقات القطرية البريطانية على المستوى السياسي، فكانت اللقاءات التي تمت بين صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” خلال هذا العام الدعامة الكبرى لتقوية هذه العلاقات الثنائية بين البلدين قطر والمملكة المتحدة، فكانت زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة المتحدة في سبتمبر الماضي، ولقاؤه مع رئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” أصدق دليل على تطور هذه العلاقات وتطابق وجهات النظر والرؤى المشتركة تجاه قضايا المنطقة، حيث اتفق الجانبان على سبل تنمية الروابط القائمة بين البلدين في المجال السياسي، إلى جانب تدعيم مجالات الاستثمار والتعليم والأبحاث والدفاع والأمن بين البلدين.

واللقاء الثاني الذي جرى في ديسمبر خلال حضور رئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” الدورة الـ 37 لمجلس التعاون الخليجي الذي عقد في البحرين، أكدت خلاله “تيريزا ماي” أثناء لقائها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أهمية تبادل الرؤى القطرية والبريطانية حول القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية في المنطقة، وأوضحت مدى التقارب في الرؤى السياسية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

صاحب السمو مع رئيسة وزراء بريطانيا في لندن

قضايا المنطقة

كانت الرؤى السياسية القطرية والبريطانية تجاه إنهاء الازمة السورية متكاملة في أهم القضايا الإقليمية، ومنها الأزمة السورية والوضع في ليبيا، حيث دعا الجانبان إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية يعتمد على السعي للحل السياسي دون” بشار الأسد، إلى جانب إجراء انتخابات نزيهة لاختيار رئيس جديد لسوريا قادر على إنهاء وجود قوات تنظيم الدولة “داعش”، أما الوضع في ليبيا فهناك تطابق في الرؤى بين قطر والمملكة المتحدة حولها من خلال الاعتماد على اتخاذ الحل السياسي، للوصول إلى استقرار في ليبيا عبر إجراء محادثات لجميع الأطراف، أما مكافحة الإرهاب فقد كان هناك اتجاه واحد متطابق لقطر والمملكة المتحدة عبر طرق مكافحة الارهاب على مستوى العالم سواء.

بريطانيا الشريك الطبيعي لقطر

وكانت تصريحات “تيريزا ماي” رئيسة وزراء بريطانيا حول الشراكة القطرية البريطانية لبنة قوية في جدار العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكدت” تيريزا ماي” أن قطر تبني اقتصادا مستداما وتسعى إلى تحسين مستويات المعيشة فيها، مما يجعل المملكة المتحدة شريكها الطبيعي بما لديها من خبرات واسعة ومتعددة يمكن تبادلها مع قطر خلال الفترة القادمة، ونتيجة لارتباط السياسة بالاقتصاد فإن تصريحات تيريزا ماي أعطت إشارة البدء للمستثمرين البريطانيين والقطريين الراغبين في الاستثمار في كلا البلدين للتحرك على خطى ثابتة لإتمام العديد من المشروعات، مشيرة إلى مؤتمر الاستثمار والتجارة القطري البريطاني المقرر له في مارس من العام القادم في كل من العاصمة البريطانية ” لندن “ومدينة “برمنجهام” يجب أن يكون فاعلا في رسم خريطة الاستثمار في البلدين بالمرحلة القادمة.

كما كانت رؤية كل من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيسة وزراء بريطانيا “تيريزا ماي” متطابقة حول أنه رغم الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي فان سياسات الاقتصاد البريطاني تظل قوية كما أن بريطانيا لا تزال مكانا جاذبا للاستثمار وتأسيس الأعمال والتجارة.

السابق
الدوحة والرياض.. 2016 عام ترسيخ العلاقات التاريخية
التالي
واشنطن تصعد مع موسكو: طرد 35 دبلوماسي روسي من الأراضي الأمريكية