لماذا قد تشعر باللامبالاة تجاه إنجازاتك وكيف تتغلب على ذلك؟

عادةً ما يُشعِر تحقيق إنجاز مثل التخرج من الجامعة، أو نيل جائزة في العمل الناس بالفخر بما أنجزوه والحماس لما هو آت. لكن، قد يشعر بعض الناس باللامبالاة بعد تحقيق أهدافهم الكبرى في الحياة.

وتقول طبيبة نفسية معتمدة ومؤلفة كتاب “الأداء الوظيفي العالي”، جوديث جوزيف: “من أكثر الأسباب شيوعاً لشعور الناس باللامبالاة تجاه الانتصارات ما يُسمى انعدام التلذذ”.

وأضافت: “انعدام التلذذ هو عندما يفقد الناس الشعور والمتعة في الأشياء التي كانوا يستمتعون بها سابقاً. على سبيل المثال، كنت تستمتع بالخروج والتواجد في الطبيعة، لكنك الآن لا تشعر بنفس الحماس. أو كنت تستمتع بموسيقاك المفضلة، وعندما تُشغّلها، لم تعد تُشعِرك بالبهجة”، بحسب شبكة CNBC.

يعتبر الشعور بفقدان المتعة عرضاً وليس حالة مرضية، وعادةً ما يكون علامةً على اضطرابٍ مزاجيٍّ كالاكتئاب. وتقول جوديث جوزيف إنه من الممكن التغلب على هذا العرض والبدء في الشعور بمزيدٍ من المشاعر الإيجابية بعد تحقيق فوز كبير.

ماذا يجب أن تفعل؟

في معظم الحالات، تجد جوزيف أن الأشخاص الذين يشعرون بفقدان الإحساس تجاه انتصاراتهم لديهم فلسفة “سأكون سعيداً عندما…” قبل أن يشرعوا في إنجاز شيءٍ ما.

وتقول: “سأكون سعيداً عندما أحصل على تلك الوظيفة. سأكون سعيداً عندما يكون لديّ شريك. سأكون سعيداً عندما أنهي دراستي أو ألتحق بالجامعة”.

وتضيف: “نعلم من الأبحاث أن عقلية ‘سأكون سعيدًا عندما…’ هي تمهيد لتعاسة تامة. إنها غير بديهية”.

فانتظار حدث مهم في الحياة يُسعدك يُؤخر قدرتك على الشعور به الآن، لأنه يُثقل كاهلك بالمستقبل ويمنعك من عيش الحاضر.

قد تُؤدي هذه الطريقة في التفكير أيضاً إلى ما يطلق عليه الخبراء “المسار اللذّي”، والذي يتضمن البحث عن إنجازك الكبير التالي فور تحقيق شيء ما.

لمحاربة فقدان اللذة، تقترح جوزيف تجربة الفرح يومياً. “الفرح تجربة. السعادة فكرة”.

يمكنك دمج بعض البهجة على مدار يومك بسؤال نفسكِ أسئلة مثل: عندما أخذتُ استراحةً أو نمتُ، هل شعرت بالراحة والانتعاش بعد ذلك؟ أو عندما تناولتُ طعامي، هل استمتعتُ به وشعرت بالشبع؟ هل ألهمتني مشاهدة فيلم مُلهم أو قراءة قصيدة مُلهمة؟

إذا شعرت بنقصٍ في أي جانب، فاتخذ خطوةً لتحسينه. إذا كنت عادةً تتناول غداءك على مكتبك ولا تستمتع بطعامك، فاذهب إلى الخارج أو لا تنظر إلى أي شاشات حتى تنتهي من وجبتك. وعندما تكون مع أحبائكِ، تواصل معهم بصرياً أثناء حديثك وكن حاضراً في الحديث.

وتقول جوزيف: “نأخذ هذه الأشياء الصغيرة كأمرٍ مُسلّم به، ثم ينتهي بنا الأمر إلى الشعور باللامبالاة”.

وتضيف: “إنها تجربة هذه الأحاسيس الإنسانية التي تشكل الفرح. وعندما تجمعها معاً، هذا هو ما تعنيه السعادة حقاً”.

السابق
100 يوم من ترامب.. أكثر من 130 أمرًا تنفيذيًا منذ توليه السلطة
التالي
إيران: سبب الانفجار مواد خطرة وكيميائية في عدد من الحاويات المخزنة في الميناء