الدوحة – قنا:
افتتح الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” اليوم، النسخة الثانية من معرض كتارا الدولي للكهرمان والذي يتواصل إلى يوم السبت المقبل.
ويشارك في المعرض 13 دولة عربية وأجنبية إلى جانب دولة قطر وهي: تركيا، العراق، الكويت، السويد، لبنان، المملكة المتحدة، ألمانيا، روسيا، بولندا، أوكرانيا، ليتوانيا، لاتفيا، إضافة إلى جمعيات وهيئات دولية متخصصة في الكهرمان، وتتوزع المشاركات على 90 جناحاً ومنصة عرض في قاعة كتارا بالمبنى رقم 12.
شهد الافتتاح حضور عدد من أصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالكهرمان.
ويعد معرض كتارا الدولي للكهرمان، أول معرض متخصص في الكهرمان على مستوى قطر، وثاني أكبر معرض عالمي يختص بخامة الكهرمان بعد المعرض الدولي الذي يقام في بولندا.
وأكد الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ في تصريحات صحفية، أنّ المعرض شهد تطورا لافتا في نسخته الثانية سواء من حيث عدد الأجنحة المشاركة من قطر والعالم أو من حيث جمهور المهتمين الذين باتوا ينتظرون موعده. وهو ما يبين أنّ معرض كتارا الدولي للكهرمان نجح في أن يصبح منصة دولية هامة تجمع أبرز الناشطين والتجار والخبراء في مجال الكهرمان.
ونوه السليطي بأنّ كتارا تحرص من خلال هذا المعرض على الدمج بين ما هو اقتصادي تسويقي وبين ما هو ثقافي وسياحي من خلال ما تقدمه مختلف الأجنحة المشاركة من أجود وأندر أنواع الكهرمان التي تستجيب لمختلف أذواق الجمهور، بالإضافة إلى ما يصاحب المعرض من أنشطة موازية، لافتا إلى أن /كتارا/ تسعى إلى تعزيز مكانة قطر كوجهة دولية لتجارة واقتناء الكهرمان على مستوى العالم، خاصة أن المعرض بات يعتبر وجهة مفضلة للشركات العالمية المنتجة، خصوصاً بعد تحديد مقر دائم للكهرمان من خلال مركز كتارا الدولي للكهرمان والذي سيتم افتتاحه في اليوم الختامي للمعرض ضمن مباني الحي الثقافي، بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات، لإقامة ورش تدريبية وتعليمية بإشراف خبراء دوليين، ومراجعة المواصفات والمقاييس وكل ما يتعلق بالجودة، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات دولية متخصصة في الكهرمان.
من جانبه قال خالد عبدالرحيم السيد مدير معرض كتارا الدولي للكهرمان إنّ النسخة الثانية للمعرض تتميز بمشاركة 13 دولة عربية وأجنبية، بينما لم يتجاوز عدد الدول المشاركة في النسخة الأولى للمعرض خمس مشاركات، مؤكداً أن زيادة عدد الشركات والمعروضات من مصادر مختلفة اشتهرت بجودة الكهرمان مثل المانيا، وبولندا وروسيا، يضمن استمرارية المعرض وتفرده على مستوى الشرق الأوسط.
وفي جوابه عن سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ حول ما إذا كان مركز كتارا الدولي للكهرمان، سيصبح معرضا قارا ودائما لخامة الكهرمان، أكد خالد عبدالرحيم السيد على ذلك، لافتا إلى أنه سيضم أيضا مختبرا للكهرمان، بحيث يصبح هذا المركز في قلب /كتارا/، بمثابة ملتقى لهواة ومحبي الكهرمان من داخل وخارج قطر، وبذلك تصبح كتارا محطة رئيسية للكهرمان في الشرق الأوسط.
من جهتهم، أشاد عدد من المشاركين وأصحاب الأروقة من دول متعددة في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بمستوى تنظيم المعرض الذي يليق بحجمه الدولي، وبالنفائس التي يضمها، ومشيدين بفكرة إطلاق مركز كتارا الدولي للكهرمان.
وأوضحوا أن غالبية محبي الكهرمان هم من قطر ومنطقة الخليج.. لافتين إلى أن المعرض يقربهم من هواة الكهرمان بشكل أكبر.
وفي هذا الصدد، قال السيد جلال الحسيني الملقب بـ(أبو أحمد الكردي) صاحب رواق “عنبر ايسلند” من المملكة المتحدة، لـ/قنا/، إن ما يقدمه في المعرض هو (الكهرم) اليوناني وبعضا النوادر، مشيرا إلى أن أغلب ما يعرضه هو من أجل العرض فقط وليس للبيع، حيث استغرق في جمعه أزيد من أربعين عاما، وعمره ما بين 40 مليون و60 مليون سنة.
ويعود ولع الحاج الحسيني ،الذي كان يتحدث ويداه تداعبان حبات انتظمت في (مسباح) من الكهرمان الألماني المنمش، عندما كان يقطن بالكويت، حيث كان صانعا لمسابيح الكهرمان وكل ما يتعلق به، لافتا إلى أن مسباحه تحصل عليه من جده، ولن يفرّط فيه أبدا.
ونوّه أن أغلب الهواة في بريطانيا والدول الأوروبية يلتجئون إلى المجوهرات والسيارات القديمة، في حين أن أهل منطقة الخليج مولعون بالكهرمان.
من جهتها، تشارك دايمنت كالفايتيني من ليتوانيا في المعرض برواق /عنبر شاطئ البحر/، مبدية إعجابها بما وصفته بـ/روعة التنظيم/ وما شاهدته في الدوحة الذي يفوق كبريات العواصم العالمية.
وأوضحت دايمنت في تصريح مماثل لـ/قنا/، أنها تعرض مسابح من الكهرمان يعود لمنطقة لينينغراد، وأخرى من العنبر البلطيقي الطبيعي.
بدورها، أشارت السيدة أولغا ريفينا رئيسة منتدى الأعمال القطري الأوكراني (QUBF Business)، في تصريح لـ/قنا/، إن /مجموعة عنبر الأوكرانية/ تقدم عددا من النفائس والتحف الفنية، حيث تقدم عددا من الخدمات، من بينها تزيين البيوت والقصور بمادة العنبر، منوهة إلى أن الرواق يقدم تحفا استثنائية من بينها مجسم لمتحف قطر الوطني (وردة الصحراء) مصنوعة من مادة الكهرمان، وتم صنعها خصيصا لقطر.
كما يشارك في المعرض، رواق /مقتنيات الشيخ طلال بن خليفة آل عبدالرحمن آل ثاني/ والذي يشتمل على خامات نادرة للكهرمان من مصادر مختلفة، من ألمانيا، بولندا والهند، بالإضافة إلى عرضه لمسابيح قديمة ونادرة لا توجد في الأسواق حالياً وفي هذا السياق قال سعادة الشيخ طلال بن خليفة آل عبدالرحمن آل ثاني، إن ما يقدمه الجناح من مقتنيات جمعها على مدى سنوات من أصحابها الأصليين. وأشاد بمعرض كتارا الدولي للكهرمان، لأنه أتاح الفرصة أمام هواة الكهرمان للاطلاع على معروضات مسابيح وخامات الكهرمان من مصادر مختلفة.
ومن جانبه قال الشيخ محمد بن مبارك آل ثاني، إن هذه المشاركة الثانية له في معرض كتارا الدولي للكهرمان، حيث لمس التطور الكبير للمعرض في نسخته الثانية، إذ إن هناك شركات اضطرت للتسجيل في قائمة انتظار للحصول على مساحة للعرض في المعرض، الذي يعد من أنجح المعارض المتخصصة.
وأشار الى أن جناحه في المعرض يضم أحجاراً نادرة من بحر البلطيق وأوكرانيا، وليننغراد، موضحاً أن أحجار الكهرمان يتم تشكيلها في ورش متخصصة بالدوحة وتحويلها إلى مسابيح واستخدامات أخرى مثل مقابض العصي، وفي السابق كانت تدخل ضمن حلي النساء، ولكن في الخليج عموماً ينصب الاهتمام على المسابيح المصنوعة من الكهرمان.
تجدر الإشارة إلى أنّ النسخة الثانية من معرض كتارا الدولي للكهرمان تشتمل على فعاليات مصاحبة منها محاضرات وندوات تتناول ثقافة اقتناء مشغولات الكهرمان بما في ذلك مسابيح الكهرمان، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمام التجار والمهتمين لعقد لقاءات عمل.
يذكر أنّ الكهرمان أو ما يعرف بالعنبر أو العنبر الأشهب هو عبارة عن مواد عُضويَّة نباتيَّة تحجرت ومن ثمَّ تشكلت مُنذ آلاف السنين من أشجار صنوبريَّة مُنقرضة تُدعى الرانتج. وهي ذات قيمة عالية وتتميز بكونها هشة بالرغم من تحجره لآلاف السنين كما يتميز برائحته الزكية. أمَّا عن ألوان الكهرمان فهي تتخذ اللون الأصفر الذهبي واللون الأصفر الداكن المائل للبُني واللون الأسود، وهناك أنواع نادرة تتخذ اللون الأزرق والأخضر. وتحتوي بعض أحجار الكهرمان على حشرات ومخلوقات مُنقرضة.