افتتاح نفق تقاطع القصار

الدوحة – بزنس كلاس:

افتتحت هيئة الأشغال العامة “أشغال” نفقاً جديداً في تقاطع القصار بطول نحو 750 متراً بطريق لوسيل السريع، وذلك بحضور كل من المهندس يوسف العمادي، مدير إدارة الطرق السريعة بـ”أشغال”، والدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا)، والعميد محمد معرفية، مدير إدارة الهندسة والسلامة المرورية، والسيد جاسم بن عبدالله المالكي، عضو المجلس البلدي المركزي وعدد من مسؤولي الهيئة ومهندسي المشروع.
وأكدت “أشغال” أن النفق الجديد يوفر حركة مرورية حرة أمام القادمين من مدينة لوسيل واللؤلؤة في اتجاه المؤسّسة العامة للحي الثقافي كتارا والفنادق والمرافق المحيطة، حيث يصل النفق الجديد مباشرةً بين طريق لوسيل السريع وامتداد شارع الخفجي.
وتشير “أشغال” إلى أن النفق الجديد يتألف من مسارين في اتجاه واحد ليستوعب أكثر من 3500 مركبة في الساعة إلى جانب مسار خاص بالطوارئ، والذي يعمل على عدم تعطل حركة السير داخل النفق.
وتؤكد الهيئة أن الافتتاح يأتي ضمن سلسة من الإنجازات بطريق لوسيل، والذي تم فتحه أمام الحركة المرورية في ديسمبر 2017 ليحقق انسيابية مرورية كبيرة في المنطقة، حيث ساهم الطريق الجديد باختصار زمن الرحلة بمعدل يتجاوز 70% عن الطريق القديم.
وذكرت “أشغال” في بيان صحفي مواصلة إنجازاتها بافتتاح مشروع بعد آخر رغم الحصار الجائر والمفروض على قطر منذ أكثر من عام، مؤكدة أن وتيرة العمل تسير بانتظام دون توقف.
وتشير “أشغال” إلى أن ثمة تغييرات جذرية وتوسعات كبيرة حدثت لطريق لوسيل القديم، موضحة أن الطريق القديم كان يتألف فقط من مسارين في كل اتجاه تستوعب نحو 3500 كيلومتر في الساعة، بينما ارتفعت القدرة الاستيعابية للطريق الآن إلى أكثر 8000 مركبة في الساعة، وذلك بعد زيادة عدد المسارات فيه إلى 4 مسارات في كل اتجاه وتصل إلى ست أو ثمان مسارات في كل اتجاه عند بعض أجزائه، فضلا عن تحويل خمس دوارات إلى ثلاث تقاطعات متعددة المستويات توفر تدفقا مروريا حراً في كل اتجاه.
من جانبه، أكد المهندس عبدالله قاسم، مهندس المشروع، أن “أشغال” تواصل إنجازاتها وتفتتح مشروعا بعد آخر رغم الحصار الجائر، لافتا إلى أن افتتاح النفق الجديد هو جزء من تقاطع القصار، والذي يتألف من أربع مستويات تحتوي على 5 أنفاق وجسر علوي ليربط بين شارع الخفجي وطريق لوسيل.
وأضاف أن افتتاح النفق يكمل ما بدأته “أشغال” من إنجازات بطريق لوسيل السريع، لافتاً إلى أن النفق الجديد سيعمل على خفض معدل التنقل وسهولة الوصول بشكل مباشر أمام القادمين من لوسيل في اتجاه كتارا والفنادق القريبة، حيث لم يعد قائدو المركبات بحاجة إلى استخدام مزيد من التحويلات مرورية.
ومضى قائلاً: قبل افتتاح النفق كان ينبغي على القادمين من اللؤلؤة ولقطيفية وغيرها في اتجاه كتارا والفنادق المحيطة الانعطاف يمين تقاطع القصار إلى شارع الخفجي حتى شارع الجامعة ثم الدوران للخلف أو مواصلة السير حتى تقاطع 5/6 ثم الانعطاف إلى الخلف وصولا إلى كتارا.
وأردف قائلا: نفق كتارا يتميز بجداريات تمثل أحد العناصر المعمارية والفنية المستوحاه من التراث القطري البحري لحرفة الغوص على اللؤلؤ. وتوحي تلك الأنماط المستمدة من شكل شبكة الصياد بلونها الأزرق بأنها تموجات لغواص تحت الماء، وفي نهاية النفق تتلاشى التموجات في الأفق. كما تم أيضاً اختيار أعمدة الإنارة بشكل جديد لتضيف بعداً جمالياً يتماشى مع التصميم الكلي.
من جهته، أعرب الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، مدير عام مؤسسة الحي الثقافي (كتارا)، عن تقديره لما بذلته “أشغال” من جهود كبيرة لإنجاز طريق لوسيل بشكل عام والنفق الجديد بشكل خاص، مؤكداً أن افتتاح النفق الجديد يخدم الآف من زوار مؤسسة الحي الثقافي كتارا، حيث يسهل وصول القادمين من اللؤلؤة ولوسيل في اتجاه كتارا.
وأكد أن افتتاح النفق جاء في وقته، سيما أن مؤسسة الحي الثقافة كتارا بصدد تنظيم معرض كتارا الدولي للصيد والصقور (سهيل)، والذي يتوقع أن يرتاده الآلاف، ما سيحقق انسيابية مرورية كبيرة أمام زوار المعرض.
وأضاف أن إنجاز “أشغال” لطريق لوسيل السريع ساهم بشكل واضح في سهولة الوصول إلى كتارا وربطها مع المناطق القريبة والفنادق المحيطة.
ومن ناحيته، أكد جاسم بن عبدالله المالكي، عضو المجلس البلدي المركزي، أن إنجازات “أشغال” باتت ملموسة على الأرض، موضحا أن طريق لوسيل خفف على أبناء الدائرة الأولى والثانية وساهم في تحسين الحركة المرورية بين المرافق والمناطق القريبة.
وفي السياق نفسه، أعرب عدد من رواد الطريق عن سعادتهم بإنجاز طريق لوسيل السريع، لافتين إلى أن الطريق الجديد ساهم في تحقيق انسيابية مرورية كبيرة في المنطقة، لاسيما أنه يربط العديد من المناطق الحيوية والمرافق الاقتصادية والسياحية والترفيهية.
وقال سعيد سعيد النعيمي: “أعيش في منطقة الوحدة القريبة من الأقواس وأستخدم طريق لوسيل السريع بشكل يومي، وقد كانت تستغرق الرحلة نحو ساعة وكان الوضع يتطلب تواجد شرطة المرور لتسهيل حركة السيارات، والآن بعد زيادة عدد المسارات، فقد انخفض زمن الرحلة بشكل لافت وأستطيع أن أصل إلى اللؤلؤة خلال خمس دقائق.
ويرى عبدالعزيز فهد الخليفي أن التدفق المروري في الطريق قد تحسن كثيرا، مضيفا “أنا مستخدم يومي لطريق لوسيل السريع، حيث أعيش في منطقة الوحدة وأعمل في منطقة الدفنة، وافتتاح الطريق بتصميماته الجديدة التي تتضمن أنفاقا ذات تدفق مروري حر مع زيادة عدد المسارات ساهم في تحسين حركة المرور”.
وأعرب الخليفي عن فخره بإنجاز هذا المشروع الضخم رغم الحصار الجائر المفروض على قطر.
وبدورها، تقول عائشة الهاجري أن استخدام الطريق بشكل يومي الآن صار ممتعا بفضل الانسيابية المرورية التي حققها الطريق الجديد، خصوصا أنه يربط العديد من المناطق الحيوية مثل كتارا واللؤلؤة والدفنة ويتصل بطرق محلية مهمة مثل شارع عمر المختار، معربة عن تقديرها للجهود التي بذلتها هيئة الأشغال العامة لتطوير البنية التحتية في كافة أرجاء قطر.
 مشروع طريق لوسيل السريع:
يعتبر مشروع طريق لوسيل السريع أحد أهم مشاريع برنامج الطرق السريعة التي تنفذها هيئة الأشغال العامة، حيث إنه يقع في منطقة حيوية تربط الدوحة بمدينة لوسيل، وتضم العديد من الوجهات العامة، بدءاً من اللؤلؤة في الشمال مروراً بكتارا والمنطقة الدبلوماسية، وعدد كبير من الأحياء السكنية والفنادق والمجمعات التجارية والمرافق الأخرى.
وتمتد منطقة عمل المشروع بطول حوالي خمسة ونصف كيلومترات من مدينة لوسيل شمالاً حتى منطقة الخليج الغربي جنوباً، حيث تم إنشاء ثلاثة تقاطعات رئيسية متعددة المستويات ضمن أعمال المشروع، وهي: تقاطع اللؤلؤة، وتقاطع القصار وتقاطع 5/6، بالإضافة إلى جسرين بحريين على القناتين الجنوبية والشمالية قرب اللؤلؤة ومدينة لوسيل.
كما يركز التصميم على تعزيز السلامة المرورية للمشاة والأساليب الحياتية الصحية من خلال إنشاء مسارات منفصلة للمشاة والدراجات الهوائية بطول إجمالي 13 كيلومترا، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الطرق الفرعية الخدمية لربط الوجهات المختلفة بالطريق السريع.
تقاطع 5/6
وقد تم تدشين أحد أهم المعالم المعمارية بالدوحة في 16 ديسمبر 2017، وهو أقواس تقاطع 5/6، والذي يجسد في علوه وشموخه أيقونة للإبداع والإنجاز الهندسي. وتعتبر أقواس تقاطع 5/6 أضخم وأطول معلم في قطر بارتفاع 100 متر وعرض 147 متراً، يصل وزنها إلى أكثر من 9300 طن من الحديد.
مسيرة تنفيذ طريق لوسيل السريع:
تمت أعمال الحفر والتنفيذ الضخمة لإنشاء الأنفاق والجسور متعددة المستويات التي تضمنها المشروع، بالإضافة إلى إنشاء الجسرين المائيين، بالكامل دون إيقاف الحركة المرورية، إلى جانب أعمال حفر الأنفاق المتكاملة للخدمات على امتداد ستة كيلومترات لتستوعب شبكات الكهرباء وشبكات تصريف المياه، ولتتيح أعمال الصيانة دون الحاجة لأي حفريات في المستقبل، والتي تمت على عمق حوالي ثلاثين متراً من سطح الأرض، بالإضافة إلى إنشاء نفق للمترو تحت الأرض الذي سيعبر تحت الجسر المائي.
وقد تم استخدام أكثر من خمسة وسبعين ألف طنا من الحديد المسلح وأكثر من ثلاث مئة وخمسة وأربعين ألف طن من الأسفلت في تنفيذ المشروع بمشاركة أكثر من أربعة آلاف عامل.
ويتميز تصميم مشروع طريق لوسيل بأنه منظومة متكاملة توفر الانسيابية المرورية والربط ما بين مدينة الدوحة والخليج الغربي، لتعزيز الوصول إلى الوجهات والمعالم الهامة التي تضمها المنطقة.
أما الطابع المعماري الذي يتميز به المشروع، فهو مستوحى من المفردات التراثية القطرية القديمة، ويجسد مزيجا بين ماضي قطر ومستقبلها، بكونه الطريق الرئيسي السريع ضمن الواجهة البحرية التي تمتد على شمال ساحل مدينة الدوحة.
يمتد طريق لوسيل السريع بموازاة المعالم والوجهات الهامة على ساحل الدوحة، وبموقعه الذي يضم أهم معالم الجذب في البلاد، سيصبح “لوحة فنية” وطريق يتميز بمشهد فريد مستوحى من التراث القطري القديم برؤية معاصرة.
السابق
اليمن.. ماذا يحدث في المهرة؟!!
التالي
البورصة: نحو 546 مليار ريال رسملة السوق في أول يوم تداول هذا الأسبوع