يوفنتوس أسطورة إيطاليا وفخر كرة القدم .. فاحترموه

 

لم يترك إداريو نابولي ولاعبوه ووسائل الإعلام في إيطاليا وخارجها المجال إلا وتحدثوا عن أخطاء الحكام خلال مواجهة يوفنتوس في ذهاب نصف نهائي كأس إيطاليا، نابولي استشاط غضباً بعد أن احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح يوفنتوس سجل منها الهدف الثالث بعد ثواني قليلة من المطالبة بركلة جزاء لصالح ألبيول.

لا أقول بأنه ليس من حق نابولي الاعتراض والمدافعة عن حقوقه بعد المباراة، لكن المشكلة بالنسبة لي أن الكثيرون حولوا القضية من مباراة واحدة، إلى قضية أن يوفنتوس يفوز عبر التحكيم، معتمدين بذلك على خلفية قضية الكالتشيو بولي الشهيرة.
من السخيف والمضحك اتهام يوفنتوس بهكذا اتهامات حالياً في وقت يسيطر فيه على الكرة الإيطالية، بل يوضح موسماً تلو الآخر بأنه الوحيد في إيطاليا الذي يفهم الشأن الاقتصادي والمالي والإداري والفني في هذه اللعبة، في وقت يغط فيه كبار الكالتشيو في نوم عميق غير آبهين بتاريخهم ولا بمكانة الكرة الإيطالية في أوروبا.

ما مر به يوفنتوس بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الثانية موسم 06\2007 من المفترض أن يدمر النادي ويقضي عليه من الوجود لعقود طويلة، فالسيدة العجوز اضطر للتخلي عن بعض لاعبيه في ذلك الموسم، فيما تقدم الكثير من اللاعبين في السن وأصبح الفريق بحاجة لإعادة تأهيل، وفوق هذا كله عصفت بإيطاليا أزمة اقتصادية من المفترض أن تضره أكثر من غيره لابتعاده عن دوري أبطال أوروبا لموسمين متتاليين مع خسارة جزء كبير من القيمة الاقتصادية بعد فضيحة الكالتشيو بولي.

لكن الغريب، والعجيب، والمبهر، بل والاستثنائي هنا أن يوفنتوس حقق عودة سريعة وصاروخية ليتسيد إيطاليا مجدداً، بل ويصبح منافس قوي على لقب دوري أبطال أوروبا الذي كان على بعد خطوة منه موسم 14\2015.

عودة يوفنتوس ستخلد في تاريخ اللعبة كأحد أفضل النجاحات على الإطلاق، بل يجب أن يتم دراستها جيداً من قبل أي نادي يحاول النهوض من سقطة تكاد تهدم بنيانه وتنسف تاريخه، بالمقابل فإن أندية منافسة عملاقة محلياً كانت تحقق الألقاب الكبيرة قبل سنوات قليلة، وتعيش في الوقت الحالي على أمل التأهل لدوري أبطال أوروبا بدون أن تتعرض لأي هزة أو نكسة خارجة عن المألوف!

الفارق واضح بين يوفنتوس ومنافسيه في إيطاليا، السيدة العجوز نادي لا ييأس، طموح، يملك ذكاء اقتصادي وعقلية رياضية لا ترضى بالفتات، بينما منافسوه يعيشون حالة تخبط مستمرة ولا يوجد لديهم إدارة لديها انتماء حقيقي للنادي، بالإضافة إلى ضعفهم الفاضح في التعامل مع الشؤون الرياضية للعبة.

يوفنتوس دفع ثمناً باهظاً لأخطائه في قضية الكاتشيو بولي وسحبت منه ألقاب بسبب ذلك وكادت أن تتحطم مسيرة النادي، لذلك يجب أن يلتزم الجميع الصمت الآن ولا يزايد عليه فما يحققه معجزة كروية بكل تأكيد.

يوفنتوس فخر الكرة الإيطالية وأسطورة الأندية العالمية، وعلى الآخرين التعلم منه بدلاً من رميه بالحجارة.

السابق
انجازات ستبقى خالدة في برشلونة بعد رحيل انريكي
التالي
ليفربول ضد آرسنال .. المواجهة التي لخصت موسم الفريقين مبكراً